الاستنشاق لغة مصدر استنشق، وهو إدخال الماء وجذبه إلى باطن الأنف عن طريق النفس، أمّا
الاستنشاق اصطلاحاً: فلا يخرج معناه الاصطلاحي عن اللغوي حيث أنّه قيام المسلم بإدخال الماء إلى أنفه بغية تنظيفه من الأوساخ، وتجدر الإشارة إلى أنّه يرتبط بالاستنشاق الاستنثار وهو إخراج الماء من الأنف بعد استنشاقه، وفيما يأتي بيان لحكم الاستنشاق في الوضوء، وذكر لبعض سنن الوضوء.
حكم الاستنشاق في الوضوء
تعددت آراء العلماء في حكم الاستنشاق في الوضوء كما يأتي:
القول الأول
ذهب الجمهور إلى القول أنّ الاستنشاق في الوضوء سنة، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّه يشرع للمسلم تركه، حيث أنّه ثابت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قوله وفعله، فحريّ بالمسلم المحافظة عليه في وضوئه، وإن كان لا يؤثر على صحة الطهارة والصلاة، وقد استدلوا على كونه سنة بأمرين:
- أوّلهما: أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أمر المسيء في صلاته أن يتوضأ كما أمر الله -تعالى- حيث قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ فتوضَّأْ كما أمَرَكَ اللهُ عزَّ وجلَّ)، والله -تعالى- ما ذكر الاستنشاق في الوضوء فقد قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) .
- ثانيهما: لم يُعرف عن الصحابة والتابعين القول بوجوب إعادة الوضوء على من ترك الاستنشاق في وضوئه، وقد أشار الإمام الشافعي -رحمه الله- إلى ذلك حيث قال: "ولم أعلم اختلافًا في أن المتوضئ لو تركهما عامدًا أو ناسيًا وصلى لم يعد".
القول الثاني
ذهب الحنابلة إلى القول أنّ الاستنشاق في الوضوء واجبٌ، وقد استدلوا على ذلك بعدة أمور:
- أوّلها: أمر الله -تعالى- بغسل الوجه في الوضوء، والوجه في لغة العرب يشمل الأنف.
- ثانيها: جاء الأمر بوجوب الاستنشاق، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِذَا تَوَضَّأَ أحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ في أنْفِهِ، ثُمَّ لِيَنْثُرْ).
- ثالثها: مواظبة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الاستنشاق في الوضوء يدلّ على وجوبه.
سنن الوضوء
هناك العديد من السنن للوضوء ومنها ما يأتي:
- استعمال السواك: حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لولا أن أشُقَّ على أمَّتي لأمرتُهُم عندَ كلِّ صلاةٍ بوُضوءٍ أو معَ كلِّ وُضوءٍ سواكٌ).
- الإسباغ في الوضوء: ويُقصد بالاسباغ المبالغة في الغسل، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للقيط بن صبرة -رضي الله عنه-: (أسبِغِ الوضوءَ).
- التثليث في غسل أعضاء الوضوء: باستثناء الرأس، فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يغسل أعضاء الوضوء ثلاثاً.
- تخليل اللحية الكثّة.
- تخليل أصابع اليد والقدم: حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا توضَّأتَ فخلِّل بينَ أصابعِ يديكَ ورجليكَ).
- كون المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة.