تعريف سوء الخلق
الأخلاق في الإسلام
دعا الإسلام إلى التحلّي بمكارم الأخلاق وتجنّب ذميمها، قال -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ)، وقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ)، وكانت العرب قبل بعثة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على خُلقٍ حسنٍ، ثمّ جاءت رسالة الإسلام لتتمّم وتؤكّد على محاسنها وتضيق على ذميمها، فصاحب الخُلق الحسن ممدوحٌ وسيء الخُلق مذمومٌ.
تعريف سوء الخلق
بيان المقصود بسوء الخُلق لغةً واصطلاحاً فيما يأتي:
- سوء الخلق لغةً: السوء مأخوذ من الفعل ساء يسوء سوءًا، والسّوء هو القبح وهو ضد الحُسن.
- سوء الخلق اصطلاحاً: هو فعل منكر لا يتفق من مبادئ الشريعة الإسلامية وهو ما يصدر عن النفس من أفعال قبيحة فاسدةٍ لا تستحسن من المسلم السويّ.
أركان سوء الخلق
الركن الأول: الجهل
فالجهل يجعل سئ الخلق يرى الحسن قبيح والقبيح حسن، والإنسان مأمور بالعلم والتعلم ليدفع عن نفس مثل هذه الأمور السيئة.
الركن الثاني: الظلم
والظلم يجعل سئ الخلق يضع الأمور في غير موضعها، فتراه يغضب في موضع الرضى ويرضى في موضع الغضب، ويبخل في موضع العطاء ويعطي في موضع البخل وهكذا.
الركن الثالث: الهوى
فالشّهوة تحمل الإنسان على الأخلاق السيئة والدنيئة عمومًا، وقد جاءت النّصوص الشّرعية من الكتاب والسنّة في النّهي عن اتباع الهوى، وبيان آثار ذلك في الدنيا والآخرة.
الركن الرابع: الغضب
فالغضب يحمل صاحبه على الكِبْر والحقد والتعالي وسائر ما هو قبيح، وقد نهت الشريعة الإسلامية عن الغضب؛ لِما يترتّب عليه من آثارٍ سيئةٍ على الفرد والمجتمع.
آثار سوء الخلق
أولاً: سوء الخلق سببٌ لغضب الله ومقته
سيء الخُلق مذمومٌ مكروهٌ عند الله -عزّ وجلّ- وعند الناس، فعن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقربَكم مني في الآخرةِ مجالسَ أحاسنُكم أخلاقًا ، وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني في الآخرةِ أسوؤكم أخلاقًا، الثَّرْثَارُونَ المُتَشَدِّقُونَ المُتَفَيْهِقونَ).
ثانياً: سوء الخلق يسبب الهمّ والغمّ
سيء الخُلق يذمّه الناس من حوله وأهل بيته، ممّا قد يسبّب له العيش في همٍّ وضيقٍ وكدرٍ، ويتعدّى ذلك الأثر لغيره عند رؤيته، قال ابن دينار -رحمه الله-: "السيء الخُلق أشقى الناس به نفسُهُ التي بين جَنبيه، هي مِنه في بلاءٍ، ثمّ زوجتُهُ، ثمّ ولدُهُ، حتى أنّه ليدخل بيته وإنّهم لفي سرورٍ، فيسمعون صوته، فينفرون منه فرَقاً منه، وحتى إن دابته تحيد ممّا يرميها بالحجارة، وإن كلبه ليراه فينزو على الجدار، حتى إنّ قِطَّهُ ليفرُّ منه".
ثالثاً: سوء الخلق سببٌ لذمّ الناس له
ورد عن عبد الله بن عباس وأنس بن مالك -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أهلُ الجنَّةِ، من ملأ اللهُ تعالى أُذُنَيه من ثناءِ الناسِ خيرًا، وهو يسمعُ، وأهلُ النارِ من ملأ اللهُ تعالى أُذُنَيه من ثناءِ الناسِ شرًّا، وهو يسمعُ).