تعريف بسورة الحجرات
معلومات عن سورة الحجرات
فيما يأتي بعض المعلومات المتعلّقة بسورة الحجرات:
- سورة الحجرات هي سورة مدنية، وقد ورد في الأثر عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- قال: "نزلت سورة الحجرات بالمدينة".
- عدد آيات سورة الحجرات هو 18 آية.
- سورة الحجرات هي السورة التاسعة والأربعون في ترتيب سور المصحف.
- لم يُذكر تاريخ دقيق لسنة نزول سورة الحجرات؛ ولكن يبدو أنّها نزلت ما بين صلح الحديبية وغزوة تبوك، لأنّها نزلت بعد سورة المجادلة التي نزلت بعد سورة المنافقون، وقد كان نزول سورة المنافقون في غزوة المصطلق في السنة الخامسة للهجرة.
تسمية سورة الحجرات
سُميّت سورة الحجرات بهذا الاسم لأنّ الله -عزّ وجلّ- قد أدّب فيها أجلاف العرب الذين كانوا يُنادون رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من وراء الحجرات، والحُجرات هي بيوت أمهات المؤمنين زوجات رسول الله، وكنّ تسع نساء، ولكلّ واحدةٍ منهنّ حجرة، وقد كان النداء من وراء الحجرات يُؤذي رسول الله؛ إذ أنّ فيه تعدّي على حُرمة بيوته.
وقد ورد ذكر كلمة الحُجرات في بدايات السورة حيث قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)، كما تُسمّى سورة الحجرات أيضًا بسورة "الأخلاق والآداب"؛ وذلك لأنّ هذه السورة قد أرشدت إلى آداب مجتمعية وتنظيمية لدولة الإسلام، ومدحت الأخلاق الكريمة والأعمال الفاضلة.
موضوعات سورة الحجرات
اشتملت سورة الحجرات على الكثير من الموضوعات المُتعلّقة بالأخلاق والآداب ، وفيما يأتي ذكر لأبرز هذه الموضوعات:
- إرشاد المؤمنين إلى ضرورة التبيّن والتحقّق عند سماع الأخبار.
- الترغيب بالصُلح وإصلاح ذات البين عند الاقتتال والنزاع.
- النهي عمّا يُسبب الشحناء ويؤدّي إلى البغضاء من اللمز والسُخرية والتنابز بالألقاب.
- المنّة لله -عزّ وجلّ- في هداية الخلق وليس لأحد منّة على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لكونه دخل الإسلام وصار مسلمًا.
- الحثّ على أدب الخطاب وخصوصًا مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال الله -عزّ وجلّ- في مطلعها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُون).
مناسبة سورة الحجرات لما قبلها
تقع سورة الحجرات بعد سورة الفتح في الترتيب، وترتبط سورة الحجرات بسورة الفتح، لأنّ سورة الفتح تحدّثت عن فتح مكة وكان فيها أولى بشائر النّصر الذي ستعلو به راية الإسلام ويتمّ الله -تعالى- به الدّين، ويرى فيه المسلمون ثمرة جهادهم، وقد كانت سورة الحجرات أشبه بتعقيبٍ وتعليقٍ على سورة الفتح، وما جاء فيها من أحداث خصوصًا صلح الحديبية.
أسباب نزول سورة الحجرات
لآيات سورة الحجرات أسباب نزول خاصّة، وفيما يأتي ذكر لبعض من هذه الأسباب:
- قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ۖ ..)، إلى قوله: (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ۚ..).
نزلت عقب خلاف حدث بين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، حيث قدم ركب بمن بني تميم على رسول الله، فاقترح أبو بكر أن يُؤمّر رسول الله عليهم رجلًا، واقترح عمر تأمير رجلٍ آخر، فتجادلا وارتفعت أصواتهما بحضور رسول الله فنزلت هذه الآيات.
- قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا..).
نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، إذ أرسله رسول الله إلى بني المصطلق فخرجوا إليه يريدون إكرامه، وكان بينه وبينهم عداوةٌ في الجاهلية فظنّ أنّهم يريدون قتله، فعاد إلى رسول الله وأخبره بأنّهم منعوا صدقاتهم وأرادوا قتله، فغضب رسول الله لذلك، فجاء بني المصطلق وبيّنوا لرسول الله حقيقة الأمر.
- قوله -تعالى-: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ ..).
نزلت عقِب مشاجرة حصلت بين طائفتين من الأنصار، حيث ذهب رسول الله ومعه مجموعة من الصحابة إلى عبد الله بن سلول، فقال عبد الله لرسول الله: "إليك عني، فوالله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أطيب ريحا منك"، فغضب لكلّ واحدٍ منهما أصحابه، وحصل بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال.