حكم التسمية باسم خالد
معنى اسم خالد
خالد اسم علمٍ مذكَّرٍ، وهو من الأسماء العربيّة الأصيلة، وقد جاء على وزن صيغة اسم الفاعل من الفعل خَلَدَ؛ أي دام، ومعنى اسم خالد : الدائم، الباقي، الذي أبطأ عنه المشيب والضغف إذا أسنّ، وكأنما خُلق ليدوم ويخلد، وهو من الخلود والدوام، وهو اسم من الأسماء الهامّة ذات المكانة في التاريخ الإسلاميّ؛ فهو اسمٌ للصحابيّ الجليل خالد بن الوليد سيف الله المسلول رضي الله عنه.
حكم التسمية باسم خالد
إنّ التسمية باسم خالد جائزةٌ شرعًا، ولا حرج في تسمية هذا الاسم، وقد أقرّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هذه التسمية لأحد أصحابه وهو سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه، فلم يغير النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هذا الاسم ولم ينكره، ويستحيل أن يُقرّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على باطلٍ أو يسكت عنه، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يغير كلّ اسمٍ فيه أيّ مخالفةٍ شرعيَّةٌ أو له دلالةٌ محرّمةٌ، كما أنّه -عليه الصلاة والسلام- كان يختار أسماءً حسنةً لمن يسميهم، ومن الأسماء المستحسنة في الشرع، والتي يُستحبّ التسمية بها؛ أسماء الأنبياء والصحابة والتابعين والرجال الصالحين، مثل: عبد الله، محمد، عمر ، وخالد وغيرها من الأسماء الحميدة للرموز الإسلامية التي يفتخر بها كل مسلم في كل مكان.
بعض الضوابط الشرعية في تسمية المولود
وضع فقهاء المسلمين عددًا من الضوابط لتسمية المواليد؛ ليكون المسلم متميِّزًا باسمه، معتزّاً بهويته الإسلاميّة، وبعيدًا عن الأسماء المحظورة شرعًا، ومن هذه الضوابط ما يأتي:
- ألّا يكون الاسم معبِّدًا لغير الله تعالى؛ كعبد النبيّ، وعبد الكعبة، وغيرها.
- ألّا يكون الاسم من الأسماء التي اختصّ بها الله عزّ وجلّ، مثل: الرحمن، ملك الملوك، وغيرها.
- ألّا يكون الاسم من الأسماء التي تحمل معانٍ قبيحةً، أو معانٍ تكرهها وتنفرُ منها النفوس.
- ألّا يكون الاسم من أسماء الشياطين، أو الطّغاة أو الجبابرة.
- ألّا يكون يحمل الاسم معنى من معاني الميوعة أو فيه دلالاتٌ محرَّمةٌ.
- ألّا يكون من أسماء الحيوانات التي تحمل الصفات المستهجنة، مثل: حمار، وكلب، وغيرها من الأسماء.
خالد بن الوليد رضي الله عنه
أحبّ المسلمون اسم خالدٍ؛ لأنّه على اسم الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، وخالد بن الوليد فارسٌ من فرسان الإسلام، وقائدٌ من قادته المجاهدين، لقّبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيف الله المسلول، وقد أسلم في السنة الثامنة للهجرة، وكان له موقفٌ عظيمٌ في غزوة مؤتة؛ حيث أمّر نفسه على الجيش، وذلك بعد استشهاد قادة الجيش الثلاثة الذين اختارهم النبيّ، وقد تميّز خالد -رضي الله عنه- بذكاءٍ عسكريٍّ، وشارك في غزوة حنين، وحروب الردة، وغزا العراق، وشارك في فتوح الشام، وفتح دمشق، وعاش -رضي الله عنه- ستين سنةً، ومات على فراشه سنة إحدى وعشرين للهجرة، وقال قولته المشهورة: "فلا قرّت أعين الجبناء".