تعريف مهنة التعليم
مفهوم مهنة التعليم
تعد مهنة التعليم - وتعرف أيضًا باسم "مهنة التدريس" - من أكبر المهن في العالم، إذ يتم توظيف ما يزيد على 2.5 مليون شخص في كل عام، مما يجعل الحصول على وظيفة في مجال مهنة التعليم صعب نوعًا ما، وذلك أيضًا بسبب وجود أعداد كبيرة من الأشخاص المستعدين لهذه المهنة.
وتتمثل مهنة التعليم في مساعدة المدرِّس الطلاب على التعلّم؛ وذلك عبر نقل المعرفة من خلاله إليهم، ومن خلال تهيئته لمواقف من شأنها مساعدة الطلاب على التعلم بشكل فعال، ولا يقتصر دور المعلم على التدريس فقط، فهو أيضًا يشغل أدوارًا عديدة أخرى، وتختلف هذه الأدوار من بلد لآخر ومن مستوى تعليمي لآخر، فبعض منها يتم ممارستها في محيط المدرسة، وبعضها الآخر يتم ممارستها في المجتمع.
أهمية مهنة التعليم
من المتداول مقولة "أطفال اليوم هم قادة الغد"، والمعلمون هم صناع هؤلاء القادة، فيحمل الأطفال ما يتعلمونه لبقية حياتهم، ويمكن القول بأنّ المعلم يشكل قادة المستقبل والذين بدورهم يؤثرون على المجتمع المحلي وحتى العالمي، ولذلك يمكن اعتبار مهنة التعليم هي المهنة الأكثر أهمية في العالم:
- يمثل المعلمون قدوة للطلاب فالطلاب يتعاملون مع أنواع مختلفة من المعلمين، وفي حال كان هناك تواصل ما بين المعلم والطالب، وهو المُفترض؛ فإن ذلك يخلق الاستقرار لدى الطالب، فيقوم المعلم الجيد دائمًا على شرح الحياة لطلبته، وبهذا يُمثّل لهم القدوة التي بدورها ستتعزز نجاحات الطلاب على المستويين التعليمي والاجتماعي.
- يوفر المعلمون المعرفة والتعليم لدى الطلاب واللذان يشكلان أساس أي شيء يمكن تحقيقه في الحياة، وبالتالي توفير إمكانية الوصول لمستقبل أفضل، فيقوم المعلم بدوره على تبسيط المفاهيم لدى الطلاب، كما أنّهم يعلمونهم ما قد لا يخطر على بالهم من أفكار وموضوعات مختلفة، مما يؤدي بالضرورة لدفع الطلاب نحو اهتمامات جديدة ومتنوعة.
- يعمل المعلمون على توجيه الطلاب وإرشادهم، فقد يرون نقاط الضعف والقوة لديهم وتقديم المساعدة لمعالجة نقاط الضعف ودفع نقاط القوة للأعلى، كما يقومون بالكشف عن مهارات الطلاب وكذلك تعليمهم مهارات حياتية أخرى؛ كالتواصل والتنظيم والرحمة وغيرها.
- تُساهم مهنة التعليم في تنمية البلدان فهي لا تحسّن نوعية الحياة للأفراد ومستقبلهم فقط، بل للمجتمع كاملًا، فمن خلالها تزداد الإنتاجية، وبالتالي تحقيق تنمية البلدان من كافّة النواحي بما فيها الناحية الاقتصادية.
- يُلهم المعلّمون الطلاب من أجل العمل بشكل جدي أكثر، ويشجعونهم على تكريس أنفسهم للمشاريع في المستقبل، وكيف أنّ النجاح يُبنى على النجاح، كما يقوم المعلمون بدفع الطلاب لتحقيق أهدافهم، ولما هم قادرين على القيام به.
أخلاقيات مهنة التعليم
لا بد من المعلمين أن يتحملوا مسؤولية مهنتهم، وأن يتمتعوا بأعلى المعايير الأخلاقية؛ على اعتبارهم مربّين ومُلهمين وقدوة؛ وذلك بتنفيذ الأخلاقيات الآتية:
- السلوك الأخلاقي تجاه الطلبة من خلال تعامل المعلم مع الطلاب بشكل عادل، وقيامه بحل المشكلات، وعدم استخفافه بأي طالب، أو كشفه عن أي معلومات خاصة في الطلاب إلا عند الضرورة القانونية، وهو ما يؤدي إلى تعليم الطلاب أهم الصفات الشخصية التي سيحتاجونها دائمًا في حياتهم.
