تعريف العمل الجماعي
تعريف العمل الجماعي
يمكن تعريف العمل الجماعي على أنّه: توحيد رؤية مجموعة من الأفراد يمتلكون الرغبة في التعاون لتحقيق هدف معين، أو مجموعة من الأهداف، بحيث لا يستطيع أيّ فرد تحقيق هذا الهدف بمفردهِ، وهو أيضاً: الجمع بين نقاط القوة والمهارات الفردية التي تمتلكها مجموعة من الأشخاص لتحقيق مهمة مُعيّنة، مع ضرورة التزام أفراد فريق العمل الجماعي جميعهم في أداء المَهامّ كلّها، وأن تكون المسؤولية مُوزَّعة عليهم، ومن جانب آخر قد يعمل فريق العمل الجماعي معاً في مكان واحد، أو قد تفصل بين أعضاء فريقه مسافات مختلفة، وقد يكون العمل مُستمرّاً، أو يكون على شكل فترات زمنية مُتقطّعة.
إضافة إلى ذلك قد لا يعمل فريق العمل الجماعي بمفردهِ، وإنّما ضمن بيئة عمل متكاملة تحتوي على عدّة فِرق يكون لكلٍّ منها وظيفة مُحدَّدة، ويُعتبَر تخصيص هدف مشترك، والتركيز عليه أداة مهمة لتطوير الفريق، وفي المقابل قد يكون نقطة ضعف، وذلك بالاعتماد على طبيعة العمل، ومُتطلّباته، والمُتغيِّرات التي قد تُجرى على المشاريع، وبهذا يتوجّب على مدير الفريق تقديم كافّة التفاصيل لأفراده، وتحديد دور كلٍّ منهم، وتطويرهم، وضَبط سلوكيّاتهم، وتقييم الأداء بشكل مُستمرّ، وإبقاء الفريق متماسكاً متعاوناً للوصول إلى الهدف المطلوب، ويمكن النظر إلى مجموعات العمل الجماعي في إطار أوسع ضمن تسلسُل هرميّ يبدأ من عدّة فِرق صغيرة مجتمعة معاً مُكوّنة مشروعاً واحداً، ومجموعة من المشاريع ضمن برنامج واحد، وعدّة برامج مختلفة تحت ما يُسمّى بالمحفظة المتكاملة (بالإنجليزية: Portfolio)، ليندرج كل ذلك تحت المحفظة الشاملة (بالإنجليزية:Overall Portfolio).
يُعرَّف العمل (لغة) بأنّه: مهنة، أو وظيفة، وهو مجهود يبذله الإنسان لتحصيل منفعة، أمّا العمل الجماعي في اللغة فهو: مجهود تعاونيّ لأفراد مجموعة أو فريق لتحقيق هدف مشترك. وبالنظر إلى المفهوم الاصطلاحيّ، فقد وردت فيه العديد من التعريفات، ومنها:
- عرَّف قاموس التراث الأمريكي العمل الجماعيّ على أنّه: الجهد التعاوني الذي يبذله أعضاء الفريق؛ لتحقيق هدف ما.
- عرّف قاموس الأعمال العمل الجماعيّ على أنّه: العملية التي يؤدّى فيها العمل بطريقة تعاوُنيّة من قِبل مجموعة من الأشخاص؛ بهدف الوصول إلى إنجاز هدف ما.
- ورد تعريفه في الموسوعة الدولية للعلوم الاجتماعية والسلوكية على أنّه: المقدرة التي يتمتّع بها أعضاء الفريق للعمل معاً، والتواصل بفعالية، وتوقُّع طلبات بعضهم، وتلبيتها، وتبادل الثقة، ممّا يؤدّي إلى عمل جماعي مُنظَّم.
- عرّفه (Scarnati) على أنّه: "عمليّة تعاوُنية تُتيح للأشخاص العاديّين تحقيق أهداف غير اعتياديّة".
عناصر العمل الجماعي
يُعدّ العمل الجماعي أساس المشاريع الناجحة، وفيما يأتي ذِكر عناصر العمل الجماعي الفعّال:
- التواصُل: يُعدّ التواصل جزءاً مهماً في العمل الجماعي؛ لأنّه يسمح بتبادل المعلومات، والأفكار الجديدة بين الأشخاص والتركيز على التواصل الفعّال عن طريق الاستماع الجيد الذي يُعتبَر طريقة لإظهار الاحترام، ثمّ تنمية الثقة المتبادلة داخل بيئة الفريق.
