تعبير كتابي عن وصف مدينة الجزائر
مدينة الجزائر عبق الحضارة
مدينة الجزائر مدينة الدهشة والأحلام والحضارة المتميزة والتقدم والازدهار الدائم المستمر، ويُطلق عليها الجزائريون اسم دزاير، وهي عاصمة الدولة وتتميز بالكثير من الجمال، والجزائر مدينة يفوح منها عبق الحضارة والتاريخ؛ إذ تشهد العديد من الأماكن فيها على الحضارات التي تعاقبت على هذه المدينة العريقة.
إنّها تتميز بمناخ رائع؛ حيث نالت هذه المدينة ألقابًا عدة؛ حيث أطلق عليها الرومان لقب إكوزيوم، وأطلق عليها المحوسة ومدينة الجزائر البيضاء؛ لأنّ مبانيها كانت بيضاء تعكس أشعة الشمس.
أمطار تشرين في شوارع الجزائر
مدينة الجزائر ذات التاريخ المجيد، تُعرف بأنّها مدينة البهجة؛ لأنّ مظاهر البهجة والسرور تظهر في شوارعها، خاصةً عندما تتبلل بأمطار تشرين، وموقع مدينة الجزائر المطل على البحر الأبيض المتوسط جعل من طقسها مميزًا، فالمناظر فيها خلابة خاصةً أنّ ارتفاعها عن سطح البحر يقارب 122 مترًا، وتقع على هضبة خضراء مميزة وتحيط بها السهول الخضراء.
ذلك منحها موقعًا حصينًا ومنظرًا مذهلًا وكأنها عروس مُحاطة بالبحر والخضرة والجمال، وهذا زادها تميزًا وروعة وجذبًا، ومجرد أن يأتي شهر تشرين تبدأ أمطار الخير تهطل في مدينة الجزائر لتغسل الشوارع والمباني وتسيل مياه الأمطار في نواحيها، وكأنّ المطر هدية السماء لهذه المدينة الجميلة التي تمتلأ دهشةً وانتعاشًا مع قطرات المطر المحملة بالخير الكثير.
ذلك يجعل تضاريس ومناخ مدينة الجزائر مميزًا، خاصةً أنّها مدينة ساحلية مليئة بالسهول الزراعية الخصبة التي تنمو فيها أروع الأصناف من المحاصيل الزراعية مثل: البرتقال والحبوب والتين؛ ولهذا تُعدّ مدينة الجزائر العاصمة من المدن المنتجة بشكلٍ كبير، ومكتفية ذاتيًا.
طقس مدينة الجزائر دافئًا وجافًا في الأيام الصيفية، وماطرًا بغزارة ومعتدلًا في الأيام الشتوية، وهذا يعني أنّ درجات الحرارة في مدينة الجزائر تكون في شهر تموز ما بين 28 إلى 21 درجة مئوية، وفي شهر كانون الثاني تتراوح ما بين 9 إلى 15 درجة مئوية، أما أكبر كميات للأمطار تهطل ما بين شهر تشرين أول وشهر آذار.
يصل معدل هطول الأمطار إلى أكثر من 760 ملم تقريبًا في الموسم الواحد، وهذا يجعلها من المدن الماطرة ذات الخصوصية الرائعة التي تجعل من الأشخاص يُحبون المكوث فيها، والمطر الغزير في مدينة الجزائر يجعلها من المدن المنعشة، حتى إنّ الكثير من الأشخاص يعدّون هطول المطر في هذه المدينة الساحلية أمرًا مميزًا يُضفي على أجزائها السحر الكبير.
إنّ أكثر معدل هطول للأمطار يكون في المناطق الجبلية الموجودة في منطقة الساحل الشرقي؛ حيث تهب عليها الرياح الرطبة التي مصدرها البحر الأبيض المتوسط، أمّا في مناطق الساحل الجنوبي فتتناقص كميات هطول الأمطار وقد تنعدم في كل من شهر تموز وشهر آب، باعتبار أنّها أكثر شهور العام جفافًا في مدينة الجزائر الجميلة.
