جزيرة برمودا
موقع جزر برمودا
تقع جزر برمودا شمال المحيط الأطلسي، وهي أرخبيل يتألّف من مجموعة من الجزر تتبع للمملكة المتحدة وعاصمتها هاميلتون، وتبعد حوالي 1035 كم شرق - جنوب شرق ولاية كارولينا الشمالية، ونحو 1236 جنوب جزيرة كيب سابل، ونحو 1538 كم شمال جزر فيرجن البريطانية ، بينما تبعد حوالي 1759 كم شمال شرق كوبا، ويبلغ مجموع عدد الجزر في الأرخبيل 181 جزيرة تمتد على مساحةٍ تبلغ إجمالاً حوالي 53.3 كم، ويقطنها نحو 63,918 نسمة يعيشون في 12 جزيرة فقط، أمّا الجزر الأخرى فهي غير مأهولة بالسكان.
ترتفع الجزر أكثر من 4300 متر عن قاع المحيط، وتتكوّن من الجزيرة الرئيسية برمودا، وبعض الجزر المجاورة، بالإضافة إلى حوالي 170 جزيرة مرجانية، وجزيرة صغيرة في شمال المحيط الأطلسي، وتجتذب برمودا السياح سنوياً لقضاء العطلات، كما أصبحت موطنًا للكثيرين على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية.
تضاريس جزر برمودا
تُعدّ غالبية جزر برمودا جزراً بركانية، حيث تشكّلت من كتلة جبلية ارتفعت من قاع البحر عبر ملايين السنين، وتقل في جزر برمودا المرتفعات حيث تُعدّ الجزر مسطّحةً بشكلٍ عام إلّا من بعض التلال التي تفصلها المنخفضات، ويبلغ ارتفاع أعلى تل فيها نحو 76 متر، كما تمتاز أراضي جزر برمودا بخصوبتها العالية نظراً لارتفاع مستويات الأمطار فيها، وتربتها الحمراء الغنية بالحديد قليلة المغنيسيوم، كما تتميز بوجود المرجان في شمالها، ومن أبرز شواطئها شاطئ خليج هورسشو، وشاطئ الكوع، وشاطئ وارويك لونج باي، وشاطئ خليج الكنيسة، وشاطئ خليج شيلي، وشاطئ خليج تشابلن، ووشاطئ ويست ويل باي، وشاطئ بوتس.
مناخ جزر برمودا
تتمتّع جزر برمودا بمناخٍ شبه استوائي، حيث تُعدّ فترة الشتاء دافئةً عموماً؛ إذ يبلغ متوسط درجات الحرارة خلال النهار في شهري كانون الثاني وشباط حوالي 20 درجة مئوية، إلّا أنّه في بعض الأحيان تحدث عواصف ورياح قوية تجعل المنطقة معرّضةً للأعاصير، في حين تكون فترة الصيف حارّةً عموماً نظراً لارتفاع الرطوبة، لكنها لا تتجاوز 30 درجة مئوية خلال شهر آب، وُيعدّ هطول الأمطار المصدر الوحيد للمياه العذبة فيها، حيث تُجمّع المياه من الأسطح ومجمّعات المياه وتُخزّن في الخزانات.
التنوع الحيوي في جزر برمودا
لم تكن جزر برمودا مأهولةً بالسكان عند اكتشافها، وكانت مغطاةً بغابات الأرز، بينما تمتدّ مستنقعات الأيكة على طول شواطئها، كما كان يُوجد في الجزيرة نحو 165 نوعاً محليّاً من أنواع النباتات الوعائية من ضمنها شجر الأرز، إلّا أنّها حالياً بلغت نحو 1000 نوع، حيث أُدخلت لاحقاً العديد من الأنواع كأشجار النخيل، ومن النباتات الشائعة حالياً في جزر برمودا الشجيرات المزهرة، وأشجار النخيل، والصنوبر، والأيكة الساحلية، بالإضافة إلى جوز الهند.
أمّا بالنسبة للحيوانات فلا تتجاوز أنواع الثدييات الأصلية عن 5 أنواع من الخفافيش، أمّا الحيوانات الأخرى الشائعة فيها اليوم؛ فتشمل الطائر الوطني لجزر برمودا المعروف باسم نوء برمودا، بالإضافة إلى سحالي سكينك برمودا الصخرية التي كان يُعتقد سابقاً أنّها الفقاريات المحلية الوحيدة في برمودا حتّى اكتُشف أنّ أحد أنواع سلاحف المستنقعات كان موجوداً قبل وصول البشر إلى الجزيرة.
السياحة في برمودا
تجذب جزر برمودا العديد من السيّاح نظراً لقربها من المدن الرئيسية في الولايات المتحدة وكندا؛ للاستمتاع بسواحلها الجميلة ومناخها اللطيف، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الممتعة التي يُمكن القيام بها على مدار العام؛ كالسباحة والغوص، أو الاسترخاء والاستمتاع بمنظر الغروب، أو التجوّل في الكهوف الكريستالية الجميلة، أو في متحف فيرمونت التاريخي، أو الانطلاق بمسير على طريق السكك الحديدية القديم لاستكشاف الحياة البرية الفريدة من نوعها على الجزيرة .
