حكم التسمية باسم ريتاج
معنى اسم رتاج
رتاج أو ريتاج كما يستعمله البعض بالياء هو: الباب المغلق أو الباب العظيم، وليس المقصود به مفتاح الكعبة كما هو شائعٌ عند البعض، فيُقال: أًرتج الباب؛ أي أغلقه، وأُرتج على القارئ؛ أُغلق فمه كما يُغلق الباب ليتوقّف عن القراءة، فإن قيل: رتاج الكعبة فالمقصود بابها، وقال ابن منظور في لسان العرب: الرتاجة هي: الشعب الضيق كأنّما أُغلق عليه من ضيقه.
حكم التسمية باسم ريتاج
تجوز تسمية المولودة باسم ريتاج دون أيّ حرجٍ أو بأسٍ، فالأصل في الأسماء الإباحة والجواز إن لم يرد أي دليلٍ على التحريم والمنع، وإن لم يحمل الاسم أي إساءةٍ أو مخالفةٍ شرعيةٍ للشخص، واسم ريتاج يُقصد به: الباب المغلق أو الباب العظيم، وريتاج الكعبة: بابها، أو الكعبة نفسها كما قال الإمام النوويّ -رحمه الله-: "رتاج الكعبة أصله: الباب، وقد يُراد به الكعبة نفسها"، وبناءً على ما سبق من بيان معنى اسم ريتاج فالمسلم مخيّرٌ بين تسمية ابنته بذلك الاسم أو العدول عنه، والأفضل والأجدر بالمسلم تسمية بناته بالأسماء الحسنة الفاضلة؛ كأسماء الصحابيات وأسماء زوجات أو بنات النبيّ -عليه الصلاة والسلام- .
أحب الأسماء وأفضلها في الإسلام
حثّت الشريعة الإسلامية على التسمّي بأفضل وأحسن الأسماء، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسمّي أولاد الصحابة -رضي الله عنهم- بأفضل وأحسن الأسماء أيضاً، وقد جُعلت أسماء المواليد على مراتب حسب الأفضلية كما هو مبيّن آتياً:
- أفضل الأسماء عبد الله وعبد الرحمن: فقد سمّى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عدداً من الصحابة وأولادهم باسمي عبد الله وعبد الرحمن، فسمّى عمّه العباس عبد الله، وسمّى عبد الله بن الزبير الذي كان أول المواليد بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، أمّا حديث: "خير الأسماء ما عبد وحمد" فلا يصحّ إسناده، ولا يصحّ معناه أيضاً.
- أسماء التعبيد لله تعالى: أي أسماء التعبيد بأيّ اسمٍ من أسماء الله الحسنى ؛ كعبد الله أو عبد الرحمن أو عبد الرزاق وغيرها من الأسماء، أمّا الأسماء التي فيها تعبيدٌ لغير الله -تعالى- فمحرّمةٌ، كعبد شمس أو عبد النبي أو عبد الرسول، وغيرها من الأسماء التي ورد فيها تعبيدٌ لغير الله، وقد ثبت أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- غيّر كلّ اسمٍ فيه تعبيدٌ لغير الله.
- أسماء الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-: تستحبّ التسمية بأسماء الأنبياء والرسل كلّهم؛ إذ إنّهم أفضل الخلق.
- أسماء الصالحين: وأفضل الصالحين الصحابة -رضي الله عنهم-، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-: (لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي، فَقالوا: إنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ يا أُخْتَ هَارُونَ، وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بكَذَا وَكَذَا، فَلَمَّا قَدِمْتُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَأَلْتُهُ عن ذلكَ، فَقالَ: إنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ)، وذُكر أنّ الزبير بن العوّام -رضي الله عنه- سمّى أولاده التسعة بأسماء شهداء غزوة بدرٍ.