- التفويض: يمكن أن تتمّ عملية التفويض من خلال معرفة نقاط القوة والضعف التي يتميّز بها كلّ عُضو في فريق العمل الجماعي ، ثمّ توزيع المَهامّ عليهم، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
- الكفاءة: تُؤدّي معرفة قدرات أعضاء الفريق كلّه، والتعاون في توزيع ضغط العمل بناءً عليها أمراً مهماً لإتمام المهمة في الوقت المطلوب، والكفاءة المناسبة.
- الأفكار: إنّ العمل ضمن فريق ترتكز علاقات أعضائه على الاحترام والثقة المتبادلة بينهم يُعزّز قدرات الفرد على إنتاج أفكار مُبدعة.
- الدعم: تُعدّ التحدّيات جزءاً من بيئات العمل كلّها، لذلك فإنّ دعم أعضاء الفريق لبعضهم، والتعاون في تنمية أداء المجموعة، وتحسينها يُعتبَر عنصراً مهماً لتحقيق الهدف المشترك الذي يلتزمون به جميعاً.
- توفير الفرص الجديدة: فالحفاظ على فعاليّة العمل الجماعيّ يتطلّب توفير الفرص الجديدة، ومساعدة أعضاء الفريق على التخطيط المهنيّ الخاص بهم بناءً على الاحتياجات التنظيمية المتوقعة، ممّا يساعد على تحقيق أهداف المنظّمة، وذلك من خلال جذبهم، والحفاظ عليهم؛ بتشجيع روح الإبداع لديهم، وتكييف المهامّ، والوظائف بشكل يتلاءم وتلبية احتياجاتهم، والتركيز على نقاط قوتهم.
- الثقافة الإيجابية: تُعَدّ البيئة الإيجابية للعمل مُحفِّزاً جيداً لأعضاء الفريق، فهي توفّر التحديات التي تثير الإبداع، والمناخ الجيد للتفاعل، وبالتالي فهم الموظّف، وتدريبه، ومساعدته، وتمكينه، وإعطائه صلاحية اتخاذ القرارات المطلوبة، وتنفيذها، ودعم القرارات التي يتّخذها، بدلاً من توجيه التوبيخ، والعقاب، وغيرها من الأمور.
- التغذية الراجعة الإيجابية: فالافتقار إلى التغذية الراجعة يؤدّي إلى خيبة الأمل، وحدوث الارتباكات في العمل؛ لهذا لا بدّ من تقديمها بشكل منتظم، وتدريبهم على أداء العمل بشكل جيد، وليس الاكتفاء بتقديم الآراء فقط، سواء كان هذا الأمر بصورة رسمية، أو غير رسمية.
قوانين العمل الجماعي
يؤطَّر العمل الجماعي بعدّة قوانين لضمان نجاحه، وتتمثل هذه القوانين فيما يأتي:
- قانون الأهميّة: ينص هذا القانون على أنّ أهمية العمل الذي يؤديه كل شخص في الفريق هو ما يمكن أن يحقق نتائج عظيمة.
- قانون الصورة الكبيرة: وهو قانون ينصُّ على تسخير أعضاء الفريق لأدوارهم وجداول أعمالهم تبعاً للصورة الكبيرة التي تخدم الهدف العام للفريق، وتعكس رؤيته.
- قانون التخصصيّة: هو القانون الذي يعتمد على وضع كل عضو من أعضاء فريق العمل في مكانه المناسب لتحقيق الاستفادة القصوى من طاقاته وإمكاناته، ويكون ذلك تبعاً لما يراه فيه القائد من مهارات ونقاط قوة.
- قانون جبل إيفرست: هو القانون الذي يدفع الفريق على التحدي بشكل مستمر للوصول إلى الهدف بالاعتماد على خبرات الأفراد وتصميمهم على بلوغ الهدف تماماً كما متسلقي إيفرست.
