حكم استخدام الجدول الصيني في تحديد جنس الجنين
الحكم على الشيء فرع عن تصوره
لا بد أن نعرف ما هو الجدول الصيني المستعمل في تحديد جنس المولود؛ حتى نحكم على شرعية اعتماده أو عدم شرعيّته. إن الجدول الصيني: طريقة تقوم بتوقع جنس المولود على أساس تاريخ ميلاد الأم القمري الصيني، والشهر القمري الصيني الذي حملت فيه.
ويعتقد من يستخدمون الجدول الصيني أنّ المرأة من المحتمل أن تحمل بفتاة؛ إذا كان كل من تاريخ ميلادها وشهر حملها زوجيًا أو فرديًا، وأن تحمل بصبي إذا كان أحد التاريخين زوجيًا والآخر فرديًا، وقد ربطه بعضهم بحركة الأفلاك ، مع اعتقاد تدخلها في تحديد جنس المولود.
هل الجدول الصيني صحيح علمياً؟
لم يثبت العلم صحة تأثير اعتماد طريقة الجدول الصيني في التحكُّم أو التنبُّؤ ب جنس المولود مطلقاً؛ بل الثابت علمياً هو العكس من ذلك تماماً؛ فهناك دراسة استقرائية أجريت في السويد على حوالي ثلاثة ملايين امرأة لمعرفة جدوى هذه الطريقة، والنتيجة أظهرت بأنّ نسبة إنجاب الذكور والإناث كانت مشابهة للنسبة الطبيعية من غير فرق على الإطلاق .
حكم الاعتماد على الجدول الصيني
قال الله -تعالى-: (لله مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)، فهبة الذكر أو الأنثى أو الاثنين معاً إنما هي من الله وحده -سبحانه-، وليست من تدخل الكواكب والأفلاك ولا غيرها.
والله -عز وجل- هو الخلّاق العليم، واعتقاد أن الأفلاك تتدخل في تحديد جنس الجنين هو اعتقاد باطل، وهو نوع من أعمال الكهانة والعرافين والمنجمين؛ الذين يدّعون علم الغيب الذي تفرد الله -سبحانه- به، وعليه فإن القول الصحيح هو القول بحرمة اعتماد الجدول الصيني في تحديد جنس المولود؛ لأنه ضرب من ضروب الكهانة والرجم بالغيب.
الجدول الصيني في أحسن أحواله مجرد خرافة
ولو افترضنا أنّ أحداً من الناس قال بأنه لا يعتقد أن لغير الله -سبحانه- تدخل في خلقه، وكل ما هو كائن في هذا الوجود هو من خلق الله وحده، وما هذه الأمور سوى أسباب يتوصل إليها بالعلم، ثم تسخر في خدمة الإنسان وتحقيق مراداته، فالجواب على ذلك هو: أن هذا القول يسلم صاحبه من الوقوع في نسبة أفعال الله -عز وجل- إلى غيره من خلقه كالكواكب والنجوم.
ولكن يبقى السؤال القائم: هل الجدول الصيني يؤيده العلم التجريبي أو يثبتُ صحته؟، وقد سبق الجواب بأن العلم ينقضه تماماً ويثبت بطلانه وعدم صحته، فصار بذلك الجدول الصيني دائراً بين أمرين اثنين:
- أن يعتقد من يعتمده أن الكواكب لها تدخل في تحديد جنس الجنين، وقد تبين أنّ هذا الاعتقاد باطل ومناقض للنصوص الشرعية، وهادم لعقيدة توحيد الله -عز وجل- في ربوبيته.
- أن يكون من اعتمد الجدول الصيني قد انخدع في خرافة وهمية أثبت العلم بطلانها.