تعريف الإحسان للاطفال
تعريف الإحسان للأطفال
يُقال لمن أحسن في الواجب أو في المنزل أحسنت، فما معناها في اللغة؟ فيما يأتي توضيح ذلك:
- الإحسان لغةً: الإجادة في فعل ما هو حسن؛ أي عمل الأمور الحسنة بشكل متقن.
- الإحسان شرعاً: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، ومعلوم أن كل عمل يقوم به المسلم إن قام به من أجل الله يكون عبادة .
الإحسان في الحديث النبوي الشريف
عندما سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الإحسان قال: (أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)، فإذا تخيّل الطفل أحد العمال في إحدى الحدائق يعمل وإلى جانبه صاحب الحديقة يراقبه طول الوقت دون أن يتركه ولو لدقيقةٍ واحدةٍ، وهو يعلم أن راتبه وأجره سيناله من صاحب الحديقة وحده، وأن صاحب الحديقة سيحرمه من الأجرة إن لم يعجبه العمل، فكيف سيكون عمله؟ سيتقنه بلا شك.
ويخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين أنهم لن يصلوا لمرتبة الإحسان إلّا إن استشعروا هذا الموقف في حياتهم كلها، وذلك بأن يعمل المسلم ويعبد الله كأنه يراه، لكنه لن يراه في الدنيا وسيراه -بإذن الله- في الآخرة، فكيف يصنع المسلم ليصل لهذه المنزلة العالية، ويخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المؤمن بأنه إن لم يرَ الله فإن الله يراه.
وبالعودة إلى المثال السابق الذي ضُرب فقط على سبيل التقريب -ولله المثل الأعلى-، فلو أن هذا العامل الذي يعمل في الحديقة لا يرى صاحب الحديقة لكنه متيقن ومتأكد بأن صاحب الحديقة ينظر إليه من شرفة القصر، فهل سيقصّر في عمله؟ بالطبع لا.
درجات الإحسان
مما سبق يُستنتج أن للإحسان درجات، وهي كما يأتي:
- الدرجة الأولى: أن تعبد الله كأنك تراه، ومن يرى الله أثناء العمل فإنه سيخاف منه ويخشى من غضب الله -سبحانه وتعالى-، فهو القوي الكبير المتعال.
- الدرجة الثانية: أن تعبد الله وأن تستشعر أنه يراك -سبحانه وتعالى-، وهنا قد ينسى الإنسان أحياناً ويقصر في ذلك، ثم يتوب ويستغفر، وهكذا.
قصة عن الإحسان
من القصص الجميلة التي تُروى عن أثر الإحسان وأهميته وكيف يسخّر الله للمحسنين من يحسن إليهم هذه القصة، حيث يقول صاحب القصة: كنت عائدا إلى البيت في يومٍ باردٍ، وقد تأخر الوقت، فوجدت بائعًا للموز يقف منتظرًا آخر زبون ليشتري منه، فذهبت إليه وأنا في نيتي أن أشتري منه فقط لكي أرحمه.
وبينما أنا ذاهب إليه إذا بي أجد شابًا آخرًا في طريقه إليه، فقلت له: لا بأس، اذهب أنت فأنا لدي الكثير من الموز في البيت، وأردت الشراء فقط لكي أرحمه من الوقوف في البرد، فقال: وأنا كذلك؛ فتعجّبت كيف سخّر الله له في نفس الوقت اثنين، وفي اليوم التالي وجدت بائع الموز يضع في كيس عامل النظافة بعض الموز دون مقابل، فعلمت أن الله يسخّر للمحسنين من يحسن إليهم.