- قانون السلسلة: يقتضي هذا القانون مساعدة الأفراد ذوي المهارة والإمكانية للفرد الأضعف من الفريق، لئلا يكون نقطة ضعف تحكُم قوّة هذا الفريق الذي يشبه السلسلة.
- قانون المُحفّز: تتنوع شخصيات الأفراد داخل فريق العمل، إلّا أنّ هناك نوعية من الأشخاص الموهوبين، والمبدعين، والذين يجيدون التواصل بفاعلية مع غيرهم، مما يُوقع على عاتقهم مهمة تحفيز بقية أعضاء الفريق لتحقيق الهدف.
- قانون التفاحة الفاسدة: يشير هذا القانون إلى إمكانية أن يكون الفريق جيداً لكنّه يعاني من عدّة آفات مثل الغيرة، أو التمحور حول الذات، أوعدم القدرة على الاعتراف بالأخطاء، مما يُفسد جودة الانتاج.
- قانون البوصلة: يتمثل هذا القانون في رؤية القائد الواضحة، والتي تمنح أعضاء الفريق الثقة أثناء السير لتحقيق الهدف.
- قانون الاعتماديّة: يشير هذا القانون إلى قدرة أعضاء الفريق على العمل معاً لتحقيق الأهداف المشتركة والاعتماد عليهم مهما صَعُبت الظروف.
- قانون مقاعد البدلاء: يعتمد هذا القانون على أنّ رغبة الفريق بالتفوّق وتحقيقه تأتي من إيجاده لبدائل جيدة وخيارات واسعة، حيث يحتوي الفريق على أفراد أساسيين في الفريق وآخرين يمكن الاعتماد عليهم في المستقبل.
- قانون السعر: يؤمن الفريق الناجح بقانون السعر الذي يشير إلى أنّ لكل شيء ثمن يجب على الجميع أن يتحمّله، حيث تمثل قيم التضحية، والالتزام بالوقت، والإيثار وغيرها ثمناً للنجاح الذي سيحصده الفريق بالنهاية.
- قانون لوحة المفاتيح: يعني هذا القانون قدرة الفريق على إجراء التعديلات عند إدراكه لمكانه الصحيح من الخطة، حيث تُعتبر لوحة المفاتيح أداة ضرورية لتقييم الأداء، واتخاذ القرارات تبعاً لهذه الخطوة.
- قانون الهوية: يمنح توحُّد الأفراد في القيم، والأفكار، والأهداف التي يتوقون إليها الفريقَ هويّة مميّزة تزيد من قوّته.
- قانون التواصل: يخلق التواصل بين القائد وأفراد الفريق، وبين أفراد الفريق نفسهم، وبين أفراد الفريق والجمهور اتصالاً فعّالاً يُعدُّ وقوداً للإنجاز والتطوير.
- قانون الحافة: ينسف هذا القانون فكرة الطاولة المستديرة التي تعني تساوي كل أفراد الفريق في الإمكانيات، وحصر مسؤولية القيادة في يد قائد واحد في كافة المواقف، بل يدعّم النظرية التي تجزم بأنّ لكل موقف من المواقف قائداً مناسباً بما يمتلكه من نقاط قوة تتناسب وطبيعة الموقف.
- قانون المعنويّات العالية: ينادي هذا القانون بضرورة الحفاظ على روح معنوية عالية تتيح للفريق التعامل مع أي ظرف.
- قانون العائدات: يرى هذا القانون أنّ الاستثمار في الفريق بعد اختياره بعناية، وخلق فرص جديدة لأفراده، وتمكينهم من تحمل المسؤلية ومنحهم السلطة لا بدَّ أن يعود على الفريق بالنفع والنجاح.
فريق العمل الجماعي وأدواره
يمكن تقسيم الأدوار الخاصة بأعضاء فريق العمل الجماعيّ لفهم كيفية عمله، وذلك على النحو الآتي:
- المُشكّل: يهتمّ المُشكِّل (بالإنجليزية: Shaper) بتشكيل أعضاء فريق العمل الجماعي، وتنتهي مهمّته بعد إتمام الفريق، علماً أنّ لشخصيّته تأثيراً في جذب المجموعة نحو الاتِّفاق والقدرة على صُنع القرار، ومواجهة التحدّيات.
- المُطبّق: إذ يحوّل المُطبِّق أو المُنفذ (بالإنجليزية: Implementer) الأفكار إلى أنشطة تُطبَّق على أرض الواقع، ومن المُحتمل أن يكون شخصاً أو مجموعة من الأشخاص الذين عادة ما يتميّزون بالتنظيم، والقدرات المُميّزة، والخبرات العالية في إنجاز المَهمّات.
- المُتمِّم: يهتمّ مُتمِّم اللمسة النهائية (بالإنجليزية: Completer) بالمواعيد النهائية لإنجاز أهداف الفريق، ويكون لديه اهتمام بالتفاصيل البسيطة التي تتعلّق بإنجاز المهمة، بالإضافة إلى تفويض المَهامّ للمُوظَّفين.
- الرئيس: عادة ما يتميّز الرئيس أو ما يُسمّى بالمُنسِّق بالهدوء، والإيجابية، والقدرة العالية على التعامل مع الآخرين، وتكمن وظيفته في توضيح الأهداف، وتوزيع الأدوار والمسؤوليات داخل الفريق.
- داعم العمل الجماعي: يُقدّم هذا العضو الدعم والتشجيع للفريق، كما يتولّى مهمة إدارة أعضاء الفريق مع مراعاة اختلاف الشخصيات ، ووضع قرارات حاسمة تَصُبّ في مصلحة المجموعة.
- مُحقِّق الموارد: يُوفّر مُحقِّق الموارد (بالإنجليزية: Resource Investigator) أفكاراً إبداعية تساهم في إنجاز المَهامّ المطلوبة، ويكون على تواصُل مع أشخاص من خارج الفريق لتحقيق ذلك.
- المُبتكِر: وهو مصدر الأفكار الإبداعية داخل فريق العمل الجماعي، بالرغم من أنّه قد يُقدّم أفكاراً غير واقعيّة دلالة على الإبداع الفكريّ.
- المُقيِّم: يراقب المُقيِّم (بالإنجليزية: Monitor Evaluator) أعضاء الفريق، ولديه معرفة بنقاط القوة والضعف لدى كلّ عضو، كما أنّه يُقدّم النقد البناء ويُقيِّم الأفكار، ويطَّلع على الاقتراحات المطروحة من قِبل أعضاء الفريق.
- المُختَصّ: يمتلك المُختَصّ (بالإنجليزية: Specialist) أوالمُختَصّون بمجال مُعيّن ومُحدّد عدّة مهارات مُتعلّقة به، ممّا يسهم في نجاح جزء من عمل المجموعة.
أهداف العمل الجماعي
يهدف العمل الجماعي في إطار العمل إلى عدّة أهداف، فيما يأتي ذِكر بعض منها:
- توضيح القرارات وفهمها بشكل أفضل.
- مساهمة أعضاء الفريق كلّه في المشاركة في وضع الخطط التنفيذية.
- زيادة فرصة المساهمة في حلّ المشكلات التي تواجه أعضاء الفريق، لا سيّما في اتِّخاذ القرارات المناسبة.
- الاحتفاظ بملكية القرارات، والتغييرات، والعمليات التي يتّخذها أعضاء الفريق.
- تقييم الأداء من قِبل أعضاء الفريق وتحسينه للأفضل.
أهمّية العمل الجماعي وفوائده
يُعتبَر العمل الجماعي سبباً مهماً في تحقيق أهداف العمل، كما أنّ هناك الكثير من الأعمال التي لا يمكن لشخص بمفرده إنجازها في الوقت المُحدَّد وبالفعّالية المطلوبة، وفيما يأتي أهمّية العمل الجماعي:
- توطيد العلاقات الاجتماعية: يُقوّي العمل الجماعي العلاقات الاجتماعية بين أعضاء الفريق الواحد، لذلك يصبح المُوظَّفون أكثر دَعماً وتعاوناً فيما بينهم، كما يساهم التواصل بين الأفراد بحرية وانفتاح في تكوين روابط قوية مع بعضهم، وهذا ينعكس على إيجاد بيئة مُريحة تسمح بطرح الأسئلة حول الأمور غير المفهومة دون إحراج.
