تعبير عن صحراء الجزائر
المقدمة: الشمس تحضن رمالها الذهبية
تُمثّل صحراء الجزائر مشهدًا فنيًا يُذهب بمن يتأمله إلى حدود الشمس، تلك الشمس الدافئة التي تحتضن رمالها الذهبية وكأنها تخاف عليها وتُريد حمايتها، وتُعانقها في منظرٍ جميلٍ يسحر القلوب، وتتميز هذه الصحراء بدفء الحرارة وبنعومة الرمال التي تتلألأ تحت أشعة الشمس كأنها قد صُنعت من الذهب.
تنقل لمن يُلامسها شعورًا رائعًا وتُسافر به إلى عالم الجمال، وتبدو الكثبان الرملية كثوبٍ من الحرير، يُشعر الشخص بالرغبة بالجلوس فوقه لتأمل روعة اكتمال المشهد الصحراوي البهي.
العرض: واسعة وسع المدى والفضاء
تتميز الصحراء الجزائرية بمساحتها الواسعة، فتُمثّل جزءًا من الصحراء العربية الكبرى ، أمّا بالنسبة إلى الجزائر فإنّه على الرغم من المساحة الكبيرة التي يشغلها هذا البلد العريق والجميل بكل ما فيه من مدنٍ عظيمة، فإنّ الصحراء تُمثل أكثر من ثلاثة أرباع المساحة الإجمالية التي تشغلها الجزائر على الأرض.
تدلّ المساحة التي تتربع رمال الصحراء عليها أنَّ هذه الصحراء واسعة المدى، وذلك يمنح الصحراء الجزائرية سحرًا خاصًا يقع على كل من يراها، ويجذبه لزيارتها، فالإنسان بطبعه يكره المكان صغير الحجم وضيق المدى، ويُفضل الأماكن الكبيرة المريحة التي تُعطيه شعورًا بالأريحية.
هذا المكان الواسع يُشعر الشخص بالحرية، فلا جدران تحدّه من كل الجهات مثل جدران المنازل وجدران الأبنية التي تملأ أغلب المدن، ولا قيود تُحد من حركته فيجد نفسه طليقًا، وهناك يