حكم التسمية باسم يوسف
حكم التسمية باسم يوسف
تُستحبّ التسمية باسم يوسف ، اقتداءً بنبيّ الله يوسف -عليه الصلاة والسلام-، فقد ندَب الشرع التسمية بالأسماء الحسنة التي تحمل معانٍ حسنةٍ، وأشار النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى استحباب التسمّي بالأسماء الحسنة وخاصةً أسماء الأنبياء؛ اقتداءً بهم.
مراتب الأسماء الحسنة
المرتبة الأولى: التسمية باسمي عبد الله وعبد الرحمن
ذكرت أحاديث صحيحةٌ استحباب التسمّي باسمي عبد الله وعبد الرحمن، وأنّهما من أحبّ الأسماء إلى الله -تعالى-، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ أحَبَّ أسْمائِكُمْ إلى اللهِ عبدُ اللهِ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ).
المرتبة الثانية: التسمية بالأسماء المضافة لله تعالى
تُستحبّ التسمية بالأسماء المضافة إلى الله -تعالى- بأيّ اسمٍ من أسمائه الحسنى، والتي تحمل معنى العبودية له؛ كعبد القادر وعبد اللطيف وغيرها من الأسماء المعبّدة لله، قياساً على استحباب التسمية باسمي عبد الله وعبد الرحمن، وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنّ الهروي -رحمه الله تعالى- قد سمَّى أهل بلده بعامّة أسماء الله الحسنى ، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ حديث (خير الأسماء ما عبّد وحُمّد) لا يصحّ إسناده أمّا معناه فصحيحٌ.
المرتبة الثالثة: التسمية بأسماء الأنبياء والمرسلين
نَدَبَ الشرع التسمية بأسماء الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-؛ لأنّها تذكّر بأخلاقهم وأوصافهم، وتجدر الإشارة إلى أنّ أفضلها اسم النبيّ محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ أسماء أولي العزم من الرسل، وهم: إبراهيم وموسى وعيسى ونوح -عليهم الصلاة والسلام-، ثمّ أسماء بقيّة الأنبياء والرسل، قال بكر أبو زيد: "استحباب التسمية بأسماء الأنبياء والرسل؛ لأنّهم سادات بني آدم، وأخلاقهم أشرف الأخلاق، وأعمالهم أزكى الأعمال؛ فالتسمية بأسمائهم تُذكِّر بهم وبأوصافهم وأحوالهم".
المرتبة الرابعة: التسمية بأسماء الصالحين
تستحبّ التسمية بأسماء الصالحين من عباد الله المؤمنين، وأكثر الأسماء استحباباً أسماء الصحابة و أسماء الصحابيات -رضي الله عنهم-، ثمّ أسماء سائر الصالحين؛ اقتداءً بهم وطلباً لنيل المنزلة الرفيعة.
المرتبة الخامسة: التسمية بالأسماء التي تحمل معنًى حسنًا
ندَب الشرع التسمية بالأسماء الحسنة ودعا إلى تجنّب الأسماء التي تحمل معانٍ سيئةٍ أو منّفرةٍ، حفاظاً على حقّ المولود في ذلك، فضلاً عمّا قد يخلّفه الاسم الحسن أو القبيح من أثرٍ في نفس المولود، كما يُستحسن مراعاة أنّ اسمه سيرافقه في كلّ مراحل حياته، فيُنظر إليه من حيث أنّه طفلٌ ثمّ شابٌ يافعٌ ثمّ شيخٌ كبيرٌ، وقد غيّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- العديد من أسماء الصحابة إلى الأسماء الحسنة التي تحمل دلالاتٍ حسنةٍ جميلةٍ، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ اسْمُهَا بَرَّةُ فَحَوَّلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اسْمَهَا جُوَيْرِيَةَ، وَكانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقالَ: خَرَجَ مِن عِنْدَ بَرَّةَ).