تعريف التعليم التقليدي
مفهوم التعليم التقليدي
يشير مفهوم التعليم التقليدي إلى العملية التعليمية التي تتم بين المعلم والطلاب مباشرةً وتشترط تواجدهم جسديًا في نفس المكان والزمان أثناء الفصل الدراسي، والتعليم التقليدي هو نظام التعليم الأشهر والأكثر شيوعًا حول العالم؛ فيُتابع سير التعلُّم فيه بشكل دوري، بالإضافة إلى إجراء امتحان شفهي أو كتابي للطلاب في نهاية الفصل الدراسي، والمعلم هو مركز العملية التعليمية في التعليم التقليدي.
أساليب التعليم التقليدي
وفيما يأتي أبرز أساليب التعليم التقليدي:
الإلقاء الخطابي (Lecturing)
الإلقاء الخطابي أو المحاضرة هو الأسلوب الأشهر في تعليم الطلبة، خاصًة في المراحل الدراسية المتقدمة وصفوف الدراسات العليا، والإلقاء الخطابي أداة التدريس التقليدية الأشهر والأكثر أهمية وفعالية في نفس الوقت، فيلجأ المعلم بهذه الحالة إلى تلخيص المواد الدراسية الزخمة، وإيصالها إلى الطلاب بطريقة منظمة وممنهجة، مما يقلل من العبء المترتب على الطالب، وفيما يلي أهم مميزات أسلوب الإلقاء الخطابي في التعليم:
- يمكن للإلقاء الخطابي أو المحاضرة تلبية الاحتياجات المحددة للطلاب عبر إلقاء كمية هائلة من المعلومات ولكن بطريقة مبسطة.
- إنّ المحاضرات هي الأسلوب المفضل للطلاب السمعيين؛ أي أولئكَ الذين يتعلمون بشكل أفضل من خلال الاستماع.
- يمكن للمعلم استغلال مهاراته وإلهام طلابه أثناء المحاضرة مما يجعلهم يتشوقون أكثر لمحاضراته ويستلهمون منه بعض الأفكار.
- باستخدام أسلوب الإلقاء الخطابي يستطيع المعلم المحاضر إيصال المعلومة لأكبر عدد من الطلاب.
التعلم بمساعدة الأقران (Peer Assisted Learning)
يعتمد مفهوم التعلم بمساعدة الأقران على مبدأ الدعم والمساعدة التي يتلقاها الطالب من زميله، ولاتباع هذا الأسلوب يُعيّن بعض الطلبة في الغرفة الصفية كقادة لمجموعات طلابية من قبل معلميهم، وتتم عملية ترشيح واختيار الطلبة القادة على أسس عدة أهمها؛ التفوق الأكاديمي وتمتعهم بمهارات الاتصال الجيدة، بالإضافة إلى أن يكونوا مسؤولين عن تعليم زملائهم الطلبة خلال الفصل الدراسي، ويتميز أسلوب التعلم بمساعدة الأقران بما يلي:
- مساعدة الطلبة الذين لديهم رُهاب من الاقتراب من معلميهم وسؤالهم، وبتواصلهم مع زملائهم يكسرون هذا الحاجز.
- تشارك الطلبة القادة مع زملائهم المعرفة من خلال تقنيات أبسط وأفضل وأقرب للطلبة الآخرين، والتي يمكن لها أن تعزز من أدائهم.
- تعلم الطلاب من أقرانهم الطلبة القادة المفاهيم الأساسية والمعقدة بسهولة أكبر.
- استفادة الطلبة القادة من مساعدة زملائهم؛ بحيث يعزز أسلوب التعلم بمساعدة الأقران من ثقة الطلبة القادة بأنفسهم، بالإضافة إلى أن أسلوب التدريس هو أفضل أسلوب للتعلّم والفهم وتعزيز المعلومات.
- يُمكّن هذ الأسلوب الطلاب من اختيار تعلم ما هو مبهم وغير مفهوم بالنسبة لهم فقط، وبذلك لن يكونوا بحاجة للاستماع مطولًا لشرح معلومات هم على دراية بها، فهذا الأمر يخلق للطلبة بيئة تعلم أفضل ومناسبة للجميع.
