تعبير عن فصل الربيع للسنة الثالثة ابتدائي
شعاع الشمس يغازل أوراق الورد
الربيع زينة الفصول وأكثرها جمالًا، وهو الفصل الذي تبدأ به معالم الحياة بالظهور على سطح الأرض، وتتنفس الأرض من جديد لتعلن بدايةً جديدةً لدورة الحياة، وكأنّ الربيع هو أساس الحياة، فالربيع الذي يُطلّ على الدنيا ينشر البهجة بلونه الأخضر العابق بالجمال والانتعاش.
كما يكتسي الشجر بالأوراق وتُزهر الورود وتزقزق العصافير بصوتها الرائع، وتصحو الحيوانات من سباتها العميق وتطير الفراشات من زهرة إلى أخرى، فالربيع هو رمز الخير المتجدد، وهو الفصل الذي يُجدّد الأمل في القلوب والأرواح.
البهجة عنوانها فصل الربيع
البهجة كلها بأسمى معانيها عنوانها فصل الربيع الذي يرسم الابتسامة على الوجوه، وينثرالعطر في كلّ مكانٍ على الأرض فتغدو الحياة أجمل، فالربيع هو الفصل الذي يُعطينا شعورًا بالسلام الداخلي؛ لأنّه يُعلن انتهاء فصل الشتاء بكلّ ما فيه من وحشة أصوات الرياح وقوة العواصف والبرودة الكبيرة.
بينما فصل الربيع يُعطينا شعورًا رائعًا بالدفء، ويُعلّمنا أنّ الربيع هو اختصارٌ لجمال كلّ شيء، وأنّ هذا الفصل الرائع بكلّ ما فيه يصنع بداية الحياة في الأرض لتُعطي أشهى الثمر، فالربيع حالة دائمة من الفرح الكبير يُحفّزنا على أن نبدأ من جديد ويمنحنا شعورًا كبيرًا بالأمل والفرح والتفاؤل، فمجرد مراقبة العصافير وسماع زقزقتها نشعر بأنّ شيئًا في أعماقنا يترمم.
رؤية الأزهار المتفتحة يُساعدنا على أن نفكر بطريقة إيجابية بعيدًا عن السلبية والتشاؤم، فالربيع هو فصل الورود والعطر والفراشات، فالورود التي تنثر عطرها في كلّ مكان تجعل الروح تنتشي وتُولد من جديد، ومنظر الأرض وهي ترتدي ثوبها الأخضر المطرز بألوان الورد والحياة يجعل العين تشعر بالسرور الكبير الكامن في الأعماق.
فصل الربيع بكلّ ما فيه من مظاهر للحياة يجعل الأرض وكأنها في حفلٍ دائم، وكأنّ عرسٌ يجتمع فيه كلّ الأحبة ليفرحوا معًا ويعلنوا انتهاء البرد وقساوة الشتاء والشمس التي تختفي خلف الغيوم التي تتبلد بها السماء، فغيوم الربيع بلونها الأبيض النقي تُعطي شعورًا بالسلام والأمان، فهي غيومٌ رقيقة محملة بالمطر الناعم الرقيق، وتُسافر في السماء بخفة رائعة، وكأنها غزالة هاربة في وسط الغابات الخضراء.
الربيع فصلٌ مليءٌ بكلّ مظاهر الجمال، ولا يُمكن أن يكون هناك فصل أجمل منه وأكثر صخبًا بالفرح والحياة، ووصف الشعراء والأدباء فصل الربيع بأروع الكلمات، وقالوا عنه ما يليق به من شعرٍ وقصائد، ورغم هذا لم يستطع الشعراء أن يصفوا الربيع كما ينبغي، فكلّ ما قالوه من جمال لا يُساوي شيئًا أمام براعم الأوراق وهي تتفتح في أول الربيع كالولادة الجديدة.
لا يُمكن للكلمات أن تتحدث عن شعور شخصٍ يجلس في شرفة منزله يستمع إلى ضجيج الحياة في الربيع، ويُمتع عينيه بالسماء الصافية التي تُغطي زرقتها على المشهد الجميل؛ ليختلط مع خضار الأرض المزينة بألوان الورود.