مدينة الجزائر من المدن التي تمتلك إرثًا تاريخيًا، ففي المتحف الوطني باردو يتم عرض الكثير من مقتنيات العصر الحجري وعصور ما قبل التاريخ، والذي يُظهر قطعًا مميزة تدل على الوجود البشري في مدينة الجزائر منذ القدم، أمّا حديقة التجارب العلمية الحامة فتقع في وسط مدينة الجزائر، وهي واحدة من الحدائق الجميلة المصنفة أنّها من أجمل عشر حدائق في العالم.
يُوجد فيها أكثر من 3000 نوع من النباتات النادرة جدًا؛ لهذا تضم تنوعًا حيويًا كبيرًا وجاذبًا للسياح؛ ولهذا تتميز المدينة ببيئة لطيفة وجميلة، أمّا مدينة تيزي وزو في في شرق مدينة الجزائر على بعد 10 كيلو مترًا، وتقع في قلب منطقة القبائل، وتتميز بالطبيعة الساحرة الخلابة، وفيها نوع من قرود المكاك وبقايا مدينة أثرية هي مدينة تيقزيرت الرومانيّة.
أمّا جبال البابور فهي جبال تتألّف من قمّتين؛ الأولى تُسمى قمّة تابابورت، والثانية قمّة جبل بابور؛ حيث إنّ ارتفاع أعلى قمم للجبال فيها ما يُقارب 2004 متر، ولها إطلالة مميزة، خاصةً أنّها تطل على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وتُعد هذه الجبال مثابة متنزه وطني تصل مساحته إلى حوالي 17 كم².
يُوجد في الجزائر العديد من الأنواع النادرة من الحيوانات والطيور والنباتات، ومن بينها: نبات الأرز الأندلسي، ونبات التنوب، وطير كاسر الجوز القبائلي، كما يُوجد في المدينة ساعة كبيرة تتميز بأنّ لها ثلاثة وجوه، وهي موجودة في وسط المدينة وتحديدًا في منطقة حي باب الوادي، حيث يُوجد أيضًا سوق وميدان الساعات الثلاث.
أمّا كاتدرائية السيدة الأفريقية فهي كاتدرائية مطلة على المدينة ويصل ارتفاعها إلى 124 مترًا، وهذا يمنحها إطلالة خيالية تسلب النظر بجمالها الأخاذ الذي يروي حكاية مدينة عريقة ومدهشة، ويُوجد في مدينة الجزائر ساحةً مميزةً سُميت بساحة الشهداء تخليدًا لذكرى شهداء الجزائر الذين قضوا دفاعًا عنها، خاصةً أنّ الجزائر بلد المليون شهيد، ولها تاريخ ممتد من النضال لأجل الحرية ضدّ الاستعمار.
أمّا مدينة القصبة الأثرية فهيَ مدينة أثريّةٌ تم إدراجها لتكون على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهذا زاد من أهميتها السياحية، وتتميز هذه المدينة بشوارعها ذات التعرجات، واحتوائها على الكثير من الأعمال الحرفية المميزة واللوحات التذكارية العريقة؛ لهذا فإنّ مدينة الجزائر مدينة ذات عراقة وأصالة كبيرة.
السياح في الجزائر من كل أرجاء الأرض
آخر ما أشير إليه في موضوعي حول مدينة الجزائر الجميلة، هو أنّ هذه المدينة تتمتع بمستوى عالٍ من الجذب السياحي؛ إذ يأتي إليها السياح من جميع أنحاء الأرض ليستمتعوا بمناظرها الجميلة وطقسها الرائع، ويستمتعوا برؤية مواقعها التاريخية العريقة التي خلفتها الحضارات الكثيرة التي مرت على هذه المدينة الغارقة في عبق التاريخ.
إنّها تظهر على شكل مدرج كبير بمبانيها البيضاء المرتبة بشكلٍ لافت، وفيها مدينة القصة وساحة الشهداء وقصر الرياس وحي باب الوادي وكاتدرائية السيدة الأفريقية والمتحف.