تعريف خصوبة التربة
خصوبة التربة
تعد خصوبة التربة من أهم المقوّمات للحصول على نباتاتٍ صحيّةٍ سليمة، وتعرف بأنّها قدرة التربة وقابليتها لتزويد النباتات والمحاصيل المزروعة فيها بكلّ ما تحتاجه من العناصر والمغذيات الضرورية، لسد حاجتها للنمو والتكاثر والقدرة على العطاء.
ومن أهم هذه العناصر؛ النيتروجين، والبوتاسيوم، والفسفور، وبعض العناصر الأخرى اللازمة؛ مثل الكالسيوم، والنحاس، التي تحتاجها المحاصيل لكن بكميات قليلة، بالإضافة لاحتوائها على بعض المواد العضوية المهمة لبنية التربة وقوامها وتماسكها وحفاظها على الرطوبة والمغذيات داخلها.
ويمكن الحصول على هذه المغذيات والعناصر ببعض المساعدة من الأسمدة الزراعية، في حال عدم توافرها في التربة، كما تتميز التربة الخصبة الصالحة للزراعة بدرجة حموضة معتدلة تتراوح ما بين 6 و7 رقم هيدروجيني، ويمكن إضافة المواد الكيميائية للحصول على درجة الحموضة الأمثل للنباتات.
أهمية تخصيب التربة
يُعد تخصيب التربة أمرًا مهمًا؛ إذ تظهر أهميتها في نجاح السلسلة الغذائية المتمثلة في تغذية النباتات التي تُعد الأساس لتغذية الكائنات الحية كالحيوانات والإنسان معًا؛ إذ إن الحيوانات هي من تُغذي الإنسان.
إدارة خصوبة التربة بكفاءة
يعتبر الحفاظ على خصوبة التربة وتحسينها شرطًا مهمًا جدًا للحصول على إنتاجٍ سليمٍ مستدامٍ من المحاصيل الزراعية، عبر المواسم المتعاقبة، ويجب الحفاظ على التربة وزيادة خصوبتها باتباع عدة أساليب، من أبرزها ما يأتي:
- التحكم بمغذيات التربة وتحسينها عن طريق زيادة صافي العائدات.
- حماية مغذيات التربة من النفاذ ؛ لتقليل الآثار السلبية الناجمة عن ذلك.
- تعزيز الحكومة لأعمال وإدارة الزراعة المستدامة مثل إعادة تدوير المغذيات؛ بهدف تحسين خصوبة التربة.
- تشجيع البلدان المتقدمة على مساعدة الآخرين في تحسين البنى التحتية وإدارة الاسمدة.
الطُرق المُستخدمة لتخصيب التربة
يُعد تخصيب التربة جزءًا مهمًا وضروريًا من الإدارة الجيدة للتربة، لذلك لا بد من اتباع الطرق والأساليب المؤدية لتحسينها، وأبرزها ما يأتي:
استخدام الأسمدة العضوية وبقايا المحاصيل
يمكن الحصول على الأسمدة العضوية من فضلات الحيوانات مثل المواشي والتي تعد غنيةً جداً بالمغذيات النافعة للنباتات، بالإضافة لفضلات تشذيب الأشجار والأعشاب، وتقاس جودة النباتات المستخدمة كسماد باحتوائها على كل من:
النيتروجين
يعد احتواء التربة على عنصر النيتروجين أمرًا ضروريًا لخصوبتها، وذلك بسبب حاجة جميع النباتات لهذا العنصر، إذ يُمكن للنباتات الحصول عليه من التربة أو الهواء وتخزينه في أوراقها.
يتم تزويد التربة بالنيتروجين اللازم عن طريق زراعة النباتات المثبتة للنيتروجين، مثل البقوليات، ومنها؛ الفول، والحمص، والفاصولياء، وغيرها، إذ تصنف البقوليات من النباتات جيدة الامتصاص للنتيتروجين.
