تلخيص قصة باب الناسك وابن عرس
تلخيص قصة باب الناسك وابن عرس
تبدأ أحداث هذه القصة عند سؤال الملك دبشليم للحكيم بيدبا عن الإنسان المتعجل في أحكامه الذي لا يتأنى ويتثبت من الخبر قبل أن يتصرف، فيجيبه الحكيم بيدبا بأن هذه الصفة هي صفة سيئة وستكون وبالاً على صاحبها، فينصحه بالتأني وتقليب الرأي والتأكد من المعلومات والأخبار قبل إصدار الأحكام، ولكي يوضح فكرته وتعليله نراه يسرد على الملك قصة الناسك وابن عرس.
فالناسك رجل فقير يعيش مع زوجه وابن عرس حيوان تربى عند الناسك، وقد حُرم الناسك من الإنجاب زمنًا طويلا حتى حملت امرأته، فصار يسوف ويبني أحلامًا وخططًا للمستقبل على اعتقاده أنّ الجنين هو صبي، لكن زوجه تطلب منه التمهل وعدم الاستعجال، لأنه لا يمكن التنبؤ بالمستقبل، ونتيجة لذلك نجد هذه المرأة تسرد لزوجها قصة فرعية تخدم سياق القصة الأولى.
وعندما ولدت زوجه كان الطفل صبيًا سويًا، وفي يوم أرادت المرأة الذهاب لقضاء عمل، فطلبت من زوجها رعاية الطفل، لكنه اضطر للخروج تلبية لأمر الملك، فترك ابن عرس عند الصبي، الذي خرج عليه ثعبان يريد قتل الطفل، فقضى ابن عرس على الثعبان، وخرج يريد تبشير سيده بما فعله.
لكن عندما شاهده الناسك ملطخًا بالدم ظنّ أن ابن عرس قتل ابنه، فقتل ابن عرس، فلما رأى الثعبان قتيلا وابنه سليم معافى ندم على فعلته، إذ تسرع في قتل بن عرس وظلمه، فكان مثالاُ على الرجل الذي يتسرع في إطلاق الأحكام وتنفيذها دون أن يتمهل ويتأنى ويتثبت من صحة المعلومات الواردة إليه.
الاستطراد في قصة باب الناسك وابن عرس
إنّ من سمات قصص كليلة ودمنة الاستطراد، أي أن يتم الخروج عن القصة الأصلية، وسرد قصة فرعية أو أكثر تخدم القصة الأولى وتساعدها على توضيح الفكرة، فقد ساد هذا الأسلوب عند ابن المقفع في هذا الكتاب وفي كتاب ألف ليلة وليلة، فهذه السمة تعد خصيصة يختص بها الأدب الفارسي والهندي.
وفي هذه القصة نجد حصول الاستطراد في قصة واحدة، وقد روتها امرأة الناسك في القصة الأولى، إذ إن الحكيم بيدبا تخلى عن مكانة الراوي وسلم السرد لامرأة الناسك التي حاولت فيها أن تنصحه بعدم الاستعجال وإطلاق الأحكام قبل التثبت.
وكان مفاد هذه القصة أن هنالك ناسكًا كان يتلقى معونة من تاجر عسل وسمن، فكان يأكل منهما ويدخر ما فاض عن حاجته في جرة علقها فوق سريره، وبعد أن امتلأت الجرة فكر في بيعها، وشراء عشر عنزات بثمنها، واستيلاد هذه العنزات ومن ثم بيعها وشراء أبقار ومن ثم استيلادها وبناء مزرعة ومن ثم التزوج وإنجاب ولد وإذا خالف الولد أباه سيضربه بالعصا، لكن الناسك عندما لوح بعصاه أصاب الجرة فكسرها.
الشخصيات في قصة باب الناسك وابن عرس
- الناسك: هي الشخصية المركزية في القصة، وهو رجل يعيش في جرجان وله زوجة لم تنجب له إلا بعد زمن طويل من زواجهما، وقد كان الناسك شخصًا عجولا يقدم على القيام بالأفعال دون التفكير بالعواقب، وقبل أن يتأكد من معلوماته.
- المرأة: وهي زوج الناسك، وهي شخصية متأنية رزينة كانت تنصح زوجها باستمرار وتدعوه للتأني وتضرب له الأمثال في عدم الاستعجال فكانت تمثل الشخصية الإيجابية في القصة، وقد تسلمت السرد من الحكيم بيدبا وروت قصة فرعية تساعد زوجها على الاقتناع بأهمية التأني.
- الحكيم بيدبا: هو راوي هذه القصة والسارد للأحداث، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الرواي يعد شخصية في القصة والرواية إذ إن صوته حاضر فيها، وقد كان هذا لراوي يمثل صفة الراوي العليم المدرك للأحداث والعالم بعاقبتها.
نبذة عن كتاب كليلة ودمنة
تدور أحداث هذه القصة في كتاب كليلة ودمنة الذي ترجمه عبد الله بن المقفع عن الفارسية البهلوية إلى العربية، وتعود أصول هذا الكتاب إلى بلاد الهند، حيث ألفه بيدبا الفيلسوف للملك دبشليم، وفيه قصص على ألسنة الحيوانات تتضمن حكمًا وعبرًا يستمتع بها الصغير، وينتفع بها الكبير.
وقد انتشر هذا الكتاب في الأوساط العربية والأجنبية فأفاد منه غير قليل من الكتاب، ونسجوا قصصًا على منواله، حتى أنّ الشاعر الكبير أحمد شوقي أفاد من قصص كليلة ودمنة، إذ نسج بعض الأشعار الموجهة للأطفال لغايات تعليمية.