تعريف بمرض عين السمكة
مرض عين السمكة
يُعرّف مرض عين السمكة ، أو الثآليل، أو الثالول (بالإنجليزية: Warts) على أنّه عدوى فيروسية تُصيب الطبقة العُليا من الجلد، وتُسبّب نمو حميد غير سرطاني في طبقة الجلد، ويتسبّب بهذا المرض إحدى الفيروسات المعروفة بفيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus) ويُدعى اختصاراً (HPV)، وهي فيروسات مُعدية، وغالباً ما تكون هذه الثآليل بلون الجلد وخشنة الملمَس، ولكن قد تبدو في بعض الحالات بلونٍ بُنيّ أو رمادي داكن، وقد تكون مُسطّحة، وناعمة، واستنادًا إلى الدراسة التي نشرتها مجلة "StatPearls Journal" عام 2020م، فإنّ الثآليل تُعتبر حالة شائعة قد تحدث في جميع أنحاء العالم، وتؤثر هذه الحالة فيما نسبته 10% من السّكان عامّة، وتُشير الدراسة إلى أنّ نسبة انتشار الثآليل بين الأطفال في مرحلة المدرسة تتراوح بين 10-20%.
أنواع مرض عين السمكة
هناك عدة أنواعٍ مُختلفة لمرض عين السمكة، ويختلف المظهر العامّ لكلّ نوعٍ منها عن الآخر بشكلٍ طفيف، وفيما يأتي بيان لأبرز هذه الأنواع:
- الثآليل الشائِعة: (بالإنجليزية: Verruca vulgaris)، وغالباً ما تظهر هذه الثآليل على اليدين، والمرفقين، والركبتين، وتظهر كمناطق صغيرة بارزة عن سطح الجلد، وتكون هذه الثآليل مستديرة وبسطحٍ خشن في الغالب؛ بشكلٍ مُشابهٍ لقمة القرنبيط إلى حدٍّ ما.
- الثآليل المستوية: (بالإنجليزية: Plane warts)، وتُعد هذه الثآليل أكثر شيوعاً عند الأطفال، وتظهر غالبًا على الوجه واليدين، وتكون هذه الثآليل مُسطَّحة الشكل وذاتِ لونٍ أصفر، وقد تنتشر في أغلب الأحيان لتؤثر في مساحاتٍ أوسع من الجسم، بحيث تظهر كمجموعة من الثآليل المُتجمّعة مع بعضها البعض.
- الثآليل الأخمصية: (بالإنجليزية: Plantar warts)، تظهر هذه الثآليل في الأقدام؛ تحديدًا في منطقة أصابع القدم، أو باطن القدم ، أو الكعب، وقد تظهر كمنطقة بيضاء على الجلد وفي منتصفها نقطة سوداء صغيرة أو مجموعة من هذه النقاط، وعادةً ما تبدو هذه الثآليل غير بارزة كباقي الأنواع الأخرى؛ ويُعزى ذلك إلى وزن الجسم الذي يتسبّب بتوغّل هذه الثآليل داخل الجلد، وقد يترتب على ذلك الشعور ببعض الانزعاج عند المشي.
- الثآليل الخيطية: (بالإنجليزية: Filiform warts)، وتظهر عادةً على الجفون أو الرقبة، أو في منطقة الإبط، وتتميز بأنّها طويلة ورفيعة.
- الثآليل الفسيفسائية: (بالإنجليزية: Mosaic warts)، تظهر غالبًا في اليدين والقدمين، وتنمو على شكل ثآليل متجمّعة مع بعضها البعض.
- الثآليل التناسلية: (بالإنجليزية: Genital warts)، وتُعدّ مناطق الشرج والقضيب والفرج أحد أكثر مناطق الجسم تأثرًا بهذا النّوع من الثآليل نظرًا لانتقال هذا النّوع من العدوى بواسطة الاتصال الجنسي، وتظهر هذه الثآليل ككتل ذات لونٍ أبيض مائلٍ إِلى الأصفر أو بلونٍ رمادي، وتكون ذات مظهر حُبيّبي يُشبه القرنبيط إلى حدٍّ ما، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض أنواع الثآليل التناسلية الشائعة تجعل النّساء أكثر عُرضةً للإصابة بسرطان عنق الرحم.
ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض عين السمكة أو الثآليل يمكن قراءة المقال الآتي: ( أنواع الثآليل ).
