تعريف التنظيم

تعريف التنظيم

التنظيم

أصبح التنظيم سر نجاح مُنظمات الأعمال في العصر الحالي، سواء كانت تلك المنظمات عامة، أو خاصة، أو ربحيّة، وبغض النظر عن الأعمال التي تقوم بها تلك المنظمات، فكلما كانت مُتطلبات الأعمال الأساسية في تلك المنظمات منظّمة حققت الأهداف المرجوّة منها، وانسجمت مع ما تبقّى من الوظائف الإدارية بشكل تام. كما يقع التنظيم في المرتبة الثانية بعد التخطيط ، حيث يكتسب التنظيم أهمية خاصة في جميع المنظمات، لعدّة أسباب؛ منها اختلاف البيئة الخاصة بالمنظمات، مما يُثبت بأنه من غير الممكن وضع تنظيم يصلُح لكل المنظمات، لأن كل منظمة تمتلك خصوصيتها الفريدة، والتي تُجبرها على مُتابعة الأهداف الموضوعة لها من أجل تحقيقها.

تعريف التنظيم

تؤخذ كلمة التنظيم لغةً من المصدر نَظَم، فتنظيم العمل يعني ترتيبه وتدبيره بطريقة معينة. أما التنظيم السياسي فيعني مجموعة من الأشخاص أصحاب المبادئ السياسية والبرامج الواحدة، بحيث يرتبطون مع بعضهم البعض من خلال اتباع قواعد تنظيمية تحدد العلاقات الخاصة بهم، والوسائل الخاصة في أعمالهم ونشاطاتهم.

كما من الممكن تعريف التنظيم بمعنى المنظمة. حيث من الممكن أن تكون المنظمة صناعية، أو تعليمية، أو تجارية، أو رياضية، أو سياسية، وبالتالي كان تعريف التنظيم هو جماعة تربطهم في بعضهم البعض علاقة رسميّة من أجل تحقيق الأهداف التي نشأت من أجلها تلك المُنظّمة.
وقد عرّف التنظيم باحثون في مجال الإدارة ، فكان لكلٍ منهم تعريفه الخاص، إلا أنها تحمل نفس المعاني، وهي كما يأتي:
  • عرّف لينال ابرويك التنظيم بأنه العمل على تحديد وجوه النشاط من أجل تحقيق الأهداف وترتيبها على شكل مجموعات من أجل إسنادها إلى عدة أشخاص.
  • عرّف شيستر برنارد التنظيم بأنه نظام من عدد من النشاطات التعاونيّة التي تتم عن وعي وقصد عن طريق شخص واحد أو أكثر، ويتطلّب هذا الأمر وجود اتصالٍ بين تلك النشاطات، حيث يساعد التنظيم على إبراز المساهمة الفعليّة للفرد في عمله.
  • عرّف سايمون التنظيم بأنه أنماطٌ سياسيةٌ وسلوكيةٌ تُستخدم من أجل تحقيق التعقّل الإنساني، حيث إن التنظيم عملية إدارية تعمل على الاهتمام في العديد من الأنشطة والمهام التي يجب تحقيقها في الوظائف، كما أنه يقوم على تحديد الصلاحيات والسلطات، والتنسيق ما بين الأقسام والأنشطة لتحقيق الأهداف بكفاءة تامة.

ومن الممكن أن يكون التنظيم ذاتياً، وهذا النوع يختص بمهاراة التعلّم، ويعرّف بأنه عملية نشِطة يشارك عبرها المتعلم بشكل فعّال في عملية التعلّم، حيث يقوم بالبحث، والنقاش، والمحاورة بما يتناسب مع اهتماماته وميوله.