وتتميز النباتات ذات الأوراق الخضراء الداكنة بأنها تحتوي على نسب عالية من النيتروجين، وبالتالي يمكنها إنتاج سماد عضوي جيد، أما النباتات ذات الأوراق الصفراء فهي تحتوي على كمية قليلة من النيتروجين وبالتالي تنتج سمادًا سيئًا.
الفينول
تجعل هذه المادة النباتات تتعفن ببطء وتحول دون تلفها بسرعة ، إذ أن النباتات التي تحتوي على كمية فينول كثيرة ستنتج سماد سيء ،أما النباتات المحتوية على فينول أقل فتنتج سماد أفضل.
كما أن أجزاء النبات مختلفة في نسبة الفينول؛ أي أن السيقان قد تحتوي على فينول بكمية مختلفة عن الأوراق والجزء الذي يحتوي عى فينول أقل ينتجع سماد بجودة أفضل .
ويُمكن للأشخاص معرفة نسبة الفينول في النبات من خلال تذوقه، فإذا كان يحتوي الكثير منه، سيكون طعم النبات مرًّا.
اللجنين
تعمل مادة اللجنين على إبطاء معدل تعفّن النباتات بعد موتها، وبالتالي بطء انتقال المغذيات والعناصر المفيدة الموجودة فيها للتربة، لذلك يعد استعمال النباتات المحتوية على كمياتٍ أقل من مادة الليجنين الخيارالأفضل للحصول على نوعيةٍ جيدةٍ من السماد العضوي.
يُمكن للشخص معرفة كمية احتواء النبات على مادة اللجنين من خلال تمزيقه فإن تمزق بسرعة فإنه لا يحتوي الكثير من اللجنين وذلك يجعله سمادًا جيدًا، وأما إذ صعب تمزيقه قفإنه يحتوي على كثير من اللجنين الذي يجعل سماده سيئًا.
استخدام ديدان الأرض
لديدان الأرض دور فعّال جدًا، إذ إنها تعمل على تفكيك التربة وتحليل المواد العضوية الموجودة فيها اللازمة للتربة الصحيّة السليمة.
كما تعمل على إعادة تدوير المواد المغذية في التربة للاستفادة القصوى منها، بالتغذي على النباتات الميتة والمتعفنة وهضمها، ثم إنتاج الفضلات الغنية بالمغذيات المعالجة والمحسّنة، مما يحسّن من خصائص التربة، التي تعمل على توفير ظروف نموّ أكثر ملائمة للنبات.
التجيير
تتم عملية تجيير التربة بإضافة الجير المتمثل في مركبات الكالسيوم، إذ يعد الجير عنصرًا ضروريًا لتعديل الرقم الهيدروجيني للتربة، حيث إنّ تمتع التربة بمعدل حموضةٍ ثابت، وامتلاكها لرقمٍ هيدروجيني يتراوح بين 6 و7 يُعدان أساسًا لخصوبتها، إذ يتم تعويض زيادة الحموضة بتجيير التربة، وتتمتع عملية التجيير بمزايا عديدة منها ما يأتي:
- تعتبر اقتصادية غير مكلفة ورخيصة الثمن.
- تحسّن من قوام التربة الثقيلة وتقلل من الرص فيها .
- تزيد فاعلية الأسمدة وامتصاصتها من قبل النباتات.
- يتميز الجير بقابليته للذوبان في الماء وتزويد التربة بما يلزمها من العناصر مثل الفوسفات.
كيفية تحديد جودة خصوبة التربة
يُمكن تحديد جودة خصوبة التربة من خلال عدة ملاحظات من قبل المزارعين:
- يعد نمو العشب أو الحشائش دليلًا على ضعف خصوبة التربة، ولكن عند تخصيب التربة باستخدام الأسمدة، فإنها ستمنع ظهور الحشائش.
- تتميز التربة الخصبة بألوانها الداكنة، واحتوائها على نسب عالية من المواد العضوية.
- تُعد التربة ذات القوام المتماسك أفضل وأكثر خصوبة من التربة ذات القوام الرملي.