تفسير سورة الفلق للأطفال
تفسير سورة الفلق
فيما يأتي تفسير لآيات سورة الفلق:
قل أعوذ برب الفلق
قال الله -تعالى-: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)،تنوعت آراء أهل العلم في معنى الفلق: فقالوا هو سجن في جهنم، وقيل هو الصبح، وقال آخرون الفلق هو الخلق، وفي هذه الآية الكريمة يأمرنا الله -تبارك وتعالى- أن نطلب الاستعانة منه سبحانه بأن يحفظنا من شر كل شي خلقه.
من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب
قال الله -تعالى-: (مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)، الغسق أول الليل، والوقب: الليل إذا اشتد ظلامه، وفي هاتين الآيتين: يأمرنا الله تعالى أن نستعين به أن يحفظنا من شر كل ما خلقه -سبحانه-؛ سواء أكان ذلك إنساناً أو حيواناً أو جاناً، وكذلك من شر الليل شديد الظلام.
ومن شر النفاثات في العقد
قال -تعالى-: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، النفاثات في العقد: هن الساحرات اللواتي ينفخن في الخيط المربوط عند عمل السحر، والسحر: من أعمال الشيطان القبيحة التي يقصد بها إيذاء الناس، وهنا يدعونا الله -تعالى- إلى الاستعانة به ليحمينا من شرور كل من أراد بنا الشر بالسحر وغيره.
ومن شر حاسد إذا حسد
قال الله -تعالى-:(وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)، والحسد: فعل مذموم يعني تمني زوال النعمة عن الغير، وفي هذه الآية الكريمة يأمرنا الله -تعالى- أن نستعين به سبحانه ليحمينا من شر الحسد وأهله، وليديم علينا نعمه، وهذه الآية نزلت في اليهود الذين حسدوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- على النبوة.
التعريف بسورة الفلق
هناك العديد من المعلومات المتعلقة بسورة الفلق، نورد أهمها على النحو الآتي:
- سورة الفلق مدنية، آياتها خمس، ومما جاء في فضلها قول النَّبيُّ-صلى الله عليه وسلم- : (يا عُقبةُ بنَ عامرٍ إنَّكَ لَن تقرأَ سورةً أحبَّ إلى اللهِ، ولا أبلغَ عندَه مِن أن تَقرأَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ فإن استَطعتَ أن لا تفوتَك في الصَّلاةِ فافعَلْ).
- جاء في سبب نزول هذه السورة عدة أقوال:
- أولها: أن جبريل -عليه السلام- أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: إن عفريتاً من الجن يكيدك، فنزلت سورة الفلق وسورة الناس.
- وثانيها: أن الله -تعالى- أنزل سورة الفلق والناس عليه ليكونا رقية له من العين.
- وثالثها: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سُحر من قبل لبيد بن أعصم اليهودي، فنزلت سورة الفلق لفك هذا السحر.
- جاءت سورة الفلق لتعلمنا أن التوحيد والاعتصام بالله تعالى هو الحصن الذي يحمينا من كل شر.
ماذا أستفيد من سورة الفلق؟
لسورة الفلق الكثير من الفوائد والدروس المستفادة، من أهمها:
- الاستعاذة بالله ضرورية لتحمينا من شرور الإنس والجن وكل ما خلقه الله تعالى.
- التفكر في عظمة الله الخالق، الذي هو رب الفلق.
- الاستعاذة بالله -تعالى- من شر الساحرات وغيرهم من أهل المنكرات.
- الاستعانة بالله -تعالى- للحماية من شر الحسد والحاسدين.
- المواظبة على ترتيل آيات الله -تعالى-، وأذكار الصباح والمساء لتحصين النفس.
- تخصيص وقت الصباح للأذكار؛ لأنه وقت دعاء المضطرين وإجابة الملهوفين.
- التحذير من الدجالين والسحرة وأعمالهم، والتعامل معهم أو تصديقهم في كذبهم.
- الإنسات ضعيف، والاستعانة بالله هي السبيل إلى القوة.
- التنبيه على الليل و ما فيه من شرور يجب الحذر والتحصن منها.
- تعويد النفس على ذكر الله -تعالى- لحماية القلب من النظر إلى الغير وتمني زوال النعم عنهم.
- الصبر على المكاره مثل الحسد، والتوكل على الله -تعالى- في التخلص منها.
سورة الفلق مدنية، آياتها خمس، وهي حصن المؤمن من كل شر، تبيّن عظمة الله في الخلق وقدرته سبحانه على حمايتنا ورعايتنا إذا سألناه سبحانه المعونة، كما بيّنت السورة بعض الأفعال المذمومة وحذرتنا منها؛ كالسحر، والحسد، وبيّنت أهمية الاستعانة بالله في الأمور كلها.