فصل الربيع ما هو إلّا لوحة جميلة مدهشة الألوان صاغتها يد الخالق المبدع، ولا تستطيع أيّة فرشاة لأمهر رسام أن تصف هذا الجمال أو ترسمه بدقة بالغة، فالربيع فرصة لنا جميعًا كي نُعيد شعورنا بالحياة ونُجدد الأمل في نفوسنا، والربيع فرصة للأرض لتُغير ثوبها الذي مزقته عواصف الشتاء وترتدي ثوبًا جميلًا رائعًا مطرزًا بالورد والياسمين ومعطرًا بالريحان.
الربيع هو الخير الذي يكبر في أعماقنا يومًا بعد يوم، وهو الفصل الذي يُعلمنا معنى أن تشرق الشمس من جديد، فشمس الربيع أجمل الشموس، وهو فصلٌ حنون لا يُوجد فيه بردٌ متطرف ولا يُوجد فيه شمسٌ حارقة، بل يقف ما بين الفصول بكامل شموخه وجماله وهو يمنح الدفء الحنون والبرد اللطيف، كما أنّ نسائم فصل الربيع لا تُشبه أيّ نسيم، ففيه ترتوي الأرض من عطشها وتتفجر ينابيع الخير لتُعطينا الماء النقي.
في الربيع يُصبح للرحلات والمشاوير جمالًا إضافيًا يجعل العالم كله يبتهج بهذا الفرح الذي يأتي مع كلّ يومٍ من أيام فصل الربيع، فيا له من فصلٍ مذهل تحلو فيه الأغنيات، وهو يُشبه العيد بكلّ تفاصيله؛ إذ يفرح فيه الكبار والصغار ويبتهج الجميع، وتعلو أصوات الضحكات وتُصبح السهرات أكثر جمالًا وبهجة.
طوبى لهذا الفصل الرائع الغني بكلّ أيامه، الذي يُعلمنا أنّ بعد العواصف الكثيرة لا بُدّ وأن يأتي الأمل، فهو فصل الراحة بعد التعب الطويل، وفصل السعادة والحركة بعد فصول السكون التي مرت على الأرض، فإن كان للأرض يوم عيد فعيدها هو فصل الربيع الذي يستحق أن يكون الحلوى بين فصول العام الأربعة.
فصل الربيع فصلٌ مميز بجميع تفاصيله ، ففيه نشعر بأنّنا مقبلون على الحياة، فهو فصل النشاط الذي تبدأ به ملامح الحياة بالظهور، وهو الفصل الذي ترقص به الأرض طربًا على أنغام العصافير وصوت حفيف الأشجار، وهو فصل المطر الخفيف الذي يهطل على الروح قبل الأرض فيملؤها جمالًا وأمانًا وسعادةً.
الربيع نعمة من نعم الله تعالى علينا؛ لأنّه يُعلمنا أنّ العطاء هو أفضل بكثير من الأخذ، فالربيع رمز العطاء المتجدد الذي لا ينضب أبدًا، وأعظم نعمة أنّه يأتي دومًا في كل عام ولا يُخلف موعده أبدًا.
فصل الراحة وزقزقة العصافير
في الختام، يأتي فصل الربيع في كلّ مرة لترتاح الأرض من تعب فصل الشتاء الطويل، وترتاح من صوت الرياح العاصفة ووقع المطر على الأرض والشجر، ولتُودع الأرض لونها الرمادي وتكتسي باللون الأخضر الذي يُعطي النفس شعورًا بالفرح القادم.
الربيع هو فصل العصافير التي تُعلن بزقزقتها أنّ هذا الفصل هو فصلها، فهو فصل تكاثر الطيور والأشجار والنباتات، والفصل الذي تبدأ معالم الحياة فيه بالظهور، فطوبى لفصل الربيع الذي يُعلّم النفس أنّ القوة تكمُن في القدرة على الولادة من جديد مهما طال الشتاء.