تعريف التعلم الحركي
ما هو التعلّم الحركي؟
يُعرف التعلّم الحركي (بالإنجليزية: Motor Learning) أو اكتساب المهارات بأنّه مجموعة من المهارات الحركية، التي تتطلّب السيطرة الطوعية على تحركات المفاصل وأجزاء الجسم، مثل: ركوب الأمواج ، أو القفز، أو الجري.
كما يُشير العلماء إلى أنّ التعلّم الحركي ينتج من اكتساب القدرة على الحركة، وأدائها بمهارة عالية، كما تؤدي دراسة التعلّم الحركي دورًا أساسيًا في أداء هذه المهارات وتأهيلها، بالإضافة إلى ذلك عُرّف التعلّم الحركي بأنّه عملية بدء التوجيه، وتدرج الحركة الطوعية الهادفة، وهو القدرة على تنظيم الآليات الضرورية للحركة.
أنواع التعلّم الحركي
يتميز التعلّم الحركي بأنّ له أنواعًا عدّة، وهي كما يأتي:
- التعلّم الكلي
يُشير مصطلح التعلّم الكلي أو الممارسة الكلية إلى ممارسة المهمة بأكملها من البداية إلى النهاية، أيّ ممارسة تحركات المفاصل وأجزاء الجسم بأكملها في أثناء أداء المهارات الحركية، وهذا يميل إلى العمل بشكل جيد من أجل المهام المستمرة، ومثال على ذلك: المشي، وركوب الدراجات، ورمي المطرقة.
- التعلّم الجزئي
يُشير مصطلح التعلّم الجزئي أو الممارسة الجزئية إلى ممارسة تحركات المفاصل وأجزاء الجسم كل جزء على حدة، كما تطبّق الممارسة الجزئية عندما يكون من الممكن تقسيم المهمة إلى مكونات منفصلة، ومثال على ذلك: رياضة التنس ، والسباحة، ورمي الرمح، وبمجرد أن يتقن المتعلم كل جزء، يصبح قادرًا بعد ذلك على وضعها مع بعضها بعضًا معًا لإنجاز المهمة كاملة.
مراحل التعلّم الحركي
هناك عدّة مراحل للتعلم الحركي، وهي كما يأتي:
مرحلة الإدراك
هي مرحلة البناء الأولي للمعرفة الحركية عند المتعلم وهي معرفة غير متكاملة الفهم والإدراك للمهارة المراد تعلمها، حيث تُحدد فيها أهداف المهمة وتسلسل الحركة المناسبة، ولتحقيق هذه الأهداف يلزم الكثير من الاهتمام بالتعلّم، ومن الجدير بالذكر إلى أنّ من خصائص هذه المرحلة أن يكون أداء المتعلم غير متسق، ويشمل على اقتراف بعض الأخطاء، وأن تكون حركات المتعلم بطيئة وغير فعّالة.
مرحلة الترابط
هي مرحلة التحسن في الأداء الحركي والقدرة على التحكم ببعض الأجزاء بوعي مع بعضها تلقائيًا، إذ يحدد المتعلم تسلسل الحركة ويصبح قادرًا على صقل استراتيجياته كما تُربط دورات الممارسة بين الأداء والنتائج، ويُشار إلى أنّ من خصائص هذه المرحلة أنّها عادةً ما تحتوي على عدد أقل من الأخطاء، وزيادة في الاتساق والدقة، وتحسين في الأداء، وتصبح الحركات أكثر مرونة وموثوقية وكفاءة.
مرحلة الاستقلال
المرحلة الأخيرة هي مرحلة الوصول إلى عملية الإحساس بالحركة بكامل تفاصيلها، واستيعاب المتعلم للمهارة، ويتم التحكم بالحركة بشكل تلقائي والتركيز على تحقيق النتائج، والسرعة، والتسارع، واستخدام المهارات في حالة جديدة، كما أنّ من خصائص هذه المرحلة أن يكون أداء المتعلم خاليًا من الأخطاء، وقابلًا للتكيف، وتصبح الحركات دقيقة، ومتسقة، وفعّالة.
كيفية قياس التعلّم الحركي
يُقاس التعلّم الحركي وفقًا لنتيجة الأداء أو آليات التغيير الأساسية، فيجب أن تكون تنمية الحركات منظمة ومنتظمة، كما ينبغي أن تكون المتغيرات متتالية -أي يجب أن تحدث هذه العملية بترتيب لا ينقطع-، ومنها فإنّ تطوير الحركات يُعد منهجيًا يتسم بتغيرات متتالية على مرّ الزمن، كما أنّ التغيرات التي تحدث نتيجة للممارسة أو الخبرة ترجع إلى التعلّم الحركي، وليس إلى تطوير الحركات.
يُشار إلى أنّ الأداء الحركي هو نتيجة ظاهرية للتعلّم الحركي، وقد عُرّف الأداء الحركي بأنّه التغير المؤقت في الأداء أو في السلوك الإنساني نتيجة التدريب، ومن خلاله يمكن قياس مقدار أو كمية التعلّم الحركي، وذلك من خلال ملاحظة التغير في الأداء قبلًا وبعدًا.
ومن الجدير بالذكر أنّ الأداء الحركي لا يمكن الاعتماد عليه بشكل دائم لقياس التعلّم، ذلك لأنّ الأداء مؤقت وزائل، بينما التعلّم ثابت ودائم ومثلما ذكرنا أنّ الأداء وفي كثير من الأحوال يتأثر ببعض المتغيرات، لذلك عند قياس التعلّم بواسطة الأداء يجب ضمان الظروف الملائمة، والمناسبة، والسيطرة على المتغيرات بحيث يعكس الأداء على عملية التعلّم الحركي.
العوامل المؤثرة في التعلّم الحركي
هناك العديد من العوامل التي تؤثر في التعلّم الحركي، ومنها ما يأتي:
- الوضوح في المادة النظرية وتطبيقاتها العملية من حيث الشرح والعرض.
- الممارسة والتدريب الرياضي .
- الحوافز والتعزيز.
- إمكانية حدوث أخطاء.
- السهولة والتدرج.
- ردود الفعل.
- التحكم.
- الاستيعاب.
- الدافع.
- الاستعداد.
أهمية التعلّم الحركي
التعلم الحركي يسمح لنا بتطوير واكتساب مهارات جديدة وتحسين المهارات الحركية، والوصول للجودة في الأداء الحركي، وتجنب الإصابات عند الأداء، بالإضافة إلى اكتشاف أسباب نقاط الضعف والقوة في الأداء الحركي، كما أنّ التعلّم الحركي يضمن دقة سلوكيات رد الفعل البسيط، ومن بين الأمثلة على ذلك رد الفعل البؤري، الذي يعمل على تثبيت الصور على شبكية العين.
يُشار إلى أنّ التعلّم الحركي هو عملية معقدة تحدث في الدماغ استجابة لممارسة أو تجربة مهارة معينة ممّا يؤدي إلى تغيرات في الجهاز العصبي المركزي ، إذ يسمح بإنتاج مهارة حركية جديدة، ممّا يؤدي إلى تحسين دقة الحركات، وهو ضروري لتطوير الحركات المتحكم بها، حيث ينظر بحثّ التعلّم الحركي في المتغيرات التي تساهم في تكوين البرامج الحركية، وحساسية عمليات اكتشاف الأخطاء.
كما أنّ التعلّم الحركي يساعد المعالجين على فهم العملية الكامنة وراء الحركات والمهام الحركية، وذلك من خلال الاعتراف بنظريات التعلّم الحركي وإدماجها في الممارسة اليومية، وعليه فهم يحظون بفرصة أفضل للعلاج عن طريق وضع استراتيجيات علاجية لمساعدة المرضى على معالجة مشاكل الأداء، وتخطيط برامج تشمل حركة جديدة، أو إعادة تعديل الحركة المراد تدريسها بطريقة متسقة وفعّالة.
أمثلة على التعلّم الحركي
هناك العديد من الأمثلة اليومية على استخدام التعلّم الحركي، ومنها ما يأتي:
- قيادة السيارة.
- السباحة.
- ألعاب الأطفال.
- قيادة الطيارة.
- المشي.
- الجري.
- ركوب الدراجة.
- رفع الأثقال .
- التنس.
- الجري.