سبب الإصابة بمرض عين السمكة
كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ الإصابة بمرض عين السمكة تُعزى إلى فيروس الورم الحليمي البشري HPV ، ويوجد لهذا الفيروس أكثر من 150 نوع مختلف، ولكن هُناك أنواع قليلة مُحدّدة منها تُسبب تطوّر غالبية الثآليل، وعند إصابة خلايا الجلد بهذا الفيروس تزداد سماكتها وخشونتها، ويُشار إلى وجود عوامل أو ظروف مُعينة تزيد من احتمالية إصابة الشخص بهذا النّوع من الأمراض، كالأشخاص ذوي المناعة الضعيفة؛ كأولئك الذين خضعوا لزراعة أعضاء أو خلايا جذعية، أو في حال كان الجلد رطِباً أو متضررًا؛ وهذا ما يُفسر زيادة احتمالية التعرّض لهذه العدوى في أحواض السباحة وأماكن الاستحمام الجماعية، وقد تنتقل العدوى من شخصٍ إلى آخر عن طريق الاتصال المُباشر بالجلد، وقد تنتقل أيضاً عبر ملامسة الأسطح والأرضيات المُلوثة بهذا الفيروس، وقد يُصيب الشخص نفسه إن قام بحكّ الثالول أو خدشِه بحيث يُسبّب ذلك نقل أجزاء الفيروس من موقع مُعين إلى أماكن أخرى من الجلد.
ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض عين السمكة يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما هو سبب ظهور الثالول ).
أعراض الإصابة بمرض عين السمكة
ذكرنا سابقاً أنّ للثآليل عدّة أنواع تختلف بشكلٍ طفيف عن بعضها البعض بحسب مظهرها، وتعتمد الخصائص على نوع الثالول، وقد تشمل الخصائص الآتية:
- البروز: قد تظهر الثآليل كنتوء بارزة وصغير على الجلد.
- الحجم: يتراوح متوسط حجم الثالول ما بين 1-10 مليمترات.
- الملمس: فقد يكون الثالول ناعم السّطح أو خشنًا.
- التجمُّع: ربما نجد الثالول منفردًا لوحده، أو قد تظهر مجموعة من الثآليل معًا.
- الشعور بالحكة: قد يُصاحب بعض حالات الثآليل الشعور بحكة.
تشخيص مرض عين السمكة
يعتمد الطبيب في تشخيصه لنوع الثآليل على العديد من العوامل؛ من بينها: مظهر الثالول، وموقِعها في الجسم، وتأثيرها في الجلد المُحيط بها، وغالباً ما يكون من السهل التعرُّف على الثآليل من خلال الكشف عن أماكن الإصابة بها نظريًا؛ إذ إنّ مظهرها يُعتبر مميّزًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك عدّة أمور يأخذها الطبيب بعين الاعتبار عند قيامه بفحص الثآليل، وتشمل ما يأتي:
- عدد الثآليل.
- أماكن تواجد الثآليل في الجسم.
- حجم الثالول.
- شكل الثالول.
- لون الثالول.
- ملمس سطح الثالول.
قد يقوم الطبيب بقصّ سطح الثالول برفق، وذلك بهدف الكشف عمّا إذا كانت هناك نقطة صغيرة سوداء في مركز الثالول؛ في سبيل التأكد عمّا إذا كان الثالول من النوع الأخمصي أم لا، وقد يسأل الطبيب عمّا إذا إذا كان هناك أحد أفراد عائلة المُصاب أو شريكه يُعاني من الثآليل.
علاج مرض عين السمكة
يعتمد اختيار العلاج الطبي للثآليل على عدّة أمور؛ منها: نوع الثالول ، وعُمر المريض، وحالته الصحية، وهُناك بعض الطُرق العلاجية التي لا تستلزم وصفة طبية لصرفها، وقد تكون مُتاحة لأن يستخدمها المريض في معالجة الثآليل بنفسه، ولكن يُنصح باستشارة الطبيب قبل استخدامها وذلك لتقييم الحالة وتحديد النوع بدقة فالتشخيص من مسؤولية الطبيب والمريض لا يُمكنه تشخيص حالته بدقّة، وقد يترتب على اتباع علاجات غير مُناسبة عدم تحسّن الحالة أو حدوث أضرار في غنى عنها، وبشكلٍ عامّ يُمكن القول أنّ ترك هذه الثآليل دون اتخاذ أيّ إجراء حيالها يُعتبر الخيار الأفضل إذا لم تتسبّب الثآليل بالألم أو الإحراج للشخص، ومن الجدير ذكره اختفاء بعض الثآليل من تلقاء ذاتها دون اتّخاذ أيّ إجراء مُعين، ولكن قد يترتب على إبقاء الثاليل دون علاج زيادة حجمها أو انتشارها إلى مناطق جديدة من الجسم، أو نقل العدوى للآخرين، وفي بعض الأحيان تختفي الثآليل وتُعاوِد الظهور لاحقاً، ويُمكن بيان طرق علاج الثآليل فيما يأتي.
