تعريف حول ملحمة جلجامش الأدبية
التعريف بملحمة جلجامش
وهي عبارة عن عمل أدبي ملحمي يدور حول أساطير، وصنفت على أنها من أعظم النلاحم الأدبية والفكرية والنفية، وترجمت إلى مختلف لغات العالم، وأخذت الملحمة شكل الشعر الملحمي ، وتم عدها من أوائل الصور التي تعبر عن وعي الإنسان بوجوده وإدراكه لحتمية مصيره، وبهذا يكون الطابع الفلسفي أساسيًا في الملحمة، فكانت أول ملحمة تخرج عن المألوف، ففي العصور القديمة لم يسبق، وأن كتب ملحمة تحمل هذا الكم من الفكر الإنساني.
فغالبًا يكون دور الإنسان في الملاحم القديمة مجرد رقم ثانوي تابع لمشيئة الآلهة، ووجوده غير أساسي، مما يعني أنه لا يتميز بمسوى وعي وله كيان حقيقي قادر على إحداث أي تغيير في مجرى الأمور، ولكن في ملحمة جلجامش تم الخروج عما هو مألوف وكسر القاعدة العامة، فأبطالها هم بشرًا عاديين وليسوا آلهة، ولهم كيان مستقل ووجود حقيقي، وبذلك أصبح الإنسان واعيًا بوجوده، ومدركًا لماهيته، ويفكر في مصيره لعله يحدث تغييرًا ما.
وبعدما أن يدرك حتمية فناءه بدأ يطمع في الخلود، وهذه الصفة تنفرد فيها الآلهة فقط، ففكر في أن الخلود لا يكون إلى بالأعمال البطولية، ومن خلال هذه المغامرات والبطولات لا يكون للآلهة دورٌ رئيسيٌ في الملحمة، بل أصبحت أدوارها ثانوية تقتصر على مناكفة البشر ومسابقتهم إلى الخلود، وبذلك يكون الموت والخلود المطلق هما الثنائية التي تدور حولها الملحمة.
روايات حول ملحمة جلجامش
تجدر الإشارة إلى ندرة المصادر والمراجع التاريخية حول ملحمة جلجامش إلا أنه هنالك تقديرات حول مكان وزمان روايتها، فيقال أن الملحمة كتبت في العصر البابلي، في حدود 2000- 1600ق.م ، ويرى الباحثون أن أول تدوين له يقدر أنه كتب في عام 1600ق.م، أما الشكل الحالي الذي وصلنا، وهو الشكل النهائي والصيغة النهائية لها، يقدر أنه يقع بين 1500- 1250ق.م.
وقد تم العثور على ملحمة جلجامش ضمن المؤلفات المحفوظة في مكتبة آشور، في مدينة نينوى ، في العراق، وعثر على نسخ أخرى في مدن أخرى إلا أنها ليست كنسخة مكتبة آشور، وتذكر المصادر أن الملحمة تجمع قصصًا شعرية ذات طابع سومري من حيث الأصل، ويرجح علماء الآثار وتاريخ الملاحم القديمة أن الملحمة كتبت على عدة مراحل، ول تكتب دفعةً واحدة، أما مؤلفها فهو مجهول.
وما يتم ذكره غالبًا أنها حكايا شعبية من التراث السومري إلا أن هنالك رأي يقضي بأنها مرت في عصور مختلفة، ويصعب تحديد أصلها بدقة ومن الحضارات التي ساهمت في صياغة حكايا الملحمة الحضارة السومریة ، والحضارة الأكدیة، والحضارة البابلیة، والحضارة الآشوریة، وبذلك تكون ملحمة جلجامش من الملاحم التي نمت وتطورت بتطور الحضارات في العراق.
البنية الفنية لملحمة جلجامش
تقوم البنية الفنية في ملحمة جلجامش على عدة عناصر، أهمها:
- التنوع الهائل والتشعب في المواضيع التي تناولتها
وكان ذلك في أنساق متباينة، مثل الأسطورة والجكاية، والخرافة.
- البطولة
تعد البطولة البشرية من السمات الفنية الرئيسية لملحمة جلجامش، ولكن وحدة العناصر البطولية زادت من جمالية البنية الفنية؛ وذلك لزيادة المعاني والدلالات.
- تجاوز الواقع
وهذه الصفة جعلت من الأبطال رموزًا تاريخية، فكأن البطل يصبح بمثاابة التاريخ الكامل، وذلك تقديرًا لبطولاته.
- التسلسل
وهو الترتيب، فالملحمة أشبه بالسلسلة الشعرية الذاتية.
- نجاوزالصفات البشرية العادية
فالأبطال ليسوا أناسًا عاديين، بل يتمتعون بقوى جسدية، وفكرية خارقة، وبذلك تتميز الملحمة بالبعد عن الواقع.
- الطول
تميزت ملحمة جلجامش بالطول، وهذه صفة عامة لكل الأعمال الملحمية، وتقع في آلاف الأبيات، وأطلق عليها الباحثون المتخثثون في الملاحم القديمة، القصيدة شديدة الطول.
التعريف بجلجامش
إن جلجامش هو اسم بطل الملحمة، وشخصية جلجامش ليست إلا رمزًا للإنسان الكامل، أي الإإنسان كما يجب عليه أن يكون، وليس كما هو كائن في الحياة، فهو رمز للنبل والعفة، وهو الخير الذي يتجدد يومًا بعد يوم، كما أنه العاشق للحياة وهو المحب للخير الأزلي، والباحث عن الجمال، دائم الطهر، لا تشوبه شائبة، ييعيش حياة الفضيلة، ويسير على الصراط المستقيم، ويتميز بعطائه غير الحدود، فهو الإنسان الكامل.
جعل الآلهة من صورة جلجامش كاملة، وحتى جسديًا تميز بالكمال، وقالت الآلهة فيه:
ثلثان منه إله وثلثه الآخر بشر
وهیئة جسمه لا نظیر لها
وفتك سلاحه لا یصده شيء
وعلى ضربات الطبل تستیقظ رعیت