أنواع التنظيم

ينقسم التنظيم إلى نوعين أساسيين، هُما:

التنظيم الرسمي

هو التنظيم الذي تنُص عليه القوانين واللوائح الموجودة داخل المؤسسات ، ويُستمد التنظيم من الهيكل الرسمي، ويتم عن طريق الإدراك والوعي من أجل تنسيق الأعمال الخاصة بالمُنظمة، لتحقيق أهدافها. وهناك العديد من الأنماط الخاصة بالتنظيم غير الرسمي، وهي:

التنظيم الرأسي

يتم هذا التنظيم عن طريق امتلاك كل رئيس سُلطة مطلقة من أجل توجيه المرؤوسين، كما توجد سُلطة مُطلقة للمرؤوسين تتمثّل في توجيه الأشخاص التابعين لهم، وتتم الأمور بهذه الطريقة إلى الوصول لأدنى مستوى من العاملين، حيث تتحرك السلطة بشكل رأسي من أعلى إلى أسفل وبشكل متصل ومباشر، ويُعرف هذا النوع من التنظيم باسم التنظيم المُباشر، أو التنظيم التنفيذي، أو التنظيم العسكري، ويمتلك هذا النوع من التنظيم عدداً من المزايا، تتمثل بما يأتي:

  • تقديم فُرص جيدة من أجل التدرّب على عمليات التشغيل التي تتم بشكل مُباشر.
  • تحديد السلطات الخاصة بكل مستوى بوضوح.
  • تحديد واجبات كل شخص داخل التنظيم بشكل واضح.
  • المساعدة على أخذ القرار بسرعة.

وكذلك يتسم هذا التنظيم بعدد من السلبيات، منها:

  • لا يتيح الوقت من أجل ممارسة الأنشطة المهمة التي تتمثّل في البحث ، والتخطيط، والتطوير.
  • يتسبب في إرهاق المدراء بشكل يفوق طاقتهم.
  • لا يُشجع هذا النوع من التنظيم على تقسيم الأعمال، لأن المدير هو الشخص الذي يتخذ القرار في كافة أمور مرؤوسيه.

التنظيم الوظيفي

يتم هذا التنظيم عن طريق التخصص الوظيفي في المنظّمة، حيث تتخصص كل وحدة إدارية في المُنظمة بوظيفة محددة، فتقوم بكل النواحي التي تتعلق بالوظيفة، فنجد في المُنظمات عدة إدارات مثل إدارة المُشتريات، وإدارة التسويق، وإدارة الإنتاج، ولهذا النوع من التنظيم عددٌ من المزايا التي تتمثّل بما يأتي:

  • تحقيق التعاون بين الموظفين في مختلف الإدارات الخاصة بالمنظمة.
  • التخصص في الوظائف والمهام.

ومن عيوب هذا النوع من التنظيم ما يأتي:

  • ضبابية السُلطة والمسؤولية وعدم وضوحها بالشكل الكافي.
  • حدوث تأخير في إنجاز بعض الأعمال، بحيث تتأخر عن وقتها المُحدد.
  • احتكار السُلطة لدى عدد قليل من الأشخاص ذوي الخبرة.
  • عدم المرونة.

التنظيم الرأسي الوظيفي

يتم هذا التنظيم عن طريق سلطتين، الأولى هي الرسميّة والثانية هي الاستشارية، وتكون عبر استعانة السُلطة الرسميّة بالمستشارين من أجل الأخذ بآرائهم قبل اتخاذ أي قرار، حيث تتلخص مهمة المستشارين بالإرشاد، والنُصح ، وإبداء الرأي، أما فيما يتعلّق باتخاذ القرار فهذا الأمر من صلاحيات الأشخاص ذوي السُلطة الرسميّة، ويُعرف هذا النوع أيضاً باسم التنظيم الرأسي الاستشاري، كما يحتوي هذا النوع على عدد المزايا التي تتلخص فيما يأتي:

  • يساعد المدراء على التفرّغ للأعمال الإدارية ، حيث توكل الأعباء الفنيّة للمستشارين.
  • يتميز هذا التنظيم بالمرونة.

ومن عيوب هذا النوع من التنظيم:

  • إمكانية حدوث النزاع بين السلطة الاستشارية وبين أصحاب السلطة الرسمية.
  • إتاحة الفرصة للمدراء التنفيذيين للتهرّب من تحمل المسؤولية، خصوصاً عند الفشل في اتخاذ القرار، حيث يقومون بإلقاء اللوم على المستشارين.
  • عدم تقديم التحفيز الكافي للمستشارين لتقديم الآراء بشكل فعّال، لأن النجاح يُنسب إلى المدراء التنفيذيين في نهاية المطاف.

التنظيم المصفوفي

يتميز هذا التنظيم بأنه على شكل المصفوفة أو الشبكة، لأنه يعتمد على الجمع ما بين الأساس الوظيفي والسِلعي.

