تعبير كتابي عن البيئة (لطلاب الإعدادي)
المقدمة: البيئة موطن الإنسان
يعيش الإنسان طوال عمره في البيئة التي تحضنه ما بين أرض خضراء خصبة تنبت من كل زرع يحتاجه النّاس ويستريحوا إليه، وما بين مياه صافية رقيقة منسابة تهفو النفوس إليها في يوم صيفي حار يستريح الإنسان فيه من تعب الحياة، إنّ الإنسان هو ابن الطبيعة كما هو ابن أمه التي حملت به وأرضعته، فلمّا كان لبن أمه غذاءً له في سنيّه الأولى كانت مياه الطبيعة وأنهارها وأشجارها غذاءً لروحه في سنيّه التالية، فكما يكون الإنسان بارًا بأمه التي أنجبته وسهرت من أجله لا بدّ أن يكون بارًا بأمه الثانية تلك الطبيعة التي نشأ وترعرع فيها.
العرض: تلوث البيئة: مخاطر كبيرة يجب مواجهتها
البيئة هي رئة الأرض، فلو تعكّرت تلك الرئة لختلّ الجسد بأكمله واختلت التوازنات الكليّة بأسرها، وهذا ما لا يعيه الكثير من النّاس الذين ما يزالون مستمرين في مسلسل التلوث الذي لن تكون حلقته الأخيرة إلا في القضاء على الإنسان نفسه؛ لذلك لا بدّ من حملات التوعية التي تشير إلى المخاطر الجسيمة النّاتجة عن تلوث البيئة بأشكالها كافّة، إذ إنّ هذا التلوث كفيل بنشر الأمراض التي يخشاها الإنسان والتي تكلفه الغالي والثمين والأرواح الكثيرة حتى يُقضى أخيرًا على ذاك المرض؛ وذلك إن قُضي عليه من الأصل ولم يمتد ليقتل أجيالًا بأسرها.
إنّ من أهم المخاطر التي تواجه البيئة هي وصول التلوث إلى المياه التي يشربها الإنسان وتشرب منها الحيوانات والنباتات، فلو زاد التلوث في البيئة المائية بسبب الإنسان ومصانعه وآلياته لانتشرت أمراض الكوليرا والملاريا والطاعون وغيرها من الجراثيم الفتّاكة، التي تقضي بموت الإنسان المحتّم لا محالة، ولو وصلت تلك الأمراض إلى الحيوانات والغطاء النباتي فإنّ هذا يعني الموت السريع لأحياء الأرض، كافّة إذ سيُقضى تمامًا على الغطاء النباتي والحيواني وتاليًا ستقلّ مصادر تغذية الإنسان ويُنتهى به إلى الموت إمّا: عن طريق إصابته بواحد من تلك الأمراض، أوعن طريق انتهاء الموارد الغذائية التي تلفت إثر تلك الأمراض.
كذلك، فإن تلوث التربة من أخطر انواع التلوث على البيئة ، إذ لو وصل التلوث إلى التربة لكانت الكارثة الحقيقية التي لا تنتهي، حيث إنّ تلك الملوثات تُؤدي إلى فقدان التربة لخصائصها وحتى لخصوبتها فيُصبح الإنسان غير قادر على الزراعة وبالتالي غير قادر على تلبية احتياجاته الأساسية بسبب عدم صلاح التربة للزراعة، وهذا يؤدي إلى انهيار طبقة كاملة من طبقات الهرم الغذائي حيث ستنعدم الفواكه والخضراوات وسيلجأ الإنسان إلى اللحوم وأكل الحيوانات التي لن تستمر لفترة طويلة بسبب عدم القدرة على توفير الغذاء لها.
إنّ التلوث البيئي له أضرار كبيرة ، فقد ساهم بشكل مباشر بازدياد الحرارة على سطح كوكب الأرض ففي قديم الزمان لم تكن الحرارة تصل إلى هذه الدرجة بسبب عدم انطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير مثلما يحصل الآن، أمّا في الوقت الحاضر فقد اختلف الأمر كثيرًا حيث إنّ السيارات والطائرات التي تزداد يومًا بعد يوم أدت بشكل مباشر إلى تزايد غاز ثاني أكسيد الكربون على وجه الأرض ومن ثم ارتفعت درجات الحرارة بشكل أكبر من المعتاد مما أدى إلى موت الكثير من الحيوانات والنباتات التي ليس لها أي قدرة على تحمل ذلك النوع من الحر.
ولو نُظر إلى الحرارة التي يُسببها التلوث البيئي من جانب آخر فإنّها أصبحت خطرًا حقيقيًا على الكرة الأرضية إذ أدت تلك الحرارة إلى ذوبان القطبين الشمالي والجنوبي بشكل واضح مما أدى إلى ارتفاع نسبة البحار والمحيطات على وجه الكرة الأرضية، ولو بقيت الأمور تسير بهذه الطريقة فإنّ هذا يؤدي إلى غرق الكرة الأرضية بمياه البحار والمحيطات لا محالة، وبالتّالي فإنّ ذلك يعني فناء البشرية بشكل كامل إذ لا مكان يذهب الإنسان إليه سوى كوكب الأرض، ولهذا لا بدّ للإنسان من مواجهة تلك المخاطر كافّة بطريقة جدية والانتباه إلى الوضع الخطر الذي تمر به الأرض.
ولا يخفى على أحد أثر التلوث البيئي على الحيوانات فقد قلّت مناعتها بشكل كبير عن السابق وصارت تحمل العديد من الأمراض منها ما هو معدٍ ومنها غير ذلك، وصارت الحيوانات ضعيفة المناعة لا تحتمل العيش وبالتّالي تموت؛ مما أدى إلى انقراض الكثير من أنواع الحيوانات فلم يعد هناك تنوع واضح في الحيوانات على سطح الكرة الأرضية، وقد حاولت مجموعة من المحميّات أن تحافظ على حياة بعض من الحيوانات المهددة بالانقراض، ولكن على الإنسان أن يبتّ في المشكلة من أصلها؛ وذلك بالمحافظة على البيئة سليمة معافاة.
لا بدّ على كل إنسان من أن يشعر أن البيئة التي يعيش بين أحضانها: هي بيته الثاني فيُحافظ عليها من الملوثات كما يحافظ على بيته، وذلك لا يكلفه الكثير بل إنّه يُنعش الأرض ويجعل منها بيئة صالحة للعيش لفترة أطول، فيحيا الإنسان في بيئة سليمة معافاة من المخاطر التي تُحدق به من كل مكان فيُحافظ على رئة هذه الأرض من الدنس والضياع.
الخاتمة: بيئة نظيفة تعني حياة صحية
حين يعيش الإنسان في بيئة خالية من المخاطر فإنّه يضمن لنفسه حياة سليمة خالية من الأمراض التي لا تأتي إلا من المكروبات والجراثيم التي تطوّق الأرض وتخنقها مثل: الأفعى التي تطوق ضحيتها فلا هي تتركها حتى تجهز عليها ولا الأخيرة تستسلم طمعًا بالحياة، لذلك لا بدّ لكل إنسان من أن يشعر بالمسؤولية تجاه أرضه فلا يتركها ملوثة ولا يساهم في تلوثها ويُحاول جهده أن يحد من التلوث عن طريق الحملات التوعوية التي ينشرها والعبارات التي يهتف بها، وأن يساهم في زراعة الأشجار التي تساهم في إنعاش رئة الأرض، فيحيا الإنسان بذلك سليمًا صحيحًا خاليًا من الأمراض.