حديث عن ختان البنات
حديث عن ختان البنات
لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بوجوب ختان الإناث، ولكن يوجد حديث خاصّ في موضوع ختان البنات، لكنه ضعيف في الكثير من الروايات وصحيح ببعض الروايات.
فقد جاء في السنة عن أمّ عطية الأنصارية أنّ إمرأةً في المدينة كانت تَختِن البنات، فأرشدها النبيُ الكريم إلى طريقة الختان المحمودة، حينما قال لها: (لا تُنْهِكِي فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْظَى لِلْمَرْأَةِ وَأَحَبُّ إِلَى الْبَعْلِ).
وقد جاء في رواية أخرى لفظُ (أشِمّي)، ومعناه الأخذُ اليسير من الجلدة التي تكون فوق مَخرَج البول، كعرف الديك، وتلك السنة المأمور بها في ختان البنات.
مفهوم الختان
يشير الختان إلى موضع الختن في الرجل والمرأة، ومعنى الختان عند الرجال: قطع جلدة القُلْفَة وهي جلدة فوق الحَشَفة؛ أي قطع الجلدة الزائدة على الحَشَفة، وأما الختان في حق المرأة فيعرف على أنه: قطع جلدة في الفرج فوق مدخل الذكر ومخرج البول على أصل كالنواة، ويؤخذ منه التي تعلوه دون قطعها بالكامل أو أخذ أصلها.
حكم ختان البنات
حكم ختان البنات من المسائل التي تنوعت فيها آراء أصحاب المذاهب الأربعة، نبين ذلك على النحو الآتي:
- ذهب الشافعيةُ، والحنابلة إلى القول بوجوب الختان في حقّ الرجال والنساء، لعموم الأدلة التي دعت إلى الختان، دون تمييز بين الرجل والمرأة،
- وقد ذهب الحنفية، والمالكية إلى القول بأنّ الختان سنة في حقّ الرجال، والنساء على حدّ سواء.
- وقد ذهب آخرون إلى القول بوجوب الختان في حقّ الرجال بينما هو سنة في حقّ النساء، وقد مال إلى هذا القول الإمام أحمدُ في رواية عنه، وابنُ قدامة، وبعضُ المالكية.
- وقد رجّح الإمام الشوكاني سُنيّة الختان، سواءً كان للرجل، أو المرأة، لعدم ورود دليل صحيح على وجوبه، وأنّ المُتَيقن في مسألة الختان أنّه سنة، ولا يجوز العدولُ عن المُتيقَّن إلى غيره إلا بدليل، ولأنّ الدليل غيرُ موجود، فيبقى الأصلُ على المُتيقّن، وهو أنّه سنة.
الحكمة من تشريع الختان
لا يوجد العديد من الدراسات حول الفوائد الطبية للختان عند المرأة لعدم القيام ببذل الجهد الكافي في إعداد مثل هذه الدراسات، ولكن ثبتت العديد من الفوائد الطبية لختان الرجل نبينها على النحو الآتي:
- تقليل نسبة أمراض الجهاز البولي.
- الوقاية من سرطان الذكر وتقليل نسبة الإصابة به.
- تقليل نسبة الأمراض المنتقلة بالاتصال الجنسي.
- الوقاية من الأمراض الناشئة عن انسداد المجاري البولية أو التهابات الكُلْيَتين والتي تشمَلُ ارتفاع ضغط الدم وغيره.
- تقليل نسبة الالتصاقات والالتهابات التي تحصُل للحَشَفَة.
تاريخ عادة الختان
قد يظن البعض أن الختان أمر مرتبط بالإسلام والمسلمين فقط، ولكن على العكس من ذلك فإن العديد من الأدلة تؤكد وجود هذه العادة لدى مختلف الشعوب حتى غير العربية وغير المسلمة؛ حيث ورد في الموسوعة البريطانية أن عادة الختان كانت منتشرة في كل من شعوب أستراليا القديمة، وبعض شعوب إفريقيا وأمريكا الجنوبية، إضافة إلى الشعوب والبلدان الإسلامية.
وليست كل صور الختان واحدة؛ بل منها ما يعد جريمة في حق الأنثى ويعاقب على فعلها الإسلام بالدية أو القصاص، وبعض ممارستها يطرأ إليها الغلو والتطرف كثيراً، ولعل أسوأ صورة من الختان هي ما عرف بالختان الفرعوني.