تقرير عن التلوث الصناعي
مفهوم التلوث الصناعي
يُعرّف أي شكل من أشكال التلوث الذي يمكن تتبع مصدره المباشر إلى الممارسات الصناعية بالتلوث الصناعي، حيث يمكن إرجاع معظم أسباب التلوث على هذا الكوكب إلى نوعٍ من أنواع الصناعات،كما اكتسبت قضية التلوث الصناعي أهميةً بالغةً بالنسبة للهيئات التي تحاول مكافحة التدهور البيئي، حيث أن التلوث الصناعي يتخذ أوجهًا عديدة، فيسبب تلوث المصادر المختلفة لمياه الشرب، ويطلق سمومًا غير مرغوبٍ فيها في الهواء، كما يقلل من جودة التربة في جميع أنحاء العالم.
أسباب التلوث الصناعي
تتعدد أسباب التلوث الصناعي، ومنها ما يلي:
1. الافتقار إلى سياسات التحكم في التلوث، وذلك بسبب الافتقار إلى السياسات الفعالة ونقص التنظيم، حيث تمكنت العديد من الشركات من الالتفاف حول قواعد مجلس مكافحة التلوث، مما أدى إلى انتشار التلوث الذي أحدث الضرر بحياة العديد من الأشخاص.
2. النمو الصناعي غير المخطط له، حيث حدثت تنمية غير مخطط لها في معظم البلدات الصناعية، وقامت الشركات بانتهاك القوانين والأعراف، مما أدى إلى تلوث الغلاف الجوي بسبب تلوث الهواء والماء.
3. استخدام التقنيات القديمة، حيث تواصل غالبية الشركات استخدام التكنولوجيا القديمة لتصنيع المواد المولّدة للنفايات، كما تستخدم العديد من الشركات التكنولوجيا التقليدية في تصنيع السلع الراقية، وذلك من أجل توفير المال والوقت.
4. وجود عددٍ كبير من الصناعات صغيرة الحجم، فالعديد من الصناعات والمصانع الصغيرة التي ليس لديها رأس مال كاف تقوم بالاعتماد على المنح الحكومية لإدارة أعمالها اليومية، وغالبًا ما تقوم بالتفلت من قواعد المحافظة على البيئة، كما تطلق عددًا كبيرًا من الغازات السامة في الغلاف الجوي.
5. التخلص غير الفعال من النفايات، فغالبًا ما يكون تلوث المياه والتربة نتيجةً للتخلص غير الفعال من النفايات، حيث يؤدي التعرض الطويل للهواء والماء الملوثين إلى المشاكل الصحية المزمنة، مما يجعل الانبعاثات الصناعية مصدر قلقٍ بالغ، كما أنه يقلل من جودة الهواء في المناطق المحيطة، مما يؤدي إلى التسبب بعددٍ من مشاكل الجهاز التنفسي.
آثار التلوث الصناعي
يُمكن دراسة آثار التلوث الصناعي على البيئة على النحو الآتي:
تلوث المياه
تتطلب معظم الصناعات كمياتٍ كبيرة من المياه لعملها، وعند مشاركة المياه في سلسلةٍ من العمليات الصناعية، يتلامس مع المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية الضارة، والنفايات المشعة، ونتيجةً لذلك، تحتوي العديد من مصادر المياه على كميةٍ كبيرةٍ من النفايات الصناعية ، مما يؤثر بشكلٍ خطير على صحة النظام البيئي.
تلوث الهواء
يؤدي تلوث الهواء إلى زيادةٍ في الأمراض المختلفة، ولا يزال يؤثر على البيئة بشكلٍ يومي، فمع ظهور العديد من الصناعات الصغيرة والمتوسطة وكبيرة الحجم، أثّر تلوث الهواء على صحة الناس والبيئة.
تلوث التربة
يتسبب تلوث التربة في حدوث مشكلاتٍ في الزراعة، كما يدمر الغطاء النباتي المحلي، بالإضافة إلى أنّه يسبب المشاكل الصحية المزمنة للأشخاص الذين يتعاملون مع التربة بشكل يومي.
فقدان الحياة البرية
يتسبب التلوث الصناعي في فشل الأنماط الطبيعية، مما يعني أن الحياة البرية تتأثر بشكلٍ خطير، حيث تُفقد الموائل، وتنقرض الأنواع المختلفة من الكائنات الحية، كما يصعب على البيئة التعافي من الكوارث الطبيعية.
الاحتباس الحراري
مع زيادة التلوث الصناعي، أصبح الاحتباس الحراري يتزايد بوتيرةٍ ثابتة، حيث يتم إطلاق الدخان والغازات المسببة للاحتباس الحراري من قبل الصناعات في الهواء، مما يؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري، ويعد ذوبان الأنهار الجليدية، وانقراض الدببة القطبية، والفيضانات، والأعاصير ليست سوى القليل من آثار الاحتباس الحراري، مما يدل على خطورته.
فقدان التنوع البيولوجي
يستمر التلوث الصناعي في إحداث الأضرار الجسيمة على الأرض وجميع سكانها، وذلك بسبب النفايات الكيميائية ومبيدات الآفات والمواد المشعة وما إلى ذلك، كما أنه يؤثر على الحياة البرية والنظم البيئية، مما يؤدي إلى انقراض الحيوانات، وتدمير الموائل.