حكم التسمية باسم يونس
حكم التسمية باسم يونس
تعد تسمية المولود من حقوق الأبناء على الوالدين ، وقد وضع أهل العلم ضوابط عدّةٍ ودعا لمراعاتها، واسم يونس من الأسماء الأعجمية، التي أجاز أهل العلم التسمّي به اقتداءً بنبيّ الله يونس -عليه السلام-، وقد نَدَبَ الشرع التسمّي بأسماء الصالحين وخصّ أسماء الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- اقتداءً بهم وبأوصافهم وأخلاقهم، وقد سمّى نبيّ الله محمدٌ -عليه الصلاة والسلام- ابنه إبراهيم، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (وُلِدَ لي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ، فَسَمَّيْتُهُ باسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ).
مراتب الأسماء الحسنة في الإسلام
المرتبة الأولى: التسمية باسمي عبد الله وعبد الرحمن
ذكرت أحاديث صحيحةٌ استحباب التسمّي باسمي عبد الله وعبد الرحمن خصوصاً، وذكرت أنّهما أحبّ الأسماء إلى الله -تعالى-، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ أحَبَّ أسْمائِكُمْ إلى اللهِ عبدُ اللهِ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ)، وقد سمّى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عمّه العبّاس عبد الله، وفي الصحابة نحو ثلاثمئةٍ رجلٍ تسمّوا باسم عبد الله.
المرتبة الثانية: التسمية بالأسماء المضافة لله تعالى
تستحبّ التسمية بالأسماء المضافة إلى الله -تعالى- بأيّ اسمٍ من أسمائه، والتي تحمل معنى العبودية له؛ كعبد القادر وعبد الحليم وعبد العزيز وعبد الملك ونحوها، وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "أنّ الهروي -رحمه الله تعالى- قد سمَّى أهل بلده بعامّة أسماء الله الحسنى، قال: وكذلك أهل بيتنا"، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يصحّ إسناد حديث: (خير الأسماء ما عبّد وحمّد)، أمّا معناه فصحيحٌ.
المرتبة الثالثة: التسمية بأسماء الأنبياء والمرسلين
نَدَبَ الشرعالتّسمي بأسماء الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-؛ لأنّها تذكّر بأخلاقهم وأوصافهم، وأشار إلى أنّ أفضلها اسم النبي محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ يتبعها في الاستحباب أسماء أولو العزم من الرسل ، وهم: إبراهيم وموسى وعيسى ونوح -عليهم الصلاة والسلام-، ثم بقيّة الأنبياء.
المرتبة الرابعة: التسمية بأسماء الصالحين من عباد الله
تُستحب التسمية بأسماء الصالحين من عباد الله المؤمنين اقتداءً بهم وبأعمالهم الصالحة، وأكثر الأسماء استحباباً؛ أسماء الصحابة والصحابيات -رضي الله عنهم-، ثمّ سائر الصالحين.
المرتبة الخامسة: التسمية بالأسماء التي تحمل معنًى حسنًا
ندَب الشرع التسمية بالأسماء الحسنة ودعا لتجنّب الأسماء التي تحمل معانٍ سيئة أو منّفرةٍ، حفاظاً على حقّ المولود في ذلك، فضلاً عمّا قد يخلّفه الاسم الحسن أو القبيح من أثرٍ في نفس المولود، وقد غيّر النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- العديد من أسماء الصحابة إلى الأسماء الحسنة، قال عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما-: (كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ اسْمُهَا بَرَّةُ فَحَوَّلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اسْمَهَا جُوَيْرِيَةَ، وَكانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقالَ: خَرَجَ مِن عِنْدَ بَرَّةَ).