تعريف الحج للأطفال
إنّ للعبادة أثر عظيم في حياة كلّ مسلمٍ؛ فهي تقوّي إيمانه، وتربّيه التربية الصحيحة، فتردّه إلى الطريق الصحيح، ومن أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى: فريضة الحجّ.
فقد أمر الله -عزّ وجلّ- نبيّه إبراهيم أن ينادي بالناس للحجّ؛ فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ* وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) ، فما هو الحجّ؟ وما حكمه؟ هذا ما سيتمّ بيانه في هذا المقال.
مفهوم الحج
يعرف الحجّ بأنّه قصد بيت الله الحرام في أيَّامٍ محدَّدةٍ؛ للقيام بعباداتٍ وأعمالٍ محدَّدةٍ؛ مرضاةً لله تعالى، ونيلًا لحبّه، وكلّ من يقوم بهذه العبادة العظيمة ينال الأجر والثواب، ويغفر الله له كلّ ذنوبه، ويرضى عنه.
الحكمة من مشروعية الحج وأحكامه
الحجّ هو الركن الأخير من أ ركان الإسلام ، فرضه الله تعالى بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة في السنة التاسعة للهجرة مرَّةً واحدةً في حياة المسلم القادر، قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً).
وقد فرض الله الحجّ لحكمٍ كثيرةٍ، منها:
- تحقيق مظهرٍ عظيمٍ من مظاهر توحيد الله تعالى وتلبية لأمره، وتصديقٌ لدعوة إبراهيم عليه السلام.
- تقوية صلة العبد بربّه، وتطهير النفس من كلّ الذنوب والآثام، والحثّ على القيام بالطاعات التي ترضي الله تعالى.
- تدريب النفس على الصبر والتعاون بين الناس، وتحمّل المشاقّ.
- زيادة أواصر المحبة بين الحجاج في لقائهم مرة كل سنويًا من شتى بقاع الأرض، وتعارفهم فيما بينهم، وتوحيد صفّهم.
- تحقيق منافع اقتصاديَّةٍ عن طريق إجراء معاملاتٍ ماليَّةٍ؛ كالبيع والشراء ونحوها.
شروط وجوب الحج
للحجّ شروطٌ يجب تحقّقها لوجوب الحجّ:
- التكليف: ويعني أن يكون المسلم عاقلًا وبالغًا؛ فلا يصحّ الحجّ للمجنون غير العاقل.
- القدرة المالية والاستطاعة: وذلك أن يكون المسلم قادرًا على دفع تكاليف الحجّ جميعها؛ فإن لم يستطع ذلك، يسقط عنه الحجّ.
مناسك الحج
تعرف مناسك الحجّ على أنها أعمال مخصوصة ينبغي لمن يريد الحج أن يلتزم بها ومناسك الحج عديدة، وهي:
- الإحرام: الإحرام هو أن ينوي المسلم أداء الحجّ تعبَّدًا لله تعالى وطلبًا لأجره، وأن يلبس ملابس الإحرام.
- الطواف: عند وصول الحاجّ إلى مكّة المكرّمة، يطوف بالبيت الحرام سبعة أشواطٍ بدءاً بالحجر الأسود وانتهاءً به.
- السعي بين الصفا والمروة: يتّجه الحاجّ إلى الصفا؛ ليسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط بدءاً بالصفا وانتهاءً بالمروة.
- الذهاب إلى مِنى: في اليوم الثامن من ذي الحجّة يتوجه الحجاج إلى منى لأداء الصلوات والمبيت فيها حتّى فجر يوم عرفة.
- الوقوف بعرفة: يتوجّه الحاجّ إلى جبل عرفة بعد طلوع شمس اليوم التاسع من ذي الحجّة، ولا يصحّ الحجّ دون الوقوف بجبل عرفة؛ فهو أهم أركان فريضة الحجّ.
- المبيت بالمزدلفة: بعد غياب شمس اليوم التاسع من ذي الحجّة يتوجّه الحجّاج من جبل عرفة إلى المزدلفة للمبيت فيها ليلة.
- جمرة العقبة: بعد أداء صلاة فجر اليوم العاشر من ذي الحجّة، يسير الحجّاج من المزدلفة إلى مِنى مرَّةً أخرى لرمي الجمرات.
- حلق الشعر أو تقصيره: بعد رمي الجمرات يتحلّل الحاجّ بحلق شعره أو التقصير منه، أمّا النساء فتقصّر بعض أطراف شعرها.
- طواف الإفاضة: طواف الإفاضة هو طواف الزيارة؛ حيث يقوم الحجّاج بالذهاب إلى الكعبة والطواف بها سبعة أشواطٍ.
- العودة إلى مِنى: يعود الحجّاج إلى مِنى مرَّةً أخرى، ويقيم فيها أيَّام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات.
- طواف الوداع: بعد أداء الحجّاج لكافّة مناسك الحجّ، يتوجّهون نحو مكّة المكرّمة مر َّةً أخرى للطواف حول الكعبة سبعة أشواطٍ، ويعرف هذا الطواف بطواف الوداع.
أوقات الحج
جعل الله للحجّ وقتًا معلومًا يجب الالتزام به، والوقت الذي يبدأ به الحجّ يبدأ من اليوم الأول من شهر شوال حتّى فجر اليوم العاشر من شهر ذي الحجّة المعروف بيوم النحر، قال الله تعالى في كتابه الكريم: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّـهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ).