حكم أداء صلاة التراويح في البيت
حكم صلاة التراويح للرجال في المسجد
اتفق جمهور الفقهاء من الحنفية، والشافعية، والمالكية، والحنابلة على أنّ صلاة التراويح في المسجد سنّة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وذلك لما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-:
(أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في المَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم. قالَ: وَذلكَ في رَمَضَانَ).
حكم صلاة التراويح للرجال في البيت
أداء صلاة في المسجد أفضل من أدائها في البيت، مع جواز القيام بها في البيت، وذلك لما يكون فيها من الجماعة أثناء حضورها في المسجد، ومن المعلوم أنّ ما يصليه المسلم في جماعة هو أفضل مما يصليه منفرداً، أمّا إن كان الناس يصلّون فرادى في المسجد فإن صلاتها في البيت أفضل من المسجد.
وقال بعض المالكية؛ إنْ كان المصلّي من حفظة القرآن الكريم الماهرين به وأراد أن يقوم بما حفظ من القرآن في البيت فهو أفضل له، بشرط أن يكون ذلك من قبل الجميع بحيث لا يبقى صلاة تراويح في المسجد، فصلاة التراويح هي النافلة الوحيدة التي تُصلّى في جماعة ، كذلك لا بأس إن أدّاها الرجال في جماعة في البيت، ويتأكّد جواز ذلك إذا كان الذهاب إلى المسجد فيه مشقةً عليهم.
حكم صلاة التراويح في المسجد للنساء
الأصل أنّ صلاة المرأة تكون في بيتها، ويجوز لها أن تصلّي في المسجد إن خافت على نفسها أن تتهاون بالصلاة أو تضيّعها، أو إن كانت تشعر أن الصلاة في المسجد أكثر خشوعاً وطمأنينة؛ ففي هذه الحالات تكون صلاتها في المسجد أفضل من صلاتها في البيت.
لما روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (لا تمنعوا نساءَكمُ المساجدَ وبيوتُهنَّ خيرٌ لَهنَّ)، وقال النووي -رحمه الله-: "جماعة النساء في البيوت أفضل من حضورهن المسجد".
وإن كان الذّهاب إلى المسجد يؤدي إلى إلحاق ضرر بالآخرين أو التقصير في حقّ أحد يقع ضمن مسؤولية المرأة فقد وجب عليها البقاء في بيتها من أجل القيام بالمسؤوليات الموكلة إليها، وتؤدي صلاتها في بيتها.
فضل صلاة التراويح
تعدّ صلاة التراويح من أعظم العبادات التي يتقرّب بها العبد من الله -تعالى-، والتي حرص عليها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وتشمل النصوص الواردة في فضل قيام الليل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فضل صلاة التراويح.
قال -تعالى-: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ)، ورى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).