علاج الثآليل منزليًا
تتوافر بعض العلاجات التي قد يوصي بها الطبيب لتطبيقها في المنزل دون الحاجة للخضوع لجلسات العلاج في العيادة، مع الأخذ بالاعتبار أنّ ثآليل الوجه وحول العيون، والثآليل التناسلية يجدُر علاجها في العيادة تحت إشراف الطبيب وليس منزليًا، مع الأخذ بالاعتبار أنّ كلًا من الخيارين المتوافرين للعلاج المنزل لا يجدُر تطبيقهما حول منطقة العيون بشكلٍ قطعي، فيما يأتي بيان لبعض الطُرق العلاجية التي يُمكن اتباعها في المنزل لعلاج الثآليل:
- حمض السالِيسيليك: (بالإنجليزية: Salicylic acid)، يُعدّ هذا الحمض متاحاً بتركيباتٍ لا تستلزم وصفة طبية لصرفها، وذلك بأشكالٍ صيدلانية مختلفة؛ منها الجل، والسّائل، والضمادة اللاصقة، ويُمكن استخدامه منزليًا لعلاج الثآليل ، حيث يتم تطبيقه يومياً بعد نقع الثالول بالماء الدافئ، ونادراً ما يُسبّب هذا النوع من العلاجات الألم، ولكن في حال شعر الشخص بألمٍ في منطقة الثالول أو في الجلد الذي يُحيط به؛ فيجدُر التوقف عن استخدامه لفترةٍ زمنيةٍ قصيرة، وللحصول على نتائج جيدة قد يتطلب العلاج عدة أسابيع؛ حتّى وإن استمر المريض باستخدامه.
- العلاج بالتَبريد: (بالإنجليزية: Cryotherapy)، ويكون ذلك باستخدام مستحضرات طبية مُعينة مُتاحة بلا وصفة طبية تحتوي في تركيبتها على ثنائي ميثيل الإيثر وغاز البروبان (بالإنجليزيّة: Dimethyl ether propane)، إذ تعمل على تجميد منطقة الثالول، وينبغي اتباع التعليمات المُرفقة مع المستحضر، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة تجنُّب تطبيقه على الجلد السليم الذي يُحيط بالثالول.
علاج الثآليل في عيادة الطبيب
تستلزم العديد من حالات الثآليل مراجعة أخصائي أمراض جلدية؛ خاصّة في حال عدم التمَكُّن من علاج الثآليل بالطرق السابقة واستمرار ظهورها، أو في حال كانت مؤذية، أو عند ظهور مجموعة من الثآليل، وهُناك مجموعة من العلاجات التي قد يصِفها الطبيب في هذه الحالة، والتي نذكر منها ما يأتي:
- التقشير القوي باستخدام الأدوية: وفيهِ يتمّ استخدام مستحضرات طبية تُصرف بوصفةٍ طبية وتحتوي على حمض الساليسيليك لمعالجة الثآليل، إذ تعمل هذه المُستحضرات على إزالة طبقات الثالول بمقدارٍ بسيط مع كلّ استخدام، وبحسب ما أظهرته الدراسات فإنّ هذا العلاج يكون أكثر فعاليّة عند استخدامه إلى جانب العلاج بالتبريد.