- التنوُّع في الآراء والأفكار: يوفّر العمل الجماعي الفرصة للأفراد لمشاركة آرائهم، وخبراتهم، وأفكارهم، وأساليب حلّ المشكلات بطُرق أكثر فاعلية وإبداعاً، كما يسمح لهم بتقديم التغذية الراجعة والتنفيذ بكفاءة أكبر.
- تحسين الكفاءة والإنتاجية: يقلّل العمل الجماعي والتدريب الكافي من ضغط العمل على الأفراد؛ لأنّه قائم على توزيع المَهام، وبالتالي مشاركة عبء العمل بين الأفراد، ممّا يساهم في إنجاز العمل بسرعة، ويُحسّن الإنتاجية، ويزيد من رضا الفرد عن أدائه.
- اكتساب مهارات جديدة: وذلك من خلال تعلُّم أفراد الفريق جميعهم من أخطاء بعضهم، وعدم تكرار هذه الأخطاء في المستقبل، واكتساب نظرة ثاقبة من وجهات النظر المختلفة، ومنحهم القدرة على اتِّباع طرق وحلول أكثر فاعلية.
- دعم بيئة العمل: فعندما يشترك أعضاء الفريق بالهدف وتتوزّع المسؤولية على الجميع، تنشأ بيئة عمل متعاونة تسود فيها الزمالة والاحترام المتبادل، ودعم الأفراد فيما بينهم.
- توفير شبكة تعاون: عند مشاركة أفراد الفريق الواحد في مساندة بعضهم، والتعاون في التوجيه، والاستمرار في التركيز على الهدف المراد إنجازه، فإنّ هذا الأمر يُتيح لأعضاء الفريق القدرة على إنجاز المشروع بكفاءة أعلى.
- رفع الروح المعنوية: وذلك من خلال الشعور بالإنجاز في تحقيق هدف لا يستطيع شخص واحد إنجازه بمفرده، لا سيّما أنّ مشاعر التقدير والاعتراف والانتماء تزيد من شعور المُوظّف في تقدير ذاته وتُشعره بالفرح والسرور.
- جذب المواهب: تستطيع الشركات جذب أصحاب المواهب والقدرات العالية، والاحتفاظ بها من خلال تعزيز العمل الجماعي فيها، والذي من شأنه إشعارهم بأنّهم جزء من هذه الشركة.
- تحسين الخدمات: يميل الناس إلى الاستفادة من الشركات التي يتمتّع مُوظَّفوها بأخلاقيات العمل، وروح الفريق بشكل عام، ولذلك تكون لدى هذه الشركات قدرة أكبر على تلبية احتياجات العملاء، وتقديم الخدمات بأفضل صورة.
- توفير بيئة عمل مرنة: وذلك من خلال تدريب الأعضاء، ومعرفة نقاط قوتهم، والتعاون والاتِّفاق فيما بينهم لإنجاز المَهامّ، مع مراعاة أوضاعهم الشخصية، فالعمل ضمن فريق يساعد الموظف على عمل موازنة بين عمله وحياته الشخصية.
- تحسين القدرة على حلّ النزاعات: لا يمكن لأيّ مجموعة من الأفراد أن تعمل معاً دون حدوث مشاكل ونزاعات بين أعضاء المجموعة، وذلك بسبب اختلاف كيفية تعامل الأشخاص مع الموقف ذاته، لذلك يتعلّم المُوظَّفون في هذه الحالات القدرة على تخطّي هذه النزاعات والسير نحو الهدف؛ لأنّه هدف مشترك بين المُوظَّفين جميعهم.
- تطوير الحياة المهنية: يُولّد التعاون بين الأفراد تشابُك الخبرات، وبالتالي تنميتها، كما يزيد من معرفة الأشخاص بعضهم مهنيّاً، فيتمكّن الفرد من بناء شبكة مهنية تساعده على الحصول على موقع وظيفي أفضل في المستقبل.
مميزات العمل الجماعي
يُوفّر العمل الجماعي بيئة ملائمة لتنمية الخبرات، وتحسين القدرة على التخطيط والإبداع لرفع الكفاءة، وفيما يأتي مميّزات العمل الجماعي:
- المشاركة: يكون الهدف من العمل الجماعي واحداً بين أعضائهِ، فيشعر كلّ فرد أنّه جزء من الفريق، فيشارك خبرته ونقاط القوة التي يتميّز بها إلى جانب المعلومات والمعرفة التي يمتلكها بحماس.