مميزات التعليم التقليدي
على الرغم من مزايا التعلم الحديث الذي يتم عبر الإنترنت، إلا أنه لا يمكن أن يحل محل التعليم التقليدي، وفيما يلي بعض من أهم ميزات التعليم التقليدي:
- التواصل الاجتماعي: يعد التواصل الاجتماعي أحد أهم مميزات التعليم التقليدي، إذ يساعد الطلاب على صقل مهاراتهم الاجتماعية من خلال التفاعل مع معلميهم وزملائهم.
- التعلم النشط: من أهم الأسباب التي تجعل العملية التعليمية التقليدية مفيدة للطالب هو تواصل الطلبة مع معلميهم، فهذا الأسلوب يُمكّن الطلاب من إعداد اجتماعات وجهًا لوجه مع معلميهم لمناقشة دروسهم، وأدائهم ومشاريعهم، بينما يحد التعلم عن بعد من إمكانية إجراء تواصل فعال.
- الحفاظ على العلاقات الشخصية: إن مشاركة الطلاب تجاربهم مع أشخاص مختلفين من إحدى مميزات التعليم التقليدي داخل المؤسسات التعليمية، فيساهم هذا الأسلوب في إنشاء علاقات هادفة قد تستمر لسنوات طويلة، ويتيح التعليم التقليدي للطلاب أن يكون أفرادًا فاعلين في المشاريع الفردية والجماعية التي تتطلب التواصل مع الأقران.
- لا يمكن تدريس جميع التخصصات عبر الإنترنت: في حين أن بعض المواد الدراسية والتخصصات يمكن تناولها عبر الإنترنت، إلا أنه يصعب دراسة تخصصات أخرى عبر الإنترنت؛ كالتمريض و الزراعة وعلم الأحياء والموسيقى أو المسرح، فتحتاج هذه التخصصات إلى معدات ومواد لا يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت.
- جدولة العملية التعليمية: يُشرف مسؤولو المؤسسات التعليمية والهيئات الإدراية على تنظيم العملية التعليمية، والتي تُمكن جميع الطلاب من حضور فصولهم الدراسية ضمن وقت محدد، مما يخلق في نفوس الطلبة حس الانضباط؛ نظرًا لالتزامهم بمواعيد الحصص خلال سنوات دراستهم، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على حياتهم المهنية في المستقبل.
عيوب التعليم التقليدي
رغم مميزات التعليم التقليدي، إلا أنه لا يخلو من العيوب، وفيما يلي أبرزها:
- يُعد التفاعل الاجتماعي بين الطلاب من مميزات التعليم التقليدي، إلا أن هذه الميزة سلاح ذو حدين، ففي بعض الأحيان يؤدي هذا التفاعل إلى ظهور مشكلة خطيرة مثل التنمر.
- قد تكون جودة التعليم فيه قد تكون في خطر؛ بسبب توفر معلمين جيدين في بعض المدارس وآخرين غير كفؤ في مدارس أخرى ولديهم قواعد صارمة قد تؤذي الطلاب.
- نظرًا لأن التقنيات التقليدية ترتكز على التكرار لغاية حفظ المعلومات وتعليمها للطلاب، فقد حدّت هذه التقنيات من تطوير الطلاب لمهارات التفكير النقدي وحل المشكلات ومهارات اتخاذ القرار، في حين يشجع التعلم الحديث الطلاب على التعاون مع بعضهم البعض مما يحفز التفكير الإبداعي لديهم ويزيد من إنتاجيتهم.
- قد تتناسب الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم التقليدي في الحصة مع المتعلم السمعي مثلًا ولا تناسب المتعلم البصري وبالعكس، إذ تنطوي هذه الاستراتيجيات غالبًا على أسلوب شرح واحد لا يُراعى فيها تنوع الطلاب واختلاف قدراتهم وأساليبهم في التعلّم.
