تعريف الصدق في البحث العلمي
تعريف الصدق في البحث العلمي
يوصف البحث العلمي بالوثوق والمصداقية إذا تم استخدام الأدوات والقياسات المناسبة للمجال العلمي الذي تم البحث فيه، وإذا طابقت نتائجه المعايير العلمية لقياس نتائج البحوث والدراسات، فالصدق هو مدى دقة معيار ما في قياس نتيجة شيء ما، فكلما كان البحث يتسم بمصداقية أعلى، فهذا يعني أن نتائجه ومخرجاته أكثر واقعية.
مصداقية البحوث العلمية ومدى موثوقيتها
لقد تبنت كثير من وسائل نشر المحتوى معايير صارمة في تدقيق ومراجعة الأبحاث التي تنشرها بغية الوصول إلى مستوى عالٍ من الموثوقية [3]، وأهم هذه المعايير:
- مدى حداثة البحث
وهذا من أهم أساسيات الأخلاق العلمية، وهي التأكد من أن هذا البحث لم يتم تكراره من أبحاث سابقة، وبناءً على هذه النقطة يحدد نوع البحث، هل هو إبداع جديد، أم إثراء لأبحاث سابقة، ومن الجدير بالذكر أن الأساس في البحث العلمي هو التجديد والحداثة والتطوير، وليس مجرد الإعادة والتكرير.
- مدى الملاءمة
وتعني مدى صلة نقاط البحث بالعنوان المطروح.
- ما مدى الدقة في البيانات المقدمة؟
وخصوصاً الأرقام والحقائق والإحصاءات، لذلك من المهم تدوين المراجع والمصادر التي استند إليها الباحث، والتأكد منها.
- ما الهدف من إجراء الدراسة؟
هل الهدف منها هو الشهرة، أو مجرد زيادة الدخل المالي، أو لأجل توجهات سياسة معينة، أو لنقد أبحاث أخرى أو تقديم إثراء لها، كل ذلك من المؤثرات في تحديد مدى مصداقية البحث من حيث جمع البيانات وتحليلها، من أجل الوصول إلى نتائج يتم الاستفادة منها في السياق المناسب لها، لذا من المهم ملاحظة الهدف من الدراسات والأبحاث.
- آلية جمع البيانات
فكل مجال من مجالات العلوم له وسائله وآلياته الخاصة بها، فالمقابلات والاستبيانات الشخصية أكثر الطرق شيوعاً في الدراسات الاجتماعية لأن فهذه العينات هي عينات احتمالية، والأمر يختلف تماماً عند إجراء الدراسات العلمية التي تعتمد التحليلات الكمية -عينات غير احتمالية-، فالوسائل والأساليب تؤثر في نتائج البحوث.
- سعة الإطار الذي يغطيه البحث
هل تم إنشاء البحث لقيس نتائج على مستوى محلي محدود، أو على مستوى الدولة ككل، أو هو بحث إقليمي، أو موجه لفئة معينة.
- الجهة الممولة للبحث
ومن المهم التحقق من الجهة الراعية للدراسة أو الممولة لها، لأن ذلك يؤثر بشكل كبير ومباشر في موضوعية الدراسة، ويجعل النتائج عرضة للانتقاد والتشكيك.
- المنهجية المتبعة في البحث
فالبحوث العلمية دراسات يجب التخطيط لها بشكل منهجي دقيق قبل إجرائها، لذا يجب الاهتمام بعرض معايير البحث ابتداء من التصميم التجريبي وانتهاء بالتقارير الدقيقة والنتائج البحثية، والوضوح المعزز بالتقارير، إلى جانب تقديم شرح مفصل لكيفية إجراء التجارب، مع إتاحة البيانات الأولية غير المعالجة، بهدف ضمان أن كل جزئية يتم نشرها، تلبي أعلى معايير المصداقية وقابلية اعتمادها كحقائق علمية يمكن البناء عليها لاحقاً.
- تنوع المراجع والمصادر
أو ما يسمى باصطلاح العلماء (التثليث) وهو شيء غاية في الأهمية يجب على كل باحث نوعي أن يكون على دراية به، ونعني بـالتثليث أن يستخدم الباحث طرقاً متعددة ومصادر بيانات متنوعة، أو اعتماد نظريات علمية مثبتة من أجل الوصول إلى تصور أكثر شمولاً واكتمالاً للموضوع الذي ينوي دراسته والبحث فيه، والغاية من التثليث التأكد من أن نتائج البحث قوية وغنية وشاملة ومتطورة.