تعريف الحديث
مفهوم الحديث النّبويّ
يعرف الحديث النبوي بأنه كُلّ ما وردَ عن النبيّ مُحمّد -عليهِ الصلاة والسلام- من أقوالٍ أو أفعالٍ أو تقاريرٍ- والتقرير هوَ ما سكتَ عنهُ الرسول -عليهِ الصّلاة والسّلام- فأقرَّهُ - أو صفاتٍ خَلقيّة أو خُلُقيّة.
وقد وصَلَ الحديث الشّريف إلينا في زماننا هذا من خِلال السند المتصل لجيل عن جيلٍ عن النبيّ -صلّى الله عليهِ وسلّم-، وبفضل علماء أجلاء حفظوا هذا الحديث، وجعلوا له علوما تتعلق بطريقة تصحيح الحديث، ومعرفة طرق الحديث، وبيان ثقة الرواة وأحوال نقلة الحديث، وذلك ما يدعى بعلم الجرح والتعديل؛ ومن أهم صفات رواة الحديث: الضبط، والعدل، والأمانة في النقل، وقوة الحفظ،.
كما سيتم بيان أمثلة على كل قسم من أقسام الحديث على النحو الآتي:
- الحديث الفعلي
عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ).
- الحديث التقريري
عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: (كنَّا نغزو معَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، فنُصيبُ من آنيةِ المشرِكينَ وأسقيتِهِم، فنَستمتِعُ بِها فلا يعيبُ ذلِكَ عليهِم).
- الحديث القولي
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ).
- الحديث الوصفي (صفة خُلقيّة)
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ في خِدْرِهَا، وَكانَ إذَا كَرِهَ شيئًا عَرَفْنَاهُ في وَجْهِهِ).
- الحديث الوصفي (صفة خَلقيّة)
عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- ضَلِيعَ الفَمِ، أَشْكَلَ العَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ. قالَ: قُلتُ لِسِمَاكٍ: ما ضَلِيعُ الفَمِ؟ قالَ: عَظِيمُ الفَمِ، قالَ: قُلتُ: ما أَشْكَلُ العَيْنِ؟ قالَ: طَوِيلُ شَقِّ العَيْنِ، قالَ: قُلتُ: ما مَنْهُوسُ العَقِبِ؟ قالَ: قَلِيلُ لَحْمِ العَقِبِ).
أنواع الحديث النّبويّ الشّريف
صنّفَ أهلُ العِلم كالإمام المُحدّث ابن كثير في الباعث الحثيث والحاكم أبي عبدالله النيسابوري أصنافًا للحديث،وسيتم توضيح أنواع الحديث النبوي وفقًا للتقسيمات التي اعتمدها العلماء على النحو الآتـي:
أنواع الحديث من حيث القبول والرد
انقسم الحديث الشريف من حيث القبول والرد إلى عدة تقسيمات سيتم ذكرها كالآتي:
- الحديث الصحيح
وهو الحديث الذي يجمع الشروط الأربعة المتفق عليها عند المحدثين وهي: اتصال السند، وعدالة الرواة، وضبط الرواة، والسلامة من العلل المؤثرة، حيث يتفرع منه نوع وهو الحديث الصحيح لغيره.
- الحديث الحسن
هو ما تقاصر عن درجة الصحيح، من جهة قدر الإتقان في بعض رواته فيما لا يهبط عن درجة القبول غالبًا، مع اعتبار سائر شروط صحة الحديث، ويتفرع منه الحديث الحسن لغيره.
- الحديث الضعيف
وهو ما خلا من شروط الحديث الصحيح والحديث الحسن، وله أنواع كثيرة منها؛ (المتروك، المنكر، المطروح، المضعف، المجهول، المدرج، المضطرب).
أنواع الحديث من حيث السند
انقسم الحديث الشريف من حيث السند إلى ثلاثة أقسام سيتم توضيحها على النحو الآتي:
- الحديث المتواتر
ويعرف بأنه ما رواه عدد كثير في كل طبقة من طبقاته، بحيث تحيل العادة تواطؤهم على الكذب، وينقسم إلى قسمين: الحديث المتواتر اللفظي، والحديث المتواتر المعنوي.
- الحديث المشهور
وهو ما رواه عن رسول الله صحابي أو اثنان أو جمع لم يبلغ حد التواتر، ثم رواه عن هؤلاء جمع يؤمن تواطؤهم على الكذب، ورواه عنهم جمع مثله، أي: إن الحديث المشهور كان آحاديًّا في الطبقة الأولى من رواته، ثم تواتر في الطبقة الثانية والثالثة .
- الحديث الآحاد
فهو الخبر الذي لم تبلغ نقلته في الكثرة مبلغ الخبر المتواتر، سواء كان المخبر واحدًا أو اثنين أو ثلاثة، إلى غيرها من الأعداد التي تشعر بأن الخبر دخل بها في حيز المتواتر.