الفرق بين القرية والمدينة
الفرق بين القرية والمدينة
يُمكن التفريق بين المدينة والقرية من حيث عدة أمور كما يأتي:
المساحة وعدد السكان
- القرية: هي عبارة عن تجمع سكانيّ صغير نسبياً، وتشغل مساحة صغيرة من الأرض، وتمتاز منازلها بقربها من بعضها؛ ليتمكّن السكان من الاختلاط فيما بينهم، والدفاع عن بعضهم ضد الأعداء، وغالباً ما تقع القرى في المناطق الريفية، ولكن يُمكن أن يقع بعضها في المناطق الحضرية.
- المدينة: هي مجموعة كبيرة من المنازل الواقعة في منطقة حضرية، وتمتلك حدوداً ثابتة وحكومة خاصة بها، وتعدّ مركزاً هامّاً للتجارة والثقافة، وتتميز بمساحة كبيرة وكثافة سكانية عالية مقارنة بالقرية، ويُعزى سبب ذلك إلى المزايا التي تتمتع بها المدن، والّتي تتسبب بهجرة الكثير من سكان القرى إليها، للعديد من الأسباب؛ منها البحث عن العمل، والعثور على أجور أفضل، أو الاستفادة من فرص التعليم المتوفرة بكثرة في المدينة، ومن الجدير ذكره أنّ هذه الهجرات تزداد سنوياً.
ويُشار إلى أنّ معظم الآراء تتجه نحو القول بأنّ غالبية المدن الأولى بدأت بالظهور في العصر الحجري الحديث، وهي الفترة الواقعة ما بين 10000 إلى 4500 قبل الميلاد، مثل مدن حضارة وادي السند، ومدينتي سومر، وأور، أمّا القرى فمن المرجّح أنّها تشكّلت مع ظهور البشرية على الأرض بعد العصر الحجري.
الوظائف
تُوجد غالبية الوظائف في المدينة، إذ تضمّ الكثير من الشركات التجارية المتنوّعة، منها الصّغيرة، والكبيرة، والشركات متعدّدة الجنسيات والمنظمات التجارية، ويتم توظيف معظم الناس على اختلافهم؛ تبعاً لمستوى تحصيلهم الأكاديمي، بينما تُعدّ الزراعة في الغالب وظيفة السكان في القرية، وهي وظيفة موسمية؛ لذلك فإنّ معظم القرويين يلجؤون للعمل في المدينة خارج موسم الزراعة .
البنية التحتية والمواصلات
تُعرف البنى التحتية على أنّها مجموعة من الأنظمة والخدمات التي تسعى الحكومات لتوفيرها، مثل إنشاء المرافق العامة، وتعبيد الطرق، وإمدادات الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى بناء المؤسسات التعليمية، كالمدارس والكليات، والمؤسسات الطبية، كالمستشفيات والعيادات، وعادةً ما يكون جُلّ اهتمام الحكومة بالمناطق الحضرية، في حين تُواجه القرى نقصاً ملحوظاً في البنى التحتية، حيث تُصنّف المدن دائماً على أنّها الأكثر تطوراً، لذلك فإنّ العديد من سكان القرى يسعون إلى الهجرة للمدن للاستفادة من هذه الميزات والخدمات المقدمة فيها، والّتي يُمكن الحصول عليها بسهولة مقارنة بالقرى.
تُعدّ وسائل النقل إحدى البنى التحتية المهمة جداً، إذ تُنشئها الحكومة لتسهيل حركة الأفراد، ويُعتبر التّنقل في القرى أكثر صعوبة مقارنةً بالمدن، خاصةً عندما لا يمتلك الفرد سيارة خاصة به، وذلك لأنّ وسائل النقل في المدينة تعمل على مدار الساعة دون توقف مثل المترو، والقطارات ، والحافلات وغيرها، بينما في القرى فهي تعمل بوقت محدد ومحدود، ومحطات القطار فيها قد تكون بعيدة أحياناً.
فروقات أخرى
تتميز المدن بالكثير من الإيجابيات، إلّا أنّها تتمتع ببعض المساوئ، مثل ارتفاع نسبة التلوث فيها، والّتي تؤثر سلباً على الصّحة العامة لسكانها، فمثلا المدن مكتظة بالسكان وكل فرد فيها تقريباً يمتلك سيارة، ممّا يُسبّب حدوث التلوث الناتج عن عوادم السيارات، والذي ينشأ عنه عدة أمراض مثل الحساسية، أمّا القرية فهي أقل تلوثاً ويتوفر فيها الهواء النقي والعذب، بالإضافة إلى أنّ سكان القرى اعتادوا على النظام، وإنجاز أعمالهم بأنفسهم دون الاستعانة بمصدر خارجي، خاصةً فيما يتعلق بأعمالهم المنزلية اليومية.
يمتلك الفرد في المدن الكثير من الفرص التي تُساعده على التّقدم، والتطوير من ذاته، خاصةً فيما يتعلق بمسيرته المهنية، وبالرغم من ذلك فإنّه لابدّ من الذهاب لقضاء بعض الوقت في القرية؛ لفهم ثقافة دولته والقيمة الأخلاقية فيها، بالإضافة إلى الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة؛ التي لا يستطيع رؤيتها في المدينة، كما أنّ القرى تُعتبر مركز جذب لكبار السن الذين يحبون أن ينعموا بحياة صحية سليمة وهادئة، بينما الشباب فغالباً ما يفضّلون حياة المدينة على القرى؛ لرغبتهم بمواكبة التطور باستمرار.