حساسية الحليب ومشتقاته عند الأطفال
حساسية الحليب عند الأطفال
تشكل استجابة جهاز المناعة في الجسم بطريقة غير طبيعية عند تناول الحليب أو مشتقاته حساسية الحليب (بالإنجليزية: Milk allergy)، وينتشر هذا النوع من الحساسية بين الأطفال، ويعدّ تناول حليب البقر سبباً للإصابة بها، وغالبًا ما يسبب تناول حليب الماعز والأغنام والجاموس رد فعل مماثل لتناول حليب البقر. كما يعدّ حليب البقر مصدرًا للطاقة والبروتين والفيتامنات والمعادن المهمة لنمو الطفل، فإذا كان الطفل يعاني من حساسية الحليب يجب تعويضه ببدائل الحليب التي ستزوده بقيمة غذائية مماثلة تقريبًا.
أعراض حساسية الحليب
يقوم جهاز المناعة في الجسم برد فعل تجاه البروتين الموجود في الحليب عند تناول الحليب، وفي كل مرة يشرب الطفل الحليب أو يأكل منتجات الألبان يعتقد الجسم أنّ هذه البروتينات مواد قد تَضُر به ويطلق مواد كيميائية مثل الهيستامين دفاعًا عنه، وقد يختلف رد الفعل من شخص لآخر، فيمكن للشخص نفسه أن تختلف ردود الأفعال تجاه تناول الحليب من وقت لآخر، وفي بعض الأحيان قد تسبب حساسية الحليب رد فعل حاد يسمى بالحساسية المفرطة (بالإنجليزية: Anaphylaxisِِ)، وبشكل عام تتلخص أعراض حساسية الحليب في:
- الصفير وصعوبة في التنفس.
- السّعال وبحة في الصوت وضيق الحلق.
- ألم المعدة ، والقيء، والإسهال.
- حكة العينين أو تورّمها أو تكوين الدّمع فيهما.
- القشعريرة.
- تورّم الجسم.
- انخفاض ضغط الدم، مما قد يسبب فقدان الوعي.
أسباب حساسية الحليب
ترجع الأسباب الرئيسية للإصابة بحساسية الحليب إلى وجود قصور في جهاز المناعة ، فيعتبر جهاز المناعة بعض بروتينات الحليب كأجسام ضارة وينتج أجسام مناعية مضادة لجعل بروتين الحليب محايدًا، وعند تناول الحليب أو مشتقاته مرة أخرى تكتشف الأجسام المضادة البروتين وترسل إشارة لجهاز المناعة لتطلق الهستامين والمواد الكيميائية الأخرى، وتبدأ أعراض التحسس بالظهور، وهناك بروتينين رئيسيين موجودين بالحليب يسببان التحسس، ويمكن أن يسبب تناول إحدهما أو كلاهما التحسس للأطفال، هما:
- الكازين: يوجد الكازيين (بالإنجليزية: Casein) في الجزء الصلب من الحليب، وهو المسؤول عن التخثر.
- مصل الحليب: يوجد مصل الحليب (بالإنجليزية: Whey) في الجزء السائل، وهو ما يتَبقّى بعد التخثر.
الوقاية من حساسية الحليب
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من حساسية الحليب لكن يمكن التقليل من أعراضها عن طريق تجنب تقديم الأطعمة المسببة للحساسية للطفل التي تتلخّص بالحليب ومشتقاته، ويجب الحذر من المنتجات المدرج على الملصق الغذائي لها على كلمة كازين أو جملة مشتق من الحليب، والتي يمكن أن توجد ببعض الأطعمة غير المتوقعة مثل: التونة المعلبة، أو النقانق أو المنتجات غير المصنعة من الحليب، ويمكن السؤال عن مكونات الطبق عند تناول الطعام في المطاعم، ومن بعض المصادر المسببة للحساسية:
- يوجد مصادر واضحة للبروتينات المسببة لحساسية الحليب الموجودة في منتجاته، مثل: الحليب خال وقليل وكامل الدسم، واللبن الرائب، والزبدة ، ولبن الزبادي، ومُثلّجات الحليب، والجبن وأي شيء يحتوي على الجبن.
- يوجد مصادر للحليب قد يصعب التعرف على الحليب عند استخدامه كعنصر في الأغذية المصنّعة، بما فيها المخبوزات واللحوم المصنعة، ومن المصادر الخفّية للحليب: مصل الحليب، والكازين، والحلويات مثل الشوكولاته والنوجا والكراميل، ونكهة الزبدة الصناعية، ونكهة الجبن الصناعية.
بدائل الحليب عند الأطفال
تتوفر مجموعة كبيرة من بدائل حليب الأبقار للأطفال، قد يحتاج بعضها لوصفة طبية للأطفال الصغار وبعضها يصرف دون وصفة طبية للأطفال الأكبر سنًا، ويجدر الاستشارة الطبية قبل إعطاء الطفل بديلًا للحليب، وفي بداية عمر الطفل يعدّ حليب الأم الخيار الأمثل للأطفال الذين يعانون من حساسية الحليب، فهو يوفر كل المغذّيات التي يحتاجها الطفل والعناصر غير المغذية أيضًا كالأجسام المضادّة، لكن قد تحتاج الأم لعدم تناول الحليب إذا ظهرت أعراض الحساسية على الطفل في مرحلة الرضاعة الطبيعية . وفي المراحل العمرية الأكبر يمكن أن يكون حليب الصويا البديل الأكثر شيوعًا، وهناك عدة خيارات أخرى متاحة مثل: حليب اللوز، أو حليب الكاجو، أو حليب الأرز، أو حليب الشوفان.