تعريف الصوت اللغوي عند ابن جني
تعريف الصوت اللغوي عند ابن جني
عرّف العالم اللغوي ابن جني الصوت بأنَّه ما يخرج مع النفس الذي يتنفسه الإنسان، ويشترك في إخراج هذا الصوت كل من الحلق والفم والشفتين، وتختلف الحروف بحسب اختلاف المحل الذي تعتمد عليه في النطق.
الصوتيات عند ابن جني
لابن جني عدة اعتبارات للأصوات ومنها:
اللغة أصوات
- يعرف ابن جني اللغة بأنها مجموعة أصوات تعبر بها كل مجموعة من الناس عن غاياتها وأغراضها، وبذلك فإن ابن جني يحدد أهم الجوانب المميزة للغة فهو يؤكد طبيعتها الصوتية.
- يتحدث ابن جني عن الدور الاجتماعي للغة في نقل الأفكار والتعبير عنها، كما أنه في هذا التعريف يعمل على الإشارة إلى اختلاف البناء اللغوي للكلام باختلاف الأقوام والجماعات الإنسانية.
- يقول ابن جني بأن أصل اللغات جميعها هو الأصوات المسموعة مثل صوت الرعد والريح والماء وأصوات الحيوانات وغيرها، وهذا المبدأ عند ابن جني يتوافق مع نظريات نشأة اللغة وأبرزها نظرية المحاكاة التي تنص على أن اللغة التي يتكلمها الإنسان تحاكي أصوات الطبيعة.
- يتفق مع ابن جني في أن أصل اللغة هو المحاكاة عدد كبير من العلماء ومنهم العالم الإنجليزي الشهير وتني الذي عاش في القرن التاسع عشر، ويعد ابن جني أول علماء اللغة الذين جاؤوا بنظرية أن أصل اللغة هو المحاكاة.
علم الأصوات
- يعد ابن جني أول من جعل من الأصوات علمًا وتطرق لذلك في كتابيه سر صناعة الإعراب، وهو أول كتاب متخصص مصنف في علم الأصوات، وكذلك كتاب الخصائص وأطلق عليه اسم واضح وجلي وهو علم الأصوات.
- عمل ابن جني على دراسة الأصوات والبحث فيها وتحديد مشكلاتها المتنوعة.
- يقول ابن جني بأن علم الأصوات والحروف يرتبط ارتباطًا مباشرًا بعلم الموسيقا، إذ يتشابه معها في الأصوات والأنغام.
- عمل ابن جني على جمع الدراسات الصوتية التي أجراها الخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه ليجعل من ذلك خلفية نظرية للعلم الذي استحدثه وهو علم الأصوات.
جهاز النطق
يرى ابن جني أن الأصوات اللغوية تخرج من جهاز في جسم الإنسان يسمى جهاز النطق، وهذا الجهاز يتشكل من مجموعة من الأعضاء وهي الأسنان، واللثة، والغار، والجدار الخلفي للحلق، وبعض هذه الأعضاء قابل للحركة مثل الشفتين والأسنان والفكين، وكذلك يحتوي هذا الجهاز على اللهاة والأوتار الصوتية والحنجرة.
الصوت والحرف
يعرف ابن جني الحرف بأنه الصوت الذي ينطق والرمز الذي يكتب، ويتبنى ابن جني ما تبناه الخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه حول الحرف؛ وذلك بأنه عنصر يتكون من ثلاثة أجزاء وهي التسمية، والسماع، والمقروء، والحرف هو ما يميز الإنسان عن غيره من الأصوات الطبيعية إذ إن الصوت قد يصدر عن أي كائن، أما الحروف فهي لا تصدر إلا عن عاقل.
الأصوات مفردة وتصنيفها
ويرى ابن جني أن عدد حروف اللغة العربية تسعة وعشرون حرفًا أولها الألف وآخرها الياء، ويصنف ابن جني الحروف تصنيفات وهي: الصوامت والصوائت، ومخارج الأصوات، الأصوات المجهورة والمهموسة، الأصوات الشديدة والرخوة والمتوسطة.