تقرير عن تواضع الملك عبد الله بن الحسين وأخلاقه
الملك عبد الله بن الحسين
جلالة الملك عبد الله بن الحسين هو ملك المملكة الأردنية الهاشمية منذ السابع من شباط عام 1999م، وذلك إبان وفاة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، وهو أحد أفراد الأسرة الهاشميّة التي حكمت المملكة الأردنية الهاشمية لأوّل مرة عام 1921م، وتشتهر العائلة بانحدارها من سلالة نبي الإسلام محمّد صلى الله عليه وسلم.
نبذة عن حياة الملك عبد الله بن الحسين
ولد جلالة الملك عبد الله الثاني في العاصمة الأردنيّة عمان في الثلاثين من كانون الثاني عام 1962م، وهو أكبر أبناء المغفور له جلالة الملك الحسين، وبدأ تحصيله العلمي في سنٍ مبكرة في الكليّة العلميّة الإسلامية، كما انتقل بعدها إلى إلى بريطانيا لمتابعة تحصيله العلمي في مدرسة (أس تي أدموندز)، غادر بعده إلى الولايات المتحدة الأميركيّة وتابع دراسته في مدرسة (إيجلبروك)، وانتقل بعدها إلى أكاديميّة (ديرفيلد) في ولاية ماساتشوستس.
في مطلع عام 1980م تقدّم جلالته لأكاديميّة (ساندهيرست) العسكريّة الملكيّة في بريطانيا، كما تولّى الملك عبد الله ولاية العهد في المملكة على فترتين، كانت الأولى يوم ميلاده في الثلاثين من كانون الثاني عام 1962م، وحتى الأول من نيسان عام 1965م، أما الفترة الثانية كانت في يوم 24 كانون الثاني عام 1999م، وحتّى يوم السابع من شباط من العام نفسه حيث جلس بعدها على عرش المملكة إبان وفاة الملك الحسين بن طلال، وتمّ تنصيبه على العرش يوم الجلوس الملكي في التاسع من حزيران عام 1999م.
تواضع الملك عبد الله بن الحسين وأخلاقه
أخلاق الملك عبدالله بن الحسين
كثيرة هي الصفات النبيلة التي يتمتّع بها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، والتي تتوِّجه ليس فقط ملكاً على عرش المملكة الأردنيّة الهاشميّة إنما ملكاً على قلوب شعبه إذ إنّ كل فرد لمس تلك الصفات حول العالم، ولا نستغرب تلك الأخلاق وهي شعار العائلة الهاشمية التي لمسها كلّ فرد على ثرى الأردن منذ عقود، حيث كان يلقب قبله جلالة الملك الحسين بـ (ملك القلوب)، وقد ورث عنه جلالة الملك عبدالله هذا اللقب بحكمته واعتداله وتسامحه وتواضعه، وقدرته العالية على استشراف المستقبل، واهتمامه المستمرّ والمتواصل بأسرته الأردنيّة التي وحّدها برجاحة عقله وحكمته وحلمه في سبيل الوصول إلى الأمان والمجد والعلياء.
اكتسب جلالة الملك صفاته الإنسانية والقيادية من خلال تمازج بديع تشرّبه منذ طفولته بين مُثل سامية وقيم عُليا مكتسبة من آل البيت الأطهار، والمؤسسة العسكرية التي ترعرع بأجوائها، والتي أسهمت بكل ما نراه من تطوّر ونماء ونهضة فكريّة.
تواضع الملك عبد الله بن الحسين
إنّ كلّ من حظي بالتعامل مع جلالته عن قرب أدرك صفاته الإنسانيّة السامية، بما تشمله من تواضع وحسن إصغاء وراحة في التعامل، وجاذبية لشخصيّةٍ قلّ نظيرها، إنّ هذه الصفات ظاهرة ومعروفة للجميع، وتبرز من خلال تواصل جلالته مع أبناء أسرته الأردنيّة الواحدة، ومتابعة مطالبهم واحتياجاتهم عن كثب.
الفكر السياسي للملك عبد الله بن الحسين
عند التحدّث عن الفكر السياسي لجلالة الملك عبد الله الثاني فلا بُد من التطرّق إلى العديد من الحقائق، والتي من أبرزها أنّ جلالته هو سليل الدوحة الهاشمية، إضافة إلى كونه عميد آل البيت الأطهار، وحامل رسالة نهضوية عربية إسلامية إنسانية، كما أنّ جلالته قائد عنوانه التفاؤل، وهي شيمة القوي القادر على مواجهة كافة المحن والصعاب وقدرته العالية على تخطيها باقتدار، إضافة لكونه رب أسرة، فهو يؤمن إيماناً مُطلقاً بالمفهوم الأسري للحكم، والنظرة الأبوية الحانية للمواطن، وبخاصّة نظرته التي يخصّ بها الفقير والمريض.
