تعريف سورة سبأ
التعريف بسورة سبأ
عدد آياتها ومكان نزولها
تُعدُ سورة سبأ من السور المكيّة، كما أورد ذلك ابن المُنذر عن قتادة -رحمه الله-، وورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّها من السور التي نزلت في مكة، وأمّا عدد آياتها فتبلُغ أربعًا وخمسون آية.
سبب التسمية
سُميت سورة سبأ بهذا الاسم؛ لورود قصة سبأ فيها، وسبأ مدينةٌ من مُدن اليمن القديمة اندثرت بسبب سيلِ العرم، ووردت هذه القصة في قوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ* فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ* ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ).
موضوعات السورة
تناولت سورة سبأ العديد من الموضوعات، وذلك فيما يأتي:
- إثبات عقيدة التوحيد ونُبوة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-.
- ذكر مُعجزات داوود وسُليمان ووفاتهما -عليهما السلام-.
- بيان هلاك قوم سبأ وتشاؤم الكُفار وقلة شُكرهم.
- إثبات الحُجة على عُبدة الأصنام، وبيان طريقة تعامُل الأُمم السابقة مع أنبيائهم.
- بيان الله -تعالى- لعباده المُتصدقين بالإخلاف، ثُمّ ذكر الحُجة على من أنكر النُبوة، وتمنّي الكافر الرُجوع إلى الدُنيا عند وفاته.
ترابط السورة بما قبلها
تأتي سورة سبأ في ترتيب المُصحف بعد سورة الأحزاب، وقد ذكر الله -تعالى- في أواخر سورة الأحزاب تساؤُل الناس بإستهزاء عن يوم القيامة، بقوله تعالى: (يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً).
وجاءت سورة سبأ لإثبات يوم القيامة والرد على الكافرين واعتراضاتهم وإبطال حُججهم في إنكارهم له، فقال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)، وختمت بإثبات ما كانوا عليه من الكِبر والعِناد.
قصة سبأ التي وردت في السورة
ضرب الله -تعالى- في سورة سبأ مثالاً على من يجحد بنعم الله -تعالى-، فسبأ من الأقوام التي كانت تسكُن اليمن، وأنعم الله -تعالى- عليهم بأراضٍ خصبة، وكانوا يتحكّمون في مياه الأمطار فأنشؤوا سد مأرب، وكانت لهم جنتان عن اليمين وعن الشمال؛ لكثرة الخُصوبة والرخاء والمتاع الجميل.
ولكنهم قابلوا ذلك بالكُفر والجُحود وعدم الشُكر، فعاقبهم الله -تعالى- بالسيلِ الجارف الذي يحمل معه الحجارة فحطّم سدّهم، وأغرقت ما كان حوله، ولم يكُن بمقدور هذا السد تخزين المياه، فجف ما حوله من الجنات واحترقت من قلّة المياه، وتبدلتا إلى صحراء.
ولم يُنبت فيها إلّا النبات الخشن، فقال تعالى عن ذلك: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ* ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ).