تفسير سورة الكهف للأطفال
التعريف بسورة الكهف
سورة الكهف من السور المكية وعدد آياتها (110)، وتسمى سورة الكهف، وسورة أصحاب الكهف؛ ولقد تناولت الحديث عن عدة مواضيع منها البعث والتوحيد ومجموعة من القصص.
تفسير آيات سورة الكهف
الثناء على الله
تبدأ الآيات بالثناء على الله -تعالى- فهي توجه المسلمين إلى حمد الله -تعالى- فهو الذي أنزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكتاب؛ فكان كتاباً مستقيماً لينذر الناس به ويبشر المؤمنين الملتزمين بالأعمال الصالحة؛ فالإيمان وحدة لا يكفي بل لابد من الأعمال الصالحة التي تتبع هذا الإيمان، وبناء على ذلك يكافئهم الله -تعالى- بالأجور الحسنة على أعمالهم حتى تطمئن قلوبهم بهذا الإيمان.
الإنذار والتنبيه
تنذر الآيات وتنبه من اتخذ لله ولداً كالنصارى الذين قالوا بأن المسيح ابن الله، وقول اليهود العزيز ابن الله، والمشركين قالوا الملائكة بنات الله فهم ليس عندهم من علم في ذلك إنما هو ضرب من الجهل فهم يقولون بألسنتهم الكذب، ثم تدعو النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن لا يهلك صدره في دعوتهم ولا يحزن عليهم لأن مهمة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي تبليغ الناس.
اختبار الناس في أعمالهم
خلق الله -تعالى- كل ما على الأرض من زينة حتى يختبر الناس؛ أيهم أفضل في العمل والسعي، والآيات فيها مواساة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلكل شيء له بداية وله نهاية.
قصة أصحاب الكهف
تناولت السورة الحديث عن قصة أصحاب الكهف ؛ وهم مجموعة من الفتية آمنوا بالله -تعالى- فهربوا من قومهم الذين كانوا يشركون بالله -تعالى- ويعبدون الأصنام، فاتفق الفتية على الهروب بدينهم من حاكم ظالم كان يلاحقهم، فهربوا إلى كهف يعبدون فيه الله -تعالى- مؤثرين بذلك كل متاع الدنيا، واتفق الفتية على أخذ قسط من الراحة فأنامهم الله -تعالى- ثلاثمئة وتسع سنين.
وبعد استيقاظهم من النوم أعتقد الفتية أنهم لبثوا أياماً؛ فبعثوا واحداً منهم إلى القرية حتى يجلب لهم الطعام فاستغرب أهل القرية منهم وعلموا أنهم آية من آيات الله -تعالى- ودلالة على البعث، وتعددت الأقوال في عددهم؛ فقيل خمسة وسادسهم كلبهم، وقيل سبعة وثامنهم كلبهم.
والله -سبحانه وتعالى- يخبر عن قصتهم وهي من الأخبار الماضية التي لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرفها؛ حتى أخبر بها القرآن دلالة على صدق دعوة سيدنا محمد -عليه السلام-.
المواظبة على تلاوة القرآن الكريم
تدعوا الآيات النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المواظبة على تلاوة القرآن الكريم وكذلك المؤمنين؛ بتدارس آياته وفهم معانيه وتخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يلازم أصحابه الضعفاء ويرشدهم إلى الدين، ولا ينصاع إلى قول قريش الذين رفضوا أن يجالسهم الرسول مع أصحابه.
وبينت الآيات أن طريق الحق واضح، فمن شاء آمن ومن شاء كفر، فالله -تعالى- أعد النار والعذاب لكل كافر متكبر لا يؤمن به، ومصير المؤمن بالله -تعالى-الأجر ودخول جنات النعيم، ولهم فيها ما تشتهي أنفسهم.
أصحاب الجنتين
تضرب الآيات مثلاً لقصة رجلين كان أحدهما غنياً مغتراً بما عنده و صاحب جنتين ، متفاخراً بما يملك من بستان فيها جميع أصناف الثمار؛ فكفر بالله -تعالى- ولم يؤمن بالبعث، فتفاخر بما يملك أمام الفقير الذي حذره من غضب الله -تعالى- ومن غروره ومن الشرك بالله، فأرسل الله على بستانه ما أهلكه؛ فأصبح نادماً على ما فعل.
حال الدنيا
بداية الآيات لخصت حال الدنيا وتشبيهها بالنبات الذي ينزل عليه مطر من السماء؛ فيكبر ويثمر ثم يتغير حاله فيصبح حطاماً كذلك حال الدنيا، تم بينت أن زينة الحياة الدنيا هي المال والأولاد، ولكن الأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان هي التي يدوم أجرها.
وبعد ذلك تم وصف حال الناس يوم القيامة وهم ينظرون إلى كتبهم بما فيها من أعمال، فالكافر يخاف من كتابه لما يجد فيه من كل صغيرة وكبيرة، وتخبر الآيات عن قصة سجود آدم -عليه السلام- واعتراض إبليس.
الله خالق كل شيء
الله -سبحانه وتعالى- خالق السماوات والأرض بما فيها وليس له شريك، ثم يذكر الله أن القرآن الكريم فيه من كل الأمثلة، وأن إرسال الرسل كان لهداية الناس، والله يؤخر عذاب الكفار إلى يوم القيامة فيجازي كل واحد على أعماله.
قصة موسى والخضر
عندما بين الله لسيدنا موسى -عليه السلام- بوجود من هو أعلم منه من عباد الله -تعالى-؛ فالسفينة كانت لفقراء وكان عندهم ملك يسلب كل السفن؛ فوضع الخضر بها عيباً حتى لا يأخذها هذا الملك، والغلام الذي قتله فكان أبواه مؤمنين ولو كبر لأتعب والديه، والجدار الذي أقامه كان تحته كنز ليتيمين فأراد الله أن يستخرجا هذا الكنز عندما يبلغا أشدهما.
قصة يأجوج ومأجوج
تخبر الآيات عن قوم أفسدوا في الأرض وهم يأجوج ومأجوج فأرسل الله لهم ذو القرنين، وهو رجل كلما ذهب إلى أمة دعاها إلى عبادة الله -تعالى- إلا أن هؤلاء المفسدون لم ينفع معهم؛ فبنى على الجبلين المقابلين لهم سداً لا يستطيعون الخروج منه.
حال المؤمنين
أعد الله جهنم لمن كفر به ولم يؤمن بالله، وأن الخاسرين هم من ضلت أعمالهم في الدنيا، ثم بينت الآيات حال المؤمنين الذين أعد الله لهم جنات النعيم ، وعلم الله -تعالى- واسع فمن كان يرجو لقاء الله فليعمل صالحاً.