تعريف حقوق الحيوان
مفهوم حقوق الحيوان
حقوق الحيوان (بالإنجليزية: Animal Rights) هي المبادئ الأخلاقية التي تنص على أنّ الحيوانات غير البشرية كائنات تستحق العيش دون التعرّض للإيذاء من قبل البشر، وهي تستحق النظر في مصالحها بصرف النظر عمّا إذا كانت حيوانات مفيدةً للبشر أم ضارة، لطيفة أو قاسية، أم حيوانات مهدّدة بالانقراض أو تقع ضمن دائرة اهتمام الإنسان أم لا.
وهذا يعني النظر إلى الحيوان ككائن مستقل يستحق العيش وفقًا لطبيعته بعيدًا عن اعتباره مجرّد مصدر للغذاء، أو الملابس، أو الترفيه، أو للأبحاث التجريبية.
أسس حقوق الحيوان
مفهوم حقوق الحيوان ليس مفهومًا حديثًا، وهناك العديد من الأسس التي أدّت إلى ظهوره، وهي على النحو الآتي:
المبادئ الأخلاقية
قرّر جيرمي بينثام مؤسس المدرسة النفعية الإصلاحية للفلسفة الأخلاقية بأنّ اتخاذ القرارات المتعلّقة بحقوق الكائنات يجب ألّا ترتبط بسؤال: "هل يُمكنها التفكير؟" أو "هل يُمكنها التحدّث؟" بل يجب أن ترتبط بسؤال: هل يُمكن أن تشعر بالألم أو المعاناة؟".
وبالتالي حدّد بينثام المعاناة أساسًا لحقوق الحيوانات؛ فهي قادرة على الشعور بالمعاناة بالطريقة والدرجة التي يُعانيها البشر؛ فتشعر بالألم، والفرح، والخوف، والوحدة والإحباط والأمومة.
ومن الأمثلة على ذلك، يُمكن أن يُصيب الاكتئاب والملل الأوركا الموجود في أحواض السمك، وتُستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب كعلاجٍ لها، كذلك فإنّ الحيوانات في حدائق الحيوانات تتعرّض لضائقات نفسية.
المبادئ الدينية
نُصّ على مفهوم حقوق الإنسان منذ آلاف السنين كمبدأ دينيّ؛ فهو موجود في كل من الديانات البوذية والهندوسية والجاينية التي تنص على مبدأ اللاعنف تجاه الحيوانات، وتنص الديانات اللاحقة أيضًا على المفهوم ذاته وتؤيده.
الهدف من وجود حقوق للحيوان
إنّ الهدف الرئيسيّ من حقوق الحيوان هو الحد من الصناعات والممارسات الاستغلالية للحيوانات، وحمايتها من العنف والأذى كالضرب أو السحق أو الحرق أو الغرق أو الخنق أو الاستغلال الجنسي، ويكون ذلك عن طريق توفير عناصر الرعاية الخمس الآتية:
- التغذية: والتي تعني تمكين الحيوان من الوصول إلى الطعام والمياه الكافييْن له، مع ضمان نظافتها وتنوّعها.
- البيئة: وتشمل توفير درجات الحرارة، والمساحة، والهواء، والروائح، والضوضاء أو الهدوء جميعها بشكل يُلائم حاجة الحيوان.
- الصحة: وتتضمن الحفاظ على الحيوان بصحة جيدة وحمايته من الإصابة بالأمراض أو الإصابات أو الضعف، ومعالجته عند المرض.
- السلوك: تمكين الحيوان من تجربة تحديات جديدة ومتنوعة عن طريق منحه حرية الاستكشاف، والبحث عن الطعام، واللعب والتواصل وغيرها.
- الصحة العقلية: بمجرّد تقديم العناصر السابقة؛ يحب أن يُصبح الحيوان قادرًا على الشعور بالمتعة والحيوية والراحة، وأقل شعورًا بالخوف أو الإحباط أو الألم أو الجوع أو الوحدة.
أهمية حقوق الحيوان
تنبع أهمية حقوق الحيوان مما يأتي:
حصول الحيوان على عناصر الرعاية
هناك العديد من الحيوانات التي تُعاني نتيجة استخدامها الخاطئ في الترفيه، أو الغذاء، أو الطب، أو الأزياء، أو البحوث العلمية أو كحيوانات غريبة أليفة؛ فتُظهر مبادئ حقوق الحيوان الكيفية والحدود التي يُمكن للإنسان استغلال الحيوانات فيها مع الحفاظ على العناصر الخمس ل رعاية الحيوان ، المذكورة في الفقرة السابقة.
الحفاظ على النظام البيئي
تتعرّض الحيوانات لاستغلال هائل من قبل الإنسان؛ فوفق الإحصائيات هناك حوالي 200 مليون حيوان حول العالم يُقتل يوميًا للاستهلاك البشري فقط والمتمثّل في الغذاء والصناعات، وتُعتبر الدول الغنية كأستراليا والولايات المتحدة وأوروبا هي الدول الأعلى استهلاكًا للّحوم.
تطبيق حقوق الحيوان
يُمكن تطبيق حقوق الحيوان عن طريق تعزيز وعي الإنسان بالمعاناة التي يتعرّض لها الحيوان على أيدي البشر، وتعريفهم بمفهوم حقوق الحيوان، وكذلك عن طريق سن القوانين التي تحمي الحيوان؛ وبهذا الخصوص يُشار إلى أنّ أول تشريع لمكافحة العنف ضد الحيوان كانت في العام 1635م، والذي حظر قطع الصوف من الأغنام الحية.
وفي العام 1822م أُصدر قانونًا لمنع العنف أو القسوة تجاه الماشية من قبل ريتشارد مارتن، والذي أصبح لاحقًا وفي العام 1822م أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية منع القسوة على الحيوانات ، وهي المؤسسة الأولى من نوعها في العالم آنذاك.
صدرت لاحقًا قوانين أخرى لرعاية الحيوان منها قانون رعاية الحيوان (AWA) الفيدرالي الأساسي، وذلك في العام 1966م، والذي يُنظّم ما يستطيع الإنسان فعله بالحيوانات سواء في مجال الزراعة أو البحوث الطبية أو الترفيهية أو غيرها.