- السلوك الأخلاقي تجاه المهنة وممارستها وذلك بقيام المعلم المحترف بالحفاظ على كرامة المهنة، وذلك عبر احترامه وطاعته للقانون، والتزامه بشروط عقد العمل، ومحافظته على صحته العقلية والبدنية ليكون قادرًا على التحمل وعلى أداء مهمته على أكمل وجه، كما يسعى المعلم القدير إلى التطور في مهنته، ولا يستخدم امتيازاته المهنية من أجل تحقيق أي منفعة شخصية.
- السلوك الأخلاقي تجاه الزملاء وخاصة المحترفين منهم إذ لا بد من المعلم أن يحرص على إقامة علاقة أخلاقية مع زملائه المعلمين، فلا يجوز له كشف معلوماتهم الخاصة إلا إذا اقتضت الحاجة وبموجب القانون، ولا يجوز له أن يدلي بمعلومات كاذبة عن زملائه.
- السلوك الأخلاقي تجاه المجتمع وأولياء الأمور فالمعلم يتوجب عليه احترام القيم وتقاليد المجتمع وثقافاته المتنوعة؛ وذلك خارج الفصل الدراسي أو خلاله، كما على المعلم بناء علاقات إيجابية ما بين المجتمع والمدرسة، بالإضافة إلى أهمية إيصاله للمعلومات المهمة عن الطلاب إلى أولياء أمورهم؛ وذلك بما يخدم مصلحة الطالب فقط.
مزايا مهنة التعليم
رغم التحديات والصعوبات التي تواجه المعلم خلال مسيرته المهنية، إلّا أنّ مهنة التعليم فيها الكثير من المزايا التي يمكن الحصول عليها أيضًا، ومن أبرز مزاياها:
- يمكن من خلال هذه المهنة أن يقوم المعلم بتعليم ما يحب لطلابه، فهو بدوره ينقل المعرفة إليهم.
- تعمل هذه المهنة على التأثير على جيل بأكمله؛ وذلك من خلال الأسلوب الذي يتبعه المعلم في التعامل والتدريس، وفي القرارات التي يتخذها داخل الصف وتؤثر على الطلّاب؛ لذا فإنّ هذه المهنة مناسبة جدًا لمن يحبّ أن يكون مؤثّرًا في الآخرين.
- توفر مهنة التعليم للمعلمين إمكانية اكتساب معرفة جديدة، فهو كمدرس يتطلب منه الأمر إجراء البحوث، والتي من شأنها تساعده على اكتشاف بعض الأمور التي لم يكن يدركها، وبالتالي سيكون ذلك سببًا في التطوير والنمو في مجال عمله.
- يتوفر لدى المعلمين عطلات كثيرة، بما فيها عطلة نهاية الأسبوع وعطلة الصيف، بالإضافة إلى العطلات الرسمية.
متطلبات مهنة التعليم
تعد مهنة التعليم مهنة حيوية وفيها الكثير من المسؤوليات، وفيما يتعلق بمتطلبات الحصول على وظيفة في هذا المجال، فإنّ ذلك يختلف من بلد لآخر، لكن وبشكلٍ عام، هناك بعض المتطلبات الأساسية، وهي على النحو الآتي:
- الحصول على شهادة جامعية، على أن تكون هذه الشهادة في أحد تخصصات التعليم.
- القيام بالتدريب العملي في مدرسة ما، وتحت الإشراف، وذلك قبل التخرج وبعده.
- اجتياز الاختبارات والتقييم المُعدّة من قبل المؤسسة التعليمية.
- التمتع بالعديد من الصفات الشخصية؛ كالصبر والتعاطف والتواصل والنظام.
الخلاصة
تعرف مهنة التعليم أو مهنة التدريس على أنّها المهنة التي يُقدم من خلالها المعلمون المعرفة التي تساعد الطلاب على التعلم، وهي مهنة مهمة للغاية؛ فمن خلالها يلعب المعلمون دورًا مهمًا في توجيه الطلاب وإرشادهم، وتنمية مهاراتهم، وكذلك إعداد جيل من شأنه النهوض بالمجتمع، ويُشترط لتحقيق كل ذلك تمتّع المعلمون بالخبرة وبأخلاقيات المهنة تجاه الطلاب وأولياء أمورهم، وتجاه زملائهم والمجتمع وتجاه المهنة ذاتها وممارستهم لها.