التنظيم غير الرسمي

يتميز التنظيم غير الرسمي بأنه موجود في جميع المُنظمات من دون أي استثناء، لأنه عبارة عن شبكة من العلاقات الاجتماعية والشخصية التي تظهر بشكل تلقائي بين أعضاء التنظيم. وقد بدأت المُنظمات بالاهتمام في هذا النوع من التنظيم، بسبب أهميته في التأثير في أداء الموظفين داخل تلك المُنظمة، فمن الممكن أن ينشأ ذلك التنظيم من العلاقات الشخصيّة التي تجمع ما بين أصحاب المهنة الواحدة. كما يقوم التنظيم غير الرسمي بتقديم عدد من الخدمات لأعضائه، فمن الممكن أن يُحافظ على القيم الثقافية في تلك المجموعة، أو أن يُحقق المكانة الاجتماعية لأعضائه.

يمتلك هذا التنظيم مزايا تتمثل بما يأتي:

  • العمل على إشباع الحاجات النفسية لدى أعضاء المنظمة، وذلك بواسطة الزيارات واللقاءات التي تتم بين أولئك الأعضاء.
  • تقوية روابط الاتصال بين الموظفين في المنظمة، حيث يتميز الاتصال غير الرسمي بأنه فعّال بشكل كبير.
  • التخلّص من نقاط الضعف التي تظهر في التنظيم الرسمي.

كما يتسم ببعض العيوب منها إمكانية أن يعمل ضد أهداف المُنظمة، لأن القادة غير الرسميين قد يعملون على تحريض العمّال على عدم العمل والإنتاج، مما يتسبب في ظهور المتاعب والمشكلات.

مزيد من المشاركات
فضل كثرة الذكر

فضل كثرة الذكر

فضائل كثرة ذكر الله تعالى يقول الله -عز وجل- في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)، و ذكر الله -عز وجل- سهلٌ مُيسَّرٌ لكلّ مسلم، وهو من أفضل الأعمال الصالحة، وكلما ازداد العبد إيماناً وتعلُّقاً بخالقه -جلّ وعلا- كثُر ذكره له وثناؤه عليه، ومن فضائل كثرة ذكر الله: الفوز برضا الله تعالى قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَالذَّاكِرِينَ اللَهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، فالمكثرون من ذكر الله -تعالى- قد هيّأ
كيفية التخلص من الفتور في العبادة

كيفية التخلص من الفتور في العبادة

كيفية التخلص من الفتور في العبادة هناك العديد من النصائح للتخلص من الفتور في العبادة نذكرها فيما يأتي: محاسبة النفس وذلك بالجلوس مع النفس، والتفكير في ما قدمته في دين الله، وسؤال النفس: هل أنت ممن يخدعون أنفسهم؟؛ وذلك باللغو والنميمة، ثم النوم كأن شيئاً لم يكن، وبالإجابة عن هذه الأسئلة يعرف الإنسان نفسه ويحاسبها، و يعود إلى الله ويكثر من العبادة، قال -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ . تجنب مراكمة الذنوب
لغة الإنسان في العصر الحجري

لغة الإنسان في العصر الحجري

لغة الانسان في العصر الحجري بدأ العصر الحجري منذ ملايين السنين وانتهى قبل 6500 عام في بعض أجزاء العالم، ومؤخرًا في كل أجزاء العالم، وقد استخدم الناس في العصر الحجري القديم عدة وسائل للتعبير عن ما بداخلهم، وذلك من خلال الضرب في الصخور ولكل ضربة أو صوت معنى معين، كما تم استخدام الأبواق من خلال النفث بها، وكانت تُصنع هذه الأبواق من قرون الحيوانات المفترسة . وأيضاً كان الكلام بين الناس في العصر الحجري عبارة عن صرخات للتعبير عن فرحهم وألمهم وحزنهم وسعادتهم وكراهيتهم وخوفهم وما إلى ذلك، لاحقًا
مفهوم السرعة المنتظمة

