حديث في فضل قيام ليلة القدر وصيام رمضان
نص الحديث وصحّته
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصحيح فقال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
المعنى العام من الحديث
أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف بوعد من الله أنّ من صام رمضان إيماناً واحتساباً فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه، وقال ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري: المقصود بالإيمان هو الاعتقاد والتصديق بأن الله قد فرض صيام شهر رمضان على عباده، أمّا الاحتساب فهو أن يكون غاية العبد من الصيام هي تحقيق أمر الله وتحصيل رضاه والثواب منه.
وقال الخطابي -رحمه الله-: "احتساباً؛ أي عزيمةً، وهو أن يصوم رمضان على معنى الرغبة في ثوابه طيبةً نفسه بذلك، غير مستثقل لصيامه، ولا مستطيل لأيامه"، وكذلك الوعد فيمن قام ليلة القدر؛ مصدقاً بوعد الله وبما أخبر من فضلها، مبتغياً بذلك رضا الله والأجر الذي رتّبه لمن قامها بحقّها، والله سيغفر له ما تقدم من ذنبه.
فضل صيام شهر رمضان
وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على فضل شهر رمضان وفضل الصيام، ومنها ما يأتي:
- قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) .
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إِلَّا الصِّيَامَ، هو لي وَأَنَا أَجْزِي به فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (الصلواتُ الخمْسُ، والجُمعةُ إلى الجُمعةِ، ورَمضانُ إلى رمضانَ: مُكَفِّراتٌ لما بينهُنَّ إذا اجْتُنِبتِ الكبائِرُ).
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (قد جاءكم رمضانُ، شهرٌ مُبارَكٌ، افترضَ اللهُ عليكم صِيامَه، تُفتَحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيه الشياطينُ، فيه ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ).
فضل قيام ليلة القدر
من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي وردت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في فضل قيام ليلة القدر ما يأتي:
- قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ*تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) .
- روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (أنَّ رِجَالًا مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنَامِ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَى رُؤْيَاكُمْ قدْ تَوَاطَأَتْ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فمَن كانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأوَاخِرِ).