تلخيص قصة هاتف من الأندلس
علي صالح عبد الفتاح الجارم، أديب وشاعر، مصري الجنسيّة، ولد في مدينة رشيد، ويعد ممثلا من ممثلين مدرسة الإحياء والبعث، تنوعت مؤلفاته من دواوين شعرية وكتب مدرسية وأيضا روايات أدبية؛ اشتهر بغيرته الزائدة على الدين و اللّغة و الأدب، لذلك كانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية، واستطاع أن يلفت أنطار الجميع إليه.
هاتف من الأندلس إحدى الروايات الأدبية و التاريخية التي قام بتأليفها علي الجارم، حيث تلخص موضوع التاريخ العربي، و تعتبر إحدى أكثر الروايات التي حظيت بإعجاب الكثير، كما كانت محط إهتمام الدارسين و الباحثين.
تروي رواية هاتف من الأندلس في ثناياها قصة غرام الشاعر الأندلسي ابن زيدون بالأميرة ولادة ابنة الخليفة المستكفي التي كانت أيضا شاعرة،حيث تدور أحداث قصة حبهما في فترة ازدهار الأندلس وارتقاءها و تطور الحضارة والرفاهية العالية فيها، فظهر التأنق في اللبس والأكل والحفلات بشكل كبير، كما تطورت الثقافة وأساليب كتابة وقول الشعر، ضحك القدر لابن زيدون، حيث أصبح فتى قرطبة الشهير و عيّن وزيراً و كاتباً، كما قبلت به ولادة بن المستكفي ليكون خطيبها، ومقدار معاناة الطرفين من الحاقدين و ما نشروه من نمائم، تم وضع ابن زيدون بالسجن و تم التفريق بين هذين المحبين، ولكن القدر ضحك له مرة أخرى عند هروبه من السجن.
الشخصية الرئيسية في هذه الرواية هي شخصية ابن زيدون، الذي استطاع الحصول على منصب الوزارة الذي لطالما تنافس عليه الجميع، و عندما استطاع الحصول على هذا المنصب العالي في الدولة، نصب له الكائدين الدسائس و المكائد حتى يستطيعوا التخلص منه، ونجحوا في ذلك، وبعدها سجن، وهرب من السجن ليلتقي ثانية بولادة، و استطاع أن يسافر سراً إلى اشبيلية و توحيد شمل الدول العربية تحت راية ابن عباد.
أمّا الشخصية الرئيسية الثانية فهي ولّادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن الأموي، حيث كانت شاعرة أندلسية، من بيت الخلافة، وقد كانت أمها جارية إسبانية اسمها سكرى و قد ورثت منها بشرتها البيضاء وشعرها الأصهب وعينيها الزرقاوين، وكانت تخالط الشعراء وتعرفت على ابن زيدون ووقعت في حبه، وانتظرته طويلا حتى بعد أن تم سجنه ولكنّها أثبتت بحبها وانتظارها أن الحب لايمكن ان يقف في وجهه احدا.
يصوّر علي الجارم في روايته هاتف من الأندلس واقع الأندلس بكامل أجواءها و شوارعها و مظاهر الحضارة فيها، فهو في روايته لا يحكي قصة حب فحسب بل يتطرق في موضوعه إلى تاريخ الأندلس، وحضارتها واهم المحطات التي يمر بها العاشق، وكذلك الصّعاب التي يتعرض لها أثناء تنقله وترحاله وهروبه من السجن، كما لم يغفل الكاتب عن التّركيز على أهم محطات ابن زيدون التاريخية؛ لذلك تعتبر رواية هاتف من الأندلس محط اهتمام الدّارسين، لأنّها تجمع بين الأدب و التاريخ.