مفهوم السرعة المنتظمة

مفهوم السرعة المنتظمة تُعرّف السرعة المنتظمة (بالإنجليزية: Uniform Velocity) بأنّها حركة الجسم الثابتة؛ أي أنّ الجسم يقطع مسافة متساوية خلال فترة زمنية متساوية دون أن يُغير من اتجاه حركته، ومن الأمثلة على الأجسام التي تمتلك سرعة منتظمة: دوران الأرض حول نفسها، دوران القمر حول الأرض ، دوران عقارب الساعة. تُعد السرعة كمية متجهة؛ لها مقدار واتجاه وبالتالي تتغير السرعة عندما يتغير مقدارها أو اتجاهها أو كليهما معًا، وعندما يكون للجسم سرعة منتظمة هذا يعني أنّ مقدار سرعته واتجاه حركته تبقى ثابتة على
أسئلة المقابلة الشخصية للمعلمات

أسئلة المقابلة الشخصية للمعلمات

أسئلة المقابلة الشخصية للمعلم يضع مدراء المدارس وأعضاء لجان التوظيف فيها مجموعةً من الأسئلة بهدف طرحها على المعلم المتقدِّم على وظيفةٍ لديهم؛ وذلك لرؤية ما إن كان مناسباً للوظيفة المتقدِّم إليها في مدرستهم ويناسب تطلُّعاتهم، ولذلك فإنه يجب على المعلم قبل التقدِّم للوظيفة معرفة كلَّ ما يجب معرفته عن المدرسة؛ للقدرة على توقِّع نوع الأسئلة التي يمكن أن تطرحها اللجنة عليه؛ والتي يمكن أن تتعلَّق بطريقة تدريسه مثلاً أو أسلوبه في إدارة الغرفة الصفية الخاصة به. أسئلة عامة تُساعد المجموعة الآتية من
كيف أستعمل ورق الزيتون

كيف أستعمل ورق الزيتون

لماذا يُستخدم ورق الزيتون؟ يُستخدم ورق الزيتون (Olive Leaves) عادةً لتحقيق العديد من الفوائد الطبية إلى جانب استخداماته الواسعة في الطهي، فهو يحتوي على مادة معينة توفّر خصائص مضادة للأكسدة، والالتهابات، والميكروبات، ومحفّزة لجهاز المناعة. حيث إنّ هذه المادة من الممكن أن تساهم في توفير العديد من الفوائد الصحة للجسم، ومنها ما يأتي: المساعدة على التحكّم بالسكري . المساهمة في خفض ضغط الدم. المساعدة على محاربة بعض الأمراض الفيروسية. المساهمة في محاربة الالتهابات وأنواع العدوى المختلفة. تخفيف أعراض
ما هي مكونات المتبل

ما هي مكونات المتبل

متبل الباذنجان مدة الطهي 15 دقيقة الكمية 5-6 أشخاص المكوّنات حبتان كبيرتان من الباذنجان . ثلاثة فصوص من الثوم. حبة كبيرة من البصل. قرن من الفلفل الأخضر الحار. ملعقتان كبيرتان من زيت الزيتون. أربع ملاعق كبيرة من عصير الليمون. ملعقة صغيرة من الملح. ربع ملعقة صغيرة من الكمون المطحون. ربع كوب من الطحينية. طريقة التحضير يقطع الباذنجان طولياً من المنتصف، ثمَّ يشق بواسطة سكينٍ حادةٍ إلى مربعاتٍ صغيرةٍ. يتبل الباذنجان بالملح، والفلفل الأسود، والشطة، والقليل من زيت الزيتون. يقطّع البصل إلى نصفين، ويضاف
طرق تقييم الشركات

طرق تقييم الشركات

تقييم الشركات هو عبارةٌ عن وسيلةٍ ماليةٍ، ومحاسبيّة تُستخدمُ لتحديدِ الوضع المالي للشركة في السوق المحلي، وأيضاً يُعرفُ تقييم الشركات بأنّه الطريقة التي يستخدمها المحللون الماليون، والمحاسبون الإداريون في معرفةِ القيمة الماليّة الإجماليّة للشركةِ، وترتبطُ بتحديدِ قيمة الأصول، والالتزامات، وأيّ قيودٍ ماليةٍ أخرى مترتّبة على الشركة، ويهدفُ تقييم الشركات إلى تحديدِ الموقف المالي لها، ومعرفةِ مدى قُدرتها على الاستمرارِ في السوق الاقتصاديّ ضمنَ مجالِ عملها، وأيضاً يساهمُ في الوصولِ إلى نتائج توفّرُ