- التجميد أو المعالجة بالتبريد: إذ يتمّ العلاج بالتجميد في هذه الحالة في عيادة الطبيب باستخدام سائل النيتروجين الذي يتمّ تطبيقه على الثالول، ويترتب على هذا الإجراء تشكّل البثور أسفل الثالول وحوله، يلي ذلك انسلاخ النّسيج الميت في غضون أسبوع أو نحو ذلك، وقد تكون هُناك حاجة لإخضاع المريض لعدّة جلسات من المُعالجة بالتبريد، ومن الجدير ذكره فعاليّة العلاج بالتبريد في تحفيز جهاز المناعة لمحاربة الفيروسات المُسبّبة للثآليل، وقد يحتاج هذا العلاج لأن يتم تكراره، وفي هذا السّياق يُشار إلى ضرورة تجنّب استخدام هذا النّوع من العلاجات لعلاج ثآليل الأطفال صغار السنّ؛ نظرًا لكونها قد تُسبّب الألم لهم، ومن بين الآثار الجانبية التي قد تترتب على استخدام العلاج بالتبريد: الشعور بالألم، وتَكوّن البثور، وتغيّر لون الجلد في المنطقة التي يتمّ تطبيق العلاج عليها.
- العلاج بحمض ثلاثي الكلورواسيتيك: (بالإنجليزية: Trichloroacetic Acid)، قد يلجأ الطبيب لاستخدام هذا الحمض في حال لم تُفلح الطُرق العلاجية السابقة في علاج الثآليل، ففي البداية يقوم الطبيب بكشط سطح الثالول، يلي ذلك تطبيق الحمض على المنطقة باستخدام عود أسنان خشبي، ويجدُر الخضوع لهذه الجلسات العلاجية بشكلٍ أسبوعي أو نحو ذلك، وحول الآثار الجانبية التي قد تترتب على استخدام هذا الحمض؛ فهي تشمل الحرق أو الشعور باللَسع.
- الجراحة البسيطة: وفيها يقوم فيها الطبيب بإزالة النسيج المُزعِج جراحيًا، وقد يترتب على ذلك تشكّل ندبة موضِع الثآليل التي تمّ علاجها بهذه الطريقة.
- العلاج بالليزر: (بالإنجليزية: Laser treatment)، ويتمّ فيها استخدام أنواع عدّة من الليزر؛ ومنها الليزر النبضي الصبغي (بالإنجليزية: Pulsed-dye laser) المُستخدمة لكي الأوعية الدموية الدقيقة، ممّا يؤدي إلى موت النسيج المُصاب في النهاية وسقوط الثالول، وهُناك بعض أنواع الليزر الأخرى المُستخدمة بهدف القضاء على الفيروس بشكلٍ رئيسي.
ولمعرفة المزيد عن علاج مرض عين السمكة يمكن قراءة المقال الآتي: ( طريقة علاج الثالول ).
نصائح لمنع انتشار مرض عين السمكة
على الرغم من عدم وجود طُرق مضمونة لمنع ظهور الثآليل، إلّا انّه بالإمكان التقليل من خطر تطوّرها وانتشارها من خلال اتباع بعض النصائح وتجنُّب عوامل انتقال الفيروس، والظروف التي تزيد من احتمالية العدوى بالثآليل، وفيما يأتي بيان لأبرز النّصائح والإرشادات الواجب اتّخاذها في سبيل تحقيق ذلك:
- غسّل اليدين بعد لمس منطقة الثالول.
- تجنُّب خدش الثالول.
- تغطية الثآليل باستعمال شَريط لَاصِق عند السباحة.
- توخي الحيطة والحذر أثناء الحلاقة وتجنُّب قطع الثالول.
- تجنُّب قضم الأظافر أو وضع أصابع اليدّ التي تظهر فيها الثآليل في الفم.
- تغييَّر الجوارب بشكلٍ يومي.
- تجنُّب المشي حافي القدميين في الأماكن العامّة.
- عدم مشاركة المناشف، والجوارب، والأحذية، والملابس في حال كان الشخص مُصابًا بالثآليل.
دواعي مراجعة الطبيب
هناك حالات تستدعي من المُصاب بالثآليل مراجعة الطبيب، وتشمل ما يأتي:
- تسبُّبَ الثالول بالآلم.
- حدوث النَزّف بسُهولة.
- حدوث تغيُّرات في مظهر الثالول.
- انتشار الثآليل بسهولةٍ إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- عودة ظهور الثآليل مرةً أخرى بعد إزالتها مُسبقاً.
- ظهور الثآليل في أماكن مُعرضة للنّزف والاصطدام المستمر، نظرًا لتأثيرها في أنشطة الشخص اليومية؛ كقدرته على ممارسة التمارين الرياضية والحلاقة وما إلى ذلك.
- رغبة المُصاب في التخلُّص من الثالول لأسبابٍ تجميلية.