تعريف الجلد
المقصود بالجلد
يُعدّ الجلد أكبر أعضاء جسم الإنسان، إذ يشكل الغطاء الخارجي للجسم ويبلغ وزنه حوالي 2.7 كيلوغرام ، وتوجد أهمية كبيرة للجلد ؛ إذ يُعدّ مسؤولًا عن العديد من الوظائف الضرورية للجسم .
تركيب الجلد
توجد 3 طبقات رئيسية للجلد ، وسنوضّح كلّا منها فيما يأتي:
طبقة البَشَرة
البشرة (E pidermis) هي المنطقة السطحية من الجلد، وتتميز بكونها أكثر مناطق الجلد تجددًا، وتحتوي هذه الطبقة على ما يأتي:
- الخلايا الكيراتينية
هي الخلايا الرئيسية المكونة لهذه الطبقة، وتنشأ من انقسام خلايا قاعدة البشرة باستمرار وتحركها باتجاه السطح، وأثناء هذه الحركة تموت هذه الخلايا ويتسطح شكلها.
- الخلايا القرنية
هي الطبقة الخارجية من البشرة، وتتكون من الخلايا الكيراتينية الميتة، وتتميّز بتلفها وتغيّرها المستمر.
- الخلايا الصباغية
تُنتج هذه الخ لايا صبغة الميلانين التي تُعطي الجلد لون ه، وتحميه من الأشعة فوق البنفسجية.
طبقة الأدمة
الأدمة (D ermis) هي طبقة من النسيج الضامّ تقع بين البشرة وطبقة النسيج تحت الجلد، وتقسم بدورها لطبقتين الأدمة الحليمية ( Papillary dermis) التي تكون أسفل طبقة البشرة مباشرة، والأدمة الشبكية (Reticular dermis) التي توجد في عمق الأدمة، وتتكون الأدمة بشكل رئيسي من الكولاجين والألياف المرنة، كما تحتوى على أنواعٍ متعددةٍ من الخلايا، ومن أهمّها ما يأتي:
- الغدد العرقية
تُنتج هذه الغدد العرق الذي ينتقل لسطح الجلد بواسطة القنوات العرقية ويخرج من المسام.
- بصيلات الشعر
وينمو الشعر من هذه البصيلات.
- الغدد الدهنية
تفرز هذه الغدد الزهم ( Sebum) الضروري للمحافظة على الشعر خاليًا من الغبار والبكتيريا.
ولهذه الطبقة أهمية كبيرة تظهر من خلال وظائفها المتعددة، ونذكر من أهمّها ما يأتي:
- دعم وحماية الجلد
حيث يوفر النسيج الضام المكوّن لهذه الطبقة القوة والمرونة اللازمة لحماية الجلد والأعضاء الموجودة تحته، كما تسمح شبكة الأوعية الدموية الموجودة فيها بتغذية طبقة البشرة، وبصيلات الشعر، والغدد الدهنية، كما تسهّل عبور الخلايا المهمة لتشكيل ردود الفعل المناعية.
- تنظيم الحرارة في الجسم
تسمح الأوعية الدموية في هذه الطبقة بتنظيم حرارة الجسم، بالمشاركة مع أجسامٍ تدعى بالأجسام الكبيبية ( Glomus bodies)، كما يلعب العرق والغدد الدهنية دورًا في تنظيم حرارة الجسم أيضًا.
- الإحساس
تحتوي هذه الطبقة على العديد من النهايات العصبية والجسيمات الحسية المسؤولة عن الإحساس بالضغط والاهتزاز وحركة الشعر.
طبقة النسيج تحت الجلد
( Subcutaneous layer)؛ تعدّ هذه الطبقة أعمق طبقات الجلد ، إذ توجد بالقرب من العضلات، وتتكوّن بشكلٍ أساسي من الدهون، والنسيج الضام المليء بالكولاجين، بالإضافة إلى الأوعية الدموية والأعصاب، وقد تبلغ سماكة هذه الطبقة في جلد البطن حوالي 3 سنتيمترات ، وفي الجفون حوالي مليلترًا واحد، ومن أهمّ وظائف هذه الطبقة ما يأتي:
- العزل
نتيجةً لوجود الدهون في هذه الطبقة التي تسمح بعزل الجسم حراريًا عن البيئة المحيطة.
- التنظيم الحراري
يؤدي تمدد الأوعية الدموية الموجودة في هذه الطبقة إلى المساهمة في تبريد الجسم.
- امتصاص الصدمات
تُساعد النسبة الكبيرة من الدهون في هذه الطبقة على امتصاص الصدمات، والحدّ من الضرر الذي قد يحدث للعظام أو الأعضاء الداخلية.
- الدعم الهيكلي
تربط هذه الطبقة ما بين الجلد والأنسجة الموجودة تحته؛ كالعظام والعضلات.
- مصدر احتياطي للطاقة
يمكن للجسم تحويل الدهون الموجودة في هذه الطبقة إلى طاقة عند الحاجة.
- تنظيم الشهية
تُنتج هذه الطبقة هرمون اللبتين ( Leptin) المهم للشعور بالشبع عند تناول كمية كافية من الطعام.
وظيفة الجلد
كما ذكرنا سابقًا فإنّ للجلد العديد من الوظائف التي يقدّمها للجسم، ومن أهمّها ما يأتي:
- يحمي من الماء، والصدمات، والمواد الكيمائية، والأضرار الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية.
- يُشكّل الخط الدفاعي الأول للجسم ضدّ الكائنات الدقيقة الضارّة.
- يساعد على تنظيم درجة الحرارة، وطرح الكميات الزائدة من الماء عن طريق العرق.
- يُنتج فيتامين د بعد تعرضه لأشعة الشمس.
- يُفرز الزيت الذي يحافظ على رطوبة البشرة، ونعومتها، ويقيها من المواد الغريبة.
- يساعد الجسم على الشعور بمختلف الأحاسيس، مثل؛ اللمس، والحرارة، والبرودة، والألم.
- يعزل الجسم عن حرارة وبرودة البيئة الخارجية.
أشهر الأمراض التي تصيب الجلد
توجد العديد من الأمراض التي قد تصيب الجلد، ومن أهمّها ما يأتي:
- حب الشباب (Acne vulgaris)
يحدث حب الشباب بشكل أساسي عند المراهقين وقد يشاهد لدى البالغين أيضًا، وينتج عن انسداد بصيلات الشعر والغدد الدهنية في الجلد نتيجة للتغيرات الهرمونية غالبًا، وقد يؤدي ترك هذا المر ض دون علاجٍ إلى إحداث ندَبٍ دائمة في البشرة، وبقع داكنة على الوجه.
- التهاب الجلد التأتبي (Eczema)
هو أحد أكثر أشكال الأكزيما شيوعًا عند الأطفال، لم يتم تحديد السبب الدقيق لحدوثه لغاية اليوم، ولكن قد يكون من أهمّ مسبّباته العوامل الوراثية، والبيئة المحيطة، واضطرابات الجهاز المناعي، وقد يظهر على الوجه بشكل خاص عند الرضع، أو اليدين، أو القدمين، أو في ثنايا الجلد، وتسبّب هذه الحالة جفاف الجلد وتقشره، والشعور بالحكة المستمرة، وقد يؤدي الحك المستمر للمناطق المصابة إلى زيادة سماكتها.
- الهربس النطاقي (Herpes Zoster)
ينتج الهربس النطاقي من العدوى بأحد فيروسات الهربس والذي يدعى (Shingles virus)، ويظهر هذا المرض على شكل طفح جلدي أحمر متقرح قد يلتف حول الجذع، أو قد يظهر في أي مكانٍ على الجسم، وقد يترافق مع الإصابة بالحمى والتعب والصداع في بعض الحالات، ويزداد خطر الإصابة بهذا المرض في حال الإصابة بجدري الماء في الطفولة.
- الشرى (Urticaria)
يظهر هذا المرض على شكل نتواءات حمراء تسبب الحكة، وقد تحدث هذه الحالة نتيجةً لرد فعلٍ تجاه الأدوية، أو الطعام، أو لدغات الحشرات، وعادة ما تختفي في غضون 2-4 ساعات مع إمكانية استمرارها عند البعض لأشهر أو سنوات؛ وهو ما يُعرف بالشرى المزمن.
- الحرق الشمسي (Sunburn)
تحدث هذه الحالة نتيجة التعرض لكمية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن الشمس، وعند حدوث الحرق يتحول لون الجلد للأحمر، ويترافق ذلك مع الألم والحرارة الموضعية والتقشر في وقت لاحق، وتجدر الإشارة إلى أنّ الوسيلة الأفضل لتجنب حدوث هذه الحالة هي وضع الكريمات الواقية لأشعة الشمس، وتجنب الخروج للشمس في أوقات شدّتها.
- التهاب الجلد التماسي (Contact Dermatitis)
هو أحد أنواع الإكزيما التي تحدث بعد التلامس المباشر مع أشياء معينة مثل نبات اللبلاب السام، أو المجوهرات، أو قفازات اللاتكس، أو بعض مواد التنظيف، وغالبًا ما يكون تجنب العامل المسبب لحدوث هذا الالتهاب، وتناول مضادات الهيستامين والستيروئيدات الفموية أو الموضعية كافيًا للسيطرة على هذه الحالة.
ملخص المقال
الجلد هو أكبر أعضاء الجسم حجمًا، ومن أكثر أعضاء الجسم أهمية لما له من دورٍ في وقاية الجسم من العوامل الخارجية والأجسام الغريبة والبكتيريا والصدمات، وكذلك لدوره في تنظيم حرارة الجسم وإنتاج فيتامين د، ويتكون الجلد من ثلاث طبقات؛ هي البشرة والأدمة ونسيج تحت الجلد، وتقدم كل طبقة فوائد مميزة، وكبقية الأعضاء يصاب الجلد بعدد من الأمراض كالأكزيما، وحب الشباب، والشرى، والسرطان.