الفرق بين التعليم التقليدي والتعليم الحديث
وفيما يلي أبرز الفروقات بين التعليم التقليدي والتعليم الحديث:
من حيث | التعليم التقليدي | التعليم الحديث |
المفهوم | هو التعلم القائم على التواجد المكاني والزماني بين المعلم والطالب، والتفاعل الحقيقي والاجتماعي بين الطالب والبيئة التعليمية والأفراد. | ويطلق عليه التعليم عن بعد (Distance Learning) أو التعلم عبر الإنترنت (E-Learning)، وهو أحد أشكال التعليم، ومن أبرز سماته الفصل المكاني والزماني بين المعلمين والطلاب أثناء العملية التعليمية. |
الكيفية | يتعلم الطالب في التعليم التقليدي من خلال تواجده في المؤسسة التعليمية، ويكون ذلك ضمن أساليب تعليمية يكون المعلم محورها الأساسي. | تتم العملية التعليمية بين المعلمين وطلابهم عبر شبكة الإنترنت باستخدام تقنيات التواصل الإلكترونية المختلفة، ويتم ذلك عبر مؤسسات تعليمية رسمية وليس من خلال التعلم الذاتي. بالإضافة إلى أنّ الطالب هنا هو محور العملية التعليمية ، يفكر، يسأل، يناقش ويبحث. |
المزايا | يُعد التفاعل الاجتماعي بين الطالب وأقرانه أحد أبرز مزايا التعلم التقليدي، إلى جانب التواصل المباشر بين المعلم والطالب الذي يُسهل العملية التعليمية. | - يُناسب التعليم الحديث الطلاب غير التقليديين، مثل العاملين بدوام كامل أو الطلاب غير المتواجدين في بلد الدراسة، بالإضافة إلى الطلاب المقيمين في المناطق النائية والذين يتعذر وصولهم لأماكن الدراسة كما في التعليم التقليدي. -يعد الفصل الجغرافي الناتج عن التعليم الحديث أحد الأسباب المؤدية لتبادل الثقافات المختلفة بسبب اختلاف الطلاب وتنوع خلفيتهم الثقافية، ومن ميزات الفصل الجغرافي سهولة الوصول إلى الحصة التعليمية بسهولة وراحة دون عناء الذهاب للمؤسسة التعليمية. -في هذا النوع من التعلّم تستفيد المؤسسات التعليمية أيضًا، لأنها توفّر النفقات المترتبة على التعليم التقليدي من منشآت تعليمية وإنشاء فصول دراسية متعددة وسكنات للطلاب. |
العيوب | يقضي بعض الطلاب وقتهم في تدوين الملاحظات، عوضًا عن الفهم والتركيز، مما يؤدي إلى تركيز الطلاب في الاتجاه الخاطئ. إلى جانب التركيز على عرض المعلومات وتقديمها بدلًا من الممارسة والتعلم. | يُعد الشعور بالعزلة أحد أبرز التحديات التي تواجه التعلم الحديث، بسبب محدودية التفاعل الاجتماعي بين المتعلم وأقرانه ومعلميه وحتى مع العالم الخارجي. بالإضافة إلى فرصة قلة التركيز والتشتت خصوصًا مع الطلاب الذين يفتقرون إلى الدافعية الذاتية للتعلم. |
إن التعليم التقليدي هو الصورة المألوفة لمنظومة التعليم حول العالم، ولكن بفعل العوامل والمؤثرات التي طرأت على العالم ومنها جائحة كوفيد 19 أو فيروس كورونا، أصبح من الضروري إحداث تغيير على منظومة التعليم استجابةً للظروف الراهنة، واستحداث أنواع وأساليب تعليمية جديدة تواكب التطور التكنولوجي والحاجة الملحة لمواجهة التحديات والظروف الطارئة، وبهذا ظهرَ ما بات يُعرف بالتعليم الحديث.
ولا تقتصر الفوائد التي يكتسبها الطلاب من التعلم التقليدي في المؤسسات التعليمية على الجانب الأكاديمي فقط، إذ يكتسب الطلاب أثناء تفاعلهم من أقرانهم ومعلميهم المهارات الحياتية والاجتماعية المختلفة التي ينعكس أثرها على شخصياتهم وتساهم في صقلها وتنميتها وتهيئتهم للحياة العملية في المستقبل، بالإضافة إلى كل ذلك يخلق أسلوب التعليم التقليدي نوعًا من الانضباط والالتزام عند الطلاب، نظرًا لارتباطهم بمواعيد دوام وجدول زمني محدد وصارم لا يمكن تجاوزه.