- القدرة على حل المشكلات: تُتيح الفِرق الجماعية لأعضائها جميعهم تقديم حلول مناسبة وممكنة لأيّ مشكلة مُعيّنة، ثمّ التعاون لمعرفة الحلّ الفعّال.
- الحكمة الجماعية: وهي الحكمة والمعرفة المُستخلَصة من أعضاء الفريق كلّهم على اختلاف خبراتهم، والتي تقدّم بدورها نتائج عميقة ومتنوعة أكثر من المعرفة الفردية.
- الشعور بالأمان: يشعر المُوظَّف بالعُزلة وعدم القدرة على تقييم أدائه عند العمل بشكل منفرد، لهذا يوفر العمل الجماعي تجربة فريدة وإيجابيّة عاطفياً، بالإضافة إلى قدرة أفراد الفريق على تبادل المعرفة والمسؤولية، وبهذا يتجنّب ذلك الشعور لكونه عضواً من فريق فعّال.
- مواجهة المشاكل المُعقَّدة: يمكن للمجموعة أن تواجه المشاكل الصعبة والعميقة بشكل أفضل من عمل الفرد وحده؛ لأنّها تمتلك مهارات وخبرات مُتنوّعة أكثر.
- تقديم أسرع القرارات: تتولّد الحلول والأفكار بشكل سريع في العمل الجماعي، وبالتالي يمكن إيجاد حلول للمشاكل وإنجاز المَهامّ بشكل أفضل من عمل الشخص بمفرده.
مُعوّقات العمل الجماعي
تظهر في بعض الأحيان حواجز وعقبات تمنع سير عمل الفريق الفعّال، لذلك تُعتبَر القدرة على كشف هذه الحواجز جزءاً من عمل المدير، وفيما يأتي ذِكر معوقات العمل الجماعي:
- سوء القيادة: يمتلك القائد الناجح القدرة على إدارة الفريق عن طريق وضع سياسات تحكم الفريق وتساعد على تحقيق الهدف المنشود، وعندما تكون القيادة سيئة تزول الثقة المتبادلة بين أعضاء الفريق، ويتنازل الأعضاء عن المسؤولية والالتزام، فيتفكّك فريق العمل، ممّا يؤدّي إلى نتائج سلبية.
- سوء التخطيط: ينتج سوء تخطيط الأهداف من عدم معرفة الأهداف الطويلة أو القصيرة الأجل، وبالتالي لن يتمكّن أعضاء الفريق من معرفة المهارات اللازمة والمطلوبة، ولن يتمكّن من تقييم أدائه، ممّا يعني عدم المقدرة على معرفة الإجراءات اللازمة للتصحيح والسير نحو الهدف المُراد.
- ضعف التواصل: يُؤدّي عدم الشعور بالراحة والثقة في التواصل بين أعضاء الفريق إلى توزيع المعلومات بشكل غير صحيح، ولن يتمكّن الفريق من التوصُّل إلى حلّ المشكلات؛ وذلك لفقدان الترابط، والاتصال الفعّال بين أعضائه.
- الاشتباكات الشخصية: يُشكّل وجود مشاكل شخصية بين أعضاء الفريق عائقاً أمام تطوير الفريق، ويتمثّل ذلك بتقديم المصالح الشخصيّة على مصلحة الفريق، لا سيّما أنّ عدم وجود الاحترام يُؤدّي إلى تفكيك بُنية الفريق الواحد.
- انخفاض مستوى التدريب: يشبه الفريق الواحد الآلة، وحتى تعمل هذه الآلة بكفاءة عالية يجب أن تكون مُكوّناتها جميعها سليمة، لذلك يجب على أعضاء الفريق كلّهم أن يمتلكوا القدرة المناسبة على أداء الوظيفة المطلوبة بشكل صحيح، حتى يحقّقوا مَهمّتهم المنشودة.
- نقص الحوافز والمكافآت: قد يؤثّر عدم تقديم الحوافز للمُوظّف -سواءً كانت مادية أو معنوية- في دوره وكفاءته داخل الفريق، ممّا يُحدِث خللاً في أدائه، ويُقلّل من إنتاجيّته.