تفسير قراءة سور الإخلاص والفلق والناس في المنام
تفسير قراءة سورة الإخلاص والفلق والناس
سورة الإخلاص من السور التي ذكر فضلها في بعض أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد روى الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قل هو الله تعدل ثلث القرآن).
أما المعوذتان الفلق والناس فقد روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات؛ فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيده نفسه لبركتها).
تفسير قراءة سورة الإخلاص في المنام
جاء في التفسير المنسوب لابن سيرين أن من رأى أنه يقرأ سورة الإخلاص فإنه من الممكن أن ينال مناه ويعظم ذِكره، وفيها دلالة على الوقاية من زلات التوحيد وطيب العيش، وقد تدل أيضاً في تأويل آخر؛ على اقتراب الأجل، وقد حكي أن رجلاً رأى سورة الإخلاص مكتوبة بين عينيه، فعرض رؤياه على سعيد بن المسيب، فقال له: "إن صدقت رؤياك فتأويلها دنو أجلك"، فكان كما قال.
وذكر الملا الإحسائي في تأويل قراءة سورة الإخلاص أنها قد تكون دلالة على سلامة التوحيد، والسلامة من البدع، وعلو القدر، وقد تدل على توبة نصوح وإيمان صادق، و إخلاص العبادة لله ؛ لكن قد يفقد بعض أهله، أو ربما يقل عياله ويستجاب دعاؤه، ومن الممكن فيما ورد في بعض التأويلات أن لا يعيش للرائي ولداً -لا قدر الله-.
تفسير قراءة سور الفلق في المنام
ذكر عبد الغني النابلسي فيمن رأى أنه يقرأ سورة الفلق أن ذلك قد يدل على حسن الحال، والظفر على الأعداء، وقيل يُرفع ذكره وقد يكون مستجاب الدعوة، وربما تكون له وقاية من شر الإنس والجان، وقد تكون له وقاية من الهموم والحساد، وربما دلت على تكاثر النعم عليه حتى يُحسد عليها.
وذكر خليل بن شاهين في تأويلها أنه ربما يكون مسحوراً وينجو، وقد تدل على النجاة من العلل والآفات، وربما يأمن شر الدنيا وشر الحساد والعين، وقد تدل على الأمان من شر النساء أو أهل السحر، ومن الممكن أن تدل على الرزق الوافر.
تفسير قراءة سورة الناس في المنام
جاء عن خليل بن شاهين تأويل رؤيا قراءة سورة الناس أن صاحبها قد يأمن من آفات العين، وقد يصرف عنه كيد الفجار والأشرار، ومن الممكن أن يأمن شر الخلق أو أن يأمن الخلق من شره، وقد تدل على الأمان من شر وسوسة الشيطان .
وقال عبد الغني النابلسي في تأويل من قرأها أو قُرئت عليه؛ فإنه قد يدل على انسجام أمر له ويدفع عنه شر الوسوسة، أو قد يُبتلى بالوسواس، وقيل أنه قد تدل على اجتماع الأهل.
وجاء في التفسير المنسوب لابن سيرين قال أبو سعيد في تأويل هذا النوع من الرؤى، والمقصود قراءة القرآن في المنام بشكل عام؛ أن ينظر المعبر في حال صاحب الرؤيا؛ فإن كان في الآيات معنى البشارة يبشر الرائي بالخير.
وإن كانت الآيات دالة على الوعيد حذر الرائي من التقصير والوقوع في الذنوب، فالتأويل في قراءة المعوذات يشتمل ما في الآيات من تحصين من الشر المذكور فيها، والاستعاذة برب العالمين.
وتبقى هذه التأويلات ظنية لا يقطع بها، وإنما يستأنس ويسترشد بها، والله -تعالى- أعلم.