جهاد أسماء بنت أبي بكر للظالمين
جهاد أسماء بنت أبي بكر يوم الهجرة النبوية
تكفّلت أسماء بنت أبي بكر -رضيَ الله عنهما- في الهجرة النبويّة بحمل الطّعام والشّراب لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأبيها أثناء وجودهم في غار ثور، ولذلك سُمّيت بذات النّطاقين؛ فقد شقّت نطاقها إلى شقّين، أحدهما تضع فيه الطّعام، والآخر لتضعه على رأسها، كذلك كانت تقوم بنقل الأخبار لهما، فقد قالت -رضيَ الله عنها-: (صَنَعْتُ سُفْرَةً للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبِي بَكْرٍ، حِينَ أرادا المَدِينَةَ، فَقُلتُ لأبِي: ما أجِدُ شيئًا أرْبِطُهُ إلَّا نِطاقِي، قالَ: فَشُقِّيهِ فَفَعَلْتُ فَسُمِّيتُ ذاتَ النِّطاقَيْنِ قالَ ابنُ عبَّاسٍ أسْماءُ ذاتَ النِّطاقِ)، ذلك أنّ انقطاع الطّعام والشّراب عنهما قد يؤدي إلى هلاكهما، وقيام أحد الرّجال بهذه المهمّة قد يؤدي إلى وقوع الشكّ في أمره، فكانت أسماء أول فدائية في الإسلام ؛ لما فعلته يوم الهجرة.
جهاد أسماء بنت أبي بكر للحجاج
روى أبو نوفل -رضيَ الله عنه- أنّ أسماء قالت للحجّاج: (أَما إنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا، أنَّ في ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا فأمَّا الكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا المُبِيرُ فلا إخَالُكَ إلَّا إيَّاهُ)، وقد كان ذلك عندما قام الحجّاج بقتل ابنها عبد الله والتّمثيل به.
ثمّ أرسل إليها لتأتي إليه فرفضت، فأرسل إليها يتوعدها إن لم تأتِ إليه ليأتي إليها ويسحبها من قرنها، فقالت ليأتي ويسحبني من قروني، فخرج إليها يتوعّدها حتى وصل إليها ودخل عليها، فتعجّبت منه كيف يقتل ابنها ثمّ يستأذن بالدّخول عليها، فأجابها أنّه قتل ابنها لأنّه كان ملحداً، فردّت عليه بأنّه كاذب فقد كان ابنها صوّاماً، قوّاماً، بارّاً، مُدافعاً عن دين الله.
مشاركة أسماء بنت أبي بكر في معركة اليرموك
شاركت أسماء بنت أبي بكر في معركة اليرموك مع زوجها الزّبير بن العوّام -رضيَ الله عنهما-، وهي المعركة التي اجتمع فيها المسلمون في وادي اليرموك بقيادة أبي عبيدة بن الجراح -رضيَ الله عنه- ضدّ الرّوم بقيادة هرقل، وقد انتهت المعركة بانتصار المسلمين نصراً مؤزراً، ممّا جعل لذلك النّصر أهميّة كبيرة في حركة الفتوحات الإسلاميّة فيما بعد.
التعريف بأسماء بنت أبي بكر الصديق
أسماء بنت عبد الله بن أبي قُحافة، وُلدت بمكة المكرمة قبل الهجرة بسبع وعشرين عاماً، و دخلت الإسلام بعد سبعة عشر أحداً ممّن دخلوا فيه ، لُقّبت بذات النّطاقين، أختها من أبيها عائشة -رضيَ الله عنها-، زوجها الصّحابي الجليل الزّبير بن العوّام -رضيَ الله عنه-، وهو أحد العشرة المبشّرين بالجنّة، و ابنها عبد الله بن الزّبير الذي قُتل على يد الحجّاج بن يوسف.
أمّها قُتيلة بنت عبد العزّى،عُرفت بفصاحة اللّسان فكانت شاعرة، وتعدّ أسماء آخر من تُوفي من المهاجرين والمهاجرات، وذلك بعد مقتل ابنها بقليل سنة ثلاث وسبعين أو أربع وسبعين، وكانت قد تجاوزت المائة من عمرها، روى عنها عبد الله بن عبّاس، وابنها عروة، وعباد بن عبد الله بن الزّبير، وأبو بكر وعامر بن عبد الله بن الزبير، وفاطمة بنت المنذر -رضيَ الله عنهم- وغيرهم.