نبذة تاريخية عن جزر برمودا
اكتُشفت جزر برمودا لأوّل مرة على يد المستكشف الإسباني خوان دي برموديز عام 1503م، وعليه سُمّيت الجزيرة بهذا الاسم نسبةً إليه، ولكنّه لم يهبط إليها خوفاً من الشعاب المرجانية، وبعد 100 عام تقريباً تحطّمت السفينة سي فينشر التي كان يقودها جورج سومرز إثر إعصار على جزر برمودا، وبعدما علق راكبوها في الجزر لمدّة 10 أشهر عادوا وأخبروا عن مدى روعتها وجمالها، فقرّر الملك جيمس تمديد ميثاق شركة فيرجينيا ليشملها في عام 1612م، وفي ذات العام تأسست مدينة سانت جورج ، وهي أقدم مدينة إنجليزية مأهولة بالسكان في الأمريكتين، وفي عام 1620م أصبحت جزر برمودا مستعمرةً بريطانيًة تتمتع بحكمٍ ذاتيّ.
نظام الحكم في برمودا
وضعت بريطانيا والولايات المتحدة قواعد عسكرية في برمودا، وفي أواخر القرن العشرين أُزيلت هذه القواعد، ومع ذلك ظلّت برمودا مستعمرةً بريطانية، وتُعدّ برمودا اليوم دولةً ديمقراطيةً نيابية يعتمد نظامها على القانون العام الإنجليزي، فالملكة إليزابيث الثانية هي رئيسة الدولة، ويُمثّلها في برمودا حاكم تعيّنه، ورئيس الحكومة هو رئيس وزراء برمودا.
التقسيم الإداري في برمودا
تُقسم برمودا لأغراضٍ إدارية إلى 9 أبرشيات مسمّاة بأسماء المستثمرين الإنجليز الذين ساهموا في تطوير برمودا،
وهي كالآتي:
- أبرشية ديفونشاير.
- أبرشية هاميلتون.
- أبرشية باجيت.
- أبرشية بمبروك.
- أبرشية سانديز.
- أبرشية سميث.
- أبرشية ساوثامبتون.
- أبرشية سانت جورج.
- أبرشية واروك.
التنوع العرقي واللغات في برمودا
يبلغ عدد سكان برمودا وفقاً لتعداد عام 2020م نحو 64 ألف نسمة تتنوّع أعراقهم وجنسياتهم، إذ يُشكّل ما نسبته 54% من ذوي البشرة السوداء، وما نسبته 31% من ذوي البشرة البيضاء، و 8% متعددّي الأعراق، و 4% آسيويين، و 4% من أعراق أخرى، وتُعدّ اللغة الإنجليزية هي اللغة السائدة في برمودا، بالإضافة إلى اللغة البرتغالية، ويجدر بالذكر أنّ عدد سكان العاصمة هاميلتون يفوق عدد سكان باقي المدن مجتمعة؛ حيث يبلغ نحو 34,600 نسمة، بينما يبلغ عدد سكّان باقي المدن مجتمعة حوالي 33,060 نسمة.
اقتصاد برمودا
تحظى برمودا بأحد أعلى معدلات دخل الفرد في العالم؛ إذ يعتمد الاقتصاد فيها بشكلٍ رئيسي على الأعمال التجارية والسياحة الدولية، وتُعتبر هاميلتون عاصمة برمودا المركز الإداري والمالي الرئيسي للبلاد، ووجهةً سياحيةً مهمّة، وميناءً رئيسياً في إقليم الجزيرة، ويعتمد اقتصاد برمودا على السياحة والأعمال التجارية الدولية؛ كالتأمين، حيث تمتلك العديد من شركات التأمين والشركات المالية الأخرى مكاتب في برمودا.
تضم جزر برمودا العديد من الموارد الطبيعية أهمّها الحجر الجيري، ومن الناحية الزراعية تُنتج برمودا الموز، والحمضيات، والخضروات، والزهور، ومنتجات الألبان، والعسل، وتُعيد تصدير الأدوية، وتستورد الملابس، والوقود، والآلات، ومعدات النقل، ومواد البناء، والكيماويات، والأغذية، والحيوانات الحية.
حقائق أخرى عن جزر برمودا
فيما يأتي بعض الحقائق الفريدة من نوعها عن جزر برمودا:
- لا تُعدّ جزر برمودا جزءاً من البحر الكاريبي ، حيث تبعد عن جزر الكاريبي وجزر الباهاما حوالي 1126.5 كم، وفي واقع الأمر فهي ليست جزيرة على الإطلاق إنّما أرخبيل من الجزر الصغيرة المنتشرة على شكل صنّارة.
- لا ترتبط جزر برمودا بجزر الهند الغربية جيولوجياً ولا مكانياً على الرغم من قربها منها.
- تُشير عينات الصخور المنتشرة على جزر برمودا إلى أنّ البركان الذي تسبّب في تشكيل جزر برمودا فريد من نوعه لا يُشبه أيّ بركان آخر على الأرض.