حكم التسمية باسم زينة
حكم التسمية باسم زينة
الأَصِل في الأُمور الإِباحة مَا لَمْ يَرِد نَصٌّ على تحريمها، ولا مانع شرعيّ من تسمية الفتاة باسم زِينة؛ إذ إنّ هذا الاسم لا يتعارض مع عقيدة المُسلم أو الآداب الإسلاميّة، وقَدْ وَرَدَ أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- حثّ صحابه الكِرام على تَسمية أَبنائَهُم وبَنَاتَهُم بِالأسماء الجَميلة، وكانَ عليه الصَّلاة والسلام يُبدّل الاسم القبيح بالاسم الحسن؛ لما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ وَقالَ: أَنْتِ جَمِيلَةُ".
معنى اسم زينة
اسم علمٍ مُؤنَّثٍ عربيّ بِكَسر الزَّاي، وهو مَا يُتَزين به، وزينة جمع زينات أو زين، وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم حوالي عشرين مرَّةً، من ذلك قوله تعالى في سورة القصص: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ)، وقوله تعالى: (وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، وقوله عزّ وجلّ: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا)، وقد يُراد به زينة المَرأة ب الأخلاق الحَسنة .
الأُمور المُحَرَّمة في تَسمية الأبناء
ذكر العلماء أمورًا لا بدّ من اجتِنابها عِنْدَ تسمية المَولود، منها:
- التسمية باسمٍ من أسماء الله -عزّ وجلّ- التي اختَصّ بها لنَفسه مثل الخالق، الصمد، الرّب.
- التسمية باسم فيه معنى التّعبّد لغير الله -سبحانه وتَعالى- مثل عبد النبيّ؛ إذ إنّه لا يجوز التعبد لغير الله على الإطلاق، ولا يجوز تسمية الأبناء بأيّ اسمٍ يفيد التعبّد والتذلّل لغيره عزّ وجلّ؛ فقد ورد عن الصَّحابي عبد الرحمن بن عوف: كان اسمي عَبد عمرو، فلمّا أسلمت سمّاني رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- عبد الرحمن.
- التسمية بِأسماء غير المسلمين الخاصّة بِهم، والتي تَدُل عليهم دون غيرهم؛ فَقَد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "مَنْ تَشبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم"؛ أيّ حُكمُه حُكمهم.
- التسمية بِأسماء الأَصنام والطواغيت المعبودة من غير الله -عزّ وجلّ- مثل فرعون وشيطان.
الأمور الواجب مراعتها في تسمية الأبناء
ذكر علماء المسلمين بعض الأمور التي يحسن الأخذ بها عند تسمية المولود، منها:
- اجتناب التسمية بما تنفر النفوس من معناه، واختيار اسمٍ له وقعٌ طيِّب على الأسماع وشخصيّة المَولود.
- اجتناب التَّسمية بِأسماء تَحمِل معاني الإثم والمعصية، مِثل سارق وظالم وغيرها.
- اجتناب التسمية بِ أسماء الملائكة ؛ حيث يُكره التسمّي بها، مثل جبريل وإِسرافيل.
- اجتناب التسمية ب أسماء القرآن الكريم وسورِه، مثل طه ويس.
- أن يدرك من يريد التسمية أن هذا الاسم سيلازم صاحبه مدى حياته؛ فإن كان اسمًا قَبيحًا سيجعله يشعر بالضيق والإِحراج منه، فقد ذكر الماوردي في كتابه نصيحة المُلوك: "فإذا وُلِدَ المَولود، فإنَّ مِن أَول كَراماته له، وبِرِّه بِه أن يُحَلِّيَه باسمٍ حسن، فإنَّ للاسم الحَسن مَوقعاً في النفوس مع أول سَمَاعِه".
- اجتناب التسمية بأسماءٍ فيها نوعٌ من التزكية لأصحابها؛ مثل برَّة ومبارك.