إنّ ما يتمتع به جلالته من فكر مردّه إلى الموروث الغني الذي اكتسبه من مدرسة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراه، والذي وضع الأردن على خارطة العالم، إضافةً إلى فكر أسلافه وأجداده الذين صنعوا الاستقلال والدّستور، وخبرته التي اكتسبها جلالته من الواقعيّة نتيجة الحراك الواسع والأحداث المُتلاحِقة على الأرض، وبالنظر إلى العقليّة الديناميكيّة التي يتمتّع بها جلالة الملك نلحظ بأنّها لا تقبل حالة السكون، ولا الحراك من صاحِب القرار فقط إنما يدعو الملك كلّ مواطنٍ للمساهمة في العمل والمُشاركة في القرار والتنفيذ والبناء، حيث يعتبر جلالته أكبر داعية للإصلاح الشامل، وإجراء التحديث في التشريع والسياسات والمناهِج، وتعميق المفهوم الديمقراطي في لحظة صنع القرار وتنفيذه، سواء على المستوى النيابي أم المجالس المحليّة أم البلديّة.
يؤمن جلالة الملك بضرورة استشراف المُستقبل، حيث إنّه حشد عدداً كبيراً من الأطياف لوضع الأجندة الوطنيّة، وتوصياته التي تتلخص في (كُلنا الأردن)، مُعتبراً أنّ كافة القطاعات العامّة والخاصّة هي (أهل العزم).
لن نستغرب أفعال وصفات جلالته، فهو نبيل من سلالة نبيلة جعلنا نفخر دوماً بأننا ننتسب لهذا الوطن المفدّى نحمل هويته ولونه وصفاته، ونسعى جاهدين ليبقى وطن الأمن والسلام والمحبّة كما كان دوماً، وكما علّمنا مليكنا المفدّى في مدرسة الأردن العظيمة، قبلة السلام في المشرق العربي، لذا مهما تحدثنا عن صفات وميزات القائد الملك الأب الإنسان، فإن الحديث لن يفيه حقّه، ولن يُعبّر عن إنجازاته الكبيرة، لكنّه يبقى كإضاءات نتفاخر بها كأردنيين، ونُفاخر بالقائد الذي ما خذل ولم يخذل شعبه يوماً.
أمور تؤرق الملك عبد الله بن الحسين
عند الحديث عن الأمور التي تؤرّق جلالته فهي بالدرجة الأولى أمن الأردن الداخلي والخارجي، والمواطن الأردني الذي يعتبر فوق كلّ الاعتبارات بنظر جلالته، كما يرى أنّ تلك الأمور هي الركيزة الأساسيّة والأسمى لأي منهجٍ أو عمل، إضافة إلى أنّها حق للأردنيين جميعاً، وعند الحديث عن الوحدة الوطنيّة، فهي بالنسبة لجلالة الملك عبدالله خط أحمر لا يسمح تجاوزه، معتبراً أنّ الوحدة هي القاعدة الرئيسيّة التي بُني عليها الوطن.
إنّ جلالة القائد الأعلى على دراية كاملة بكافة التحديّات التي تواجهنا، ومن هذا المنطلق يتحرّك ويُحرِّك الآليّات المختلفة للتصدّي لها، من أجل تخفيف غلوائها والبناء على المُنجز، أمّا بالنسبة للشأن الخارجي، فإنّ جلالته يعتبِر القضيّة الفلسطينيّة هي القضيّة المركزيّة التي تؤرّق الأردن؛ وذلك بسبب تأثيراتها المُباشِرة على الوطن والمواطنين على حدٍ سواء، وعلى الأمتين العربيّة والإسلاميّة والإنسانيّة جمعاء، وذلك بسبب ما يلحق بأبناء الشعب الفلسطيني من ظلم على أرضه.
إنّ جلالة الملك عبد الله بن الحسين من دعاة السلام القائمين على العدل والمساواة، حيث نلاحظ أنّ كافة التحرّكات العربيّة والدوليّة التي يقوم بها جلالته لا تهدأ لقناعاته السياسيّة المبنيّة على أنّ الوفاق العربي، وتحديداً الوفاق الفلسطيني هو الركيزة الأولى لمواجهة كافة المماطلات الإسرائيليّة، وحلّ القضيّة الفلسطينيّة على أسس الشرعيّة الدوليّة، أمّا بخصوص المحنة العراقيّة وتداعيات الاحتلال الأميركي للعراق، وسائِر الهموم التي يعاني منها الوطن العربي فهي لم تغب يوماً عن فِكرِ جلالته، فكيف يكون هذا وهو حامل رسالة الثورةِ العربيّة الكبرى التي تتحلّى بالبُعد القومي العربي كقاعدة أساسيّة من قواعِد النهضة والاستقلال.
إنّ الوجه العربي الإسلامي هو من أولويّات جلالته لإبقاء الصّورة المُشرقة لهذين الوجهين وضّاءً كالوجه الأردني المُقدّر دوليّاً، والتي تتمثل تلك القناعة في الحِراك السياسي الدولي الذي يقوم به جلالته دون كلل أو ملل؛ وذلك بسبب إيمانه برسالته التي تحثه على التوضيح للعالم بشكلٍ عام، ولأصحاب القرار وصنّاع الرأي العام حقيقة الموقف على الأرض.