أدوات الكتابة المسمارية
أدوات الكتابة المسمارية
تعتبر الكتابة المسمارية من أقدم أشكال الكتابة المعروفة، وكانت المواد الأساسية المستخدمة في الكتابة المسمارية هي الطين والقصب، حيث كانت مواد متوفرة ويسهل الحصول عليها من البيئة المحيطة، فقد استخدم القصب كأداة قلم للكتابة، وطبع بطرف القصب المدبب على سطح طيني مبلل لرسم حدود العلامة، وبالتالي الحصول على مظهر لشكل الإسفيني للكلمة أو الحرف.
قلم القصب
استخدمت أنواع مختلفة من القصب بسبب توفره في بلاد ما بين النهرين القديمة وسوريا، ومن بينها قصب أروندو دوناكس (بالإنجليزية: Arundo donax) أي القصب العملاق، حيث كان قص رأسه وتدبيبه أمراً سهلاً، كما أن ساقه الصلب، ومظهره الخارجي اللامع المقاوم للماء والذي لا يلتصق بالطين خلال عملية حفر الأشكال، جعلت منه مادة مناسبة الاستخدام للكتابة.
العظام
وجد علماء الآثار أن القصب لم يكن المادة الوحيدة المستخدمة في الكتابة المسمارية، وفي موقع أثري اسمه تل الدور يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في فلسطين، وجدت آثار لـ 12 قطعة عظمية مبرودة بشكل زاوية حادة عند نهاية أحد طرفي العظم أو كلاهما، وقد أكدوا أنها استخدمت كأداة للكتابة.
ألواح الطين
استخدم سكان بلاد ما بين النهرين الطين في وثائقهم لتوفره، ولأن الكتابة المسمارية التي كانت متداولة، كانت تتم باستخدام قلم من القصب، عن طريق الضغط على ألواح من الطين اللينة والقابلة للتشكيل، وكانت هذه الألواح الطينية تحفظ الكلام المدون عليها بشكل جيد نسبياً، وذلك بعد شويها بالنار في أفران خاصة، أو بعد تعريضها لحرارة الشمس لتجف.
ألواح الشمع
صنعت ألواح الشمع من عجينة، المكون الأساس فيها هو شمع العسل، حيث كانت تُسكب وهي في الحالة السائلة في داخل إطار مصنوع من الخشب، ثم كانت تترك لتجف جزئياً، ثم يتم استخدامها للكتابة لمرونتها وسهولة عمل الأشكال فيها.
سبب التسمية بالكتابة المسمارية
سميت كتابة المسمارية بهذا الاسم لأن القدماء كتبوها باستخدام قلم قصب مقطوع مدبب الرأس لعمل علامة على شكل إسفين أو مسمار على لوح من الطين، لذا تبدو الحروف أو المقاطع المكتوبة على شكل مسامير محفورة باتجاهات مختلفة.
أشكال الكتابة المسمارية
الكتابة المسمارية ليست لغة، ولكنها فقط طريقة مناسبة للكتابة والتعبير، وتختلف عن الأبجدية المنطوقة، وهي لا تحتوي على حروف، بل هي عبارة عن أشكال شبيهة بالمسامير، عددها يتراوح بين 600 إلى 1000 شكل، يستدل منها لتهجئة الكلمات، عن طريق تقسيمها إلى مقاطع لفظية ليتم تداول المعلومات وفهمها.
الحضارات التي استخدمت الكتابة المسمارية
تم استخدام الكتابة المسمارية في الشرق الأدنى والصين وأمريكا الوسطى وبلاد ما بين النهرين والشام ومصر القديمة، وتعتبر أبجديات الشرق الأدنى، والكتابة الهيروغليفية والكتابة المسمارية على وجه الخصوص، أسلافاً للأبجديات الغربية مثل الأبجدية اليونانية والكتابات اللاتينية والرومانية فيما بعد، وقد تم استخدامها لتوثيق الأخبار والتواريخ والعمليات التجارية وتسجيل الحقوق والملكيات.