جغرافية مصر الزراعية
نبذة عن جغرافية مصر الزراعية
مثلت الزراعة في جمهورية مصر العربيّة خلال الحُقب التاريخيّة ولا زالت جوهر الاقتصاد الوطنيّ المصريّ بمُختلف أصنافها وأنواعها، والتي تتنوع في المحاصيل الغذائيّة، كالقمح، والشعير، والبقوليات، كالعدس، والفول، والحمص، والبرسيم، والخُضرة، والفواكه، بالإضافة إلى الأرز، والقصب، والقُطن، كما تطور هدف الإنتاج الزراعيّ فيها من مجرد الاستهلاك إلى التصدير.
العناصر المؤثرة في الزراعة في مصر
تتمثل الموارد الزراعيّة في مصر بالمعطيات الآتية:
- الأرض
تُقدر المساحة المزروعة وتلك الصالحة للزراعة بحوالي 121405.63 مليون ك م² في حدود منتصف القرن العشرين الماضي، في حين تنامت حجم الحيازات الزراعيّة، والتي من المُمكن استغلالها بحدود 56655.96 كم ² إضافيّة حتى أواخر القرن الماضي، حيثُ تتوزع بين القسم القبليّ والبحريّ من البلاد، فيما تعاني هذه الحيازات اليوم من تفتت الملكية.
- التربة
تتنوع خصائص التربة الزراعيّة، إلا أنها وفي جملتها تربة رسوبيّة ناجمة عن فيضانات نهر النيل المتكررة عبر التاريخ، تبعًا للتطور الذي شهده نهر النيل، سواء ببناء السد العالي، أو مشاريع ضبط النيل الأخرى التي تمت في الدول المُشاطئة للنهر، إلا أنّ تقليص الرسوبيات عبر السنوات الأخيرة حرم المنطقة من أكثر من 10% من معدل الرسوبيات السنويّ الناجمة عن مياهه.
- المياه
تتنوع مصادر المياه المستخدمة في الزراعة بمصر، إذ إنّ نهر النيل يستحوذ على قرابة 50 مليار م ³ من احتياجات مصر للمياه في الزراعة، كما أنّ موارد المياه الجوفيّة، والمياه المحلاة الناتجة عن التصريف، ومياه الأمطار، وخاصة في الساحل الشماليّ تساهم في توفير موارد للري.
- القوى العاملة
يؤثر توزيع القوى العاملة ونوعية العمل الذي تعمل به بالزراعة في مصر، حيثُ تُقدّر نسبة العاملين في الزراعة في المدن الريفية بقيمة 80% مقابل نسبة 15% من المدن الحضاريّة.
- التكنولوجية الزراعيّة
عرفت مصر التكنولوجيا الزراعيّة الحديثة بعد الثلاثينات من القرن الفائت، وكانت تستخدم في لمساعدة الحيوانات في إتمام بعض العمليات، كما أنّها تطورت لاحقًا لتشمل إدخال الكهرباء للأدوات الزراعيّة تحديدًا بعد إيصال الكهرباء للأرياف المصريّة قبيل أواخر القرن الماضي.
- النقل
تتنوع وسائل النقل في جمهورية مصر، إذ تعمل شبكة الطرق وسكك الحديد في البلاد على ربط الحيازات الزراعيّة بأسواقها المحلية، بالإضافة لأسواقها الخارجيّة عبر الممرات المائيّة، والتي من أهمّها قناة السويس.
- التشريعات الحكومية
تتمثل التشريعات الحكوميّة في تنظيم العلاقة بين المواطنين واستخدامهم الأراضي الزراعيّة، حيثُ تمثلت في حظر البناء على الأراضي الزراعيّة، وتقييد تقسيمها، ومعالجة الآثار الناجمة عن تفتت الملكيات الزراعيّة، والتوسع العمرانيّ على حساب الأراضي الزراعيّة.
العوامل المؤثرة على الزراعة المصرية
تتأثر الزراعة المصريّة على اختلافها بعدّة عوامل، والتي تؤثر على الإنتاجيّة الزراعيّة سلبًا أو إيجابًا على النحو التالي:
- الآفات الزراعيّة
تٌبيد الآفات الزراعيّة الكثير من الثروة الزراعيّة المصريّة، إذ عرفت مصر على مر الزمن أنواع شتى من الآفات الزراعيّة التي قضت على العديد من المحاصيل فيها، حيثُ تنهج الجهات المسؤولة بعدها طُرق متطورة لمكافحتها.
- الأسمدة
تتأثر المزروعات في مصر بنمط استخدام الأسمدة ونوعها، سواءً الطبيعيّة منها أو الكيمائيّة، لذا على تحرى المزارعون الدقة في استخدامها السليم، واتباع الإجراءات المخصصة لها.
- الري
تلعب عمليات الري والطرق المستخدمة فيها دورًا رئيسيًا في تنمية الزراعة المصريّة، إذ تواجه بعض المزروعات في نهايات الترع نقصًا شديدًا في المياه، مما يؤثر على إنتاجها، وهذا بدوره يتطلب توعية المزارعين على طُرق وكيفية الري السليم.
- الأحوال الجوية
تتباين المحاصيل الزراعيّة من حيث الكم والجودة في الإنتاج تبعًا لتبدل الأحوال الجويّة في مصر، والتي تُعاني من الشح والتذبذب في كميات الهطول، ولذلك فإنّ الزراعات المصريّة تنشط في المناطق المحيطة بنهر النيل والسدود، نتيجة اعتمادها على مياهه بشكل مباشر.