تفسير تعابير الوجه عند الأطفال
يُعد الطفل صغير السن قادرًا على تمييز تعابير الوجه بشكلٍ فطريّ، إلّا أنّ هذه المهارة يتم تعزيزها وتطويرها أثناء النمو، وعلى وجه التحديد، فإنّ الطفل يتمكّن من تحديد المشاعر التي يشعر بها أحدهم بدقّة بناءً على تعبيرات وجهه في الفترة الواقعة ما بين الطفولة المبكرة والبلوغ؛ وفقًا لما أشار إليه كل من الباحثين هربا وفيليبس في دراستهما حول التعرف على تعبيرات الوجه من الطفولة إلى المراهقة في العام 2004م.
تفسير تعابير الوجه حسب عمر الطفل
وفقًا لتجارب العلماء التي أُجريت على أطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 أشهر، تمكّن العلماء من التمييز بين تعبيريْن لوجهيْن مختلفيْن، وعلموا بقدرة الأطفال تلك على التمييز من خلال مراقبة مدّة الوقت التي ينظر خلالها الطفل لتعبير معيّن؛ فمثلًا ينظر الأطفال إلى تعبير وجه خائف مطولًا أكثر من غيره.
وقد تمكّن الأطفال الصغار أيضًا من الاستجابة بتعاطف للأفراد الذين تُظهر على وجوههم مشاعر الضيق، ويُمكن للأطفال الذين يبلغون من العمر 30 شهرًا تمييز الرموز التعبيرية التي تحمل المشاعر الأساسية، أمّا الأطفال الذين يبلغون 3 سنوات، فيستطيعون التمييز بين الوجوه السعيدة والغاضبة بالشكل الصحيح بما نسبته 80% من المرّات طالما كانت تلك التعابير شديدة الوضوح.
طرق تعزيز قدرة الطفل على تفسير تعابير الوجوه
فيما يأتي أبرز الطرق لتعزيز قدرة الطفل على تفسير تعابير الوجوه :
استخدام الصور
يُمكن جمع بعض الصور لأشخاص من محيط الطفل، ووضع تلك التي تحمل تعابير وجه مشابهة معًا في مجموعات، ومساعدة الطفل على تحديد الشعور الذي يُظهره التعبير الموجودة في الصورة.
ويُمكن استخدام هذه الفكرة كلعبة؛ بحيث يحمل كل من الأب مثلًا والطفل صورة بالتناوب مع محاولة تقليد التعبير الموجود فيها، ثمّ جعل الآخر يُخمّن مع أي المشاعر ترتبط، أو بالإمكان التحدّث فقط حول الصورة، مثل قول: "هذه سارة شكّلت هذه الملامح في وجهها عندما داست بقدمها خطأ على حشرة وهي لا ترتدي حذاءً".
كما بالإمكان منح الطفل الوقت لمراجعة المجلات أو مواقع الويب للحصول على صور لأشخاص يمتلكون تعابير مشابهة للتعابير التي تحملها الصور في يديه.
تحليل ملامح الوجه
يُمكن تشجيع الطفل على النظر إلى الحواجب، والفم، والعينين، والأنف، والجبين جميعها كيف تتغيّر عند تغيّر المشاعر؛ فيُمكن أن يرى العيون الغاضبة، ويُمكن أن يُقلدها في المرآة، وكذلك يُمكن لفت انتباهه إلى عضلات الوجه وتغيرها عند الفرح أو الحزن أو الغضب.
مشاهدة التلفاز
يُمكن مشاهدة التلفاز مع الطفل على الوضع الصامت، لتخمين المشاعر التي تظهر على الممثّل دون معرفة ما يقوله، مع الانتباه لتقنين مشاهدة الأطفال للتلفاز لما لذلك من آثار سلبية عليهم.
الحث على السؤال
يجب إخبار الطفل أنّه لا مشكلةً في أن يسأل عن المشاعر التي لم يتمكّن من تفسيرها، وذلك بالقول مثلًا: "لا أستطيع أن أعرف إذا ما كنت غاضبًا الآن أم لا".
تفسير تعابير وجه الأطفال
يمرّ الأطفال بالمشاعر ذاتها التي يمرّ بها البالغون؛ كالسعادة، والحماس، والإحباط، والغضب، والحزن، والغيرة، والخوف، والقلق، والغضب، والإحراج وغيرها؛ ويمكن للأطفال التعبير عن مشاعرهم إمّا بالتحدّث بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، أو بالسلوكيات أو بتعابير الوجه و لغة الجسد للصغار منهم.
وجديرٌ بالذكر أنّ الأطفال، وفي كافّة أنحاء العالم يُظهرون التعابير ذاتها التي يُظهرها البالغون في كلّ مكان أيضًا؛ فيُبدو الوجه عندما يشعر بالحزن مثلًا بالطريقةِ ذاتها التي يبدو فيها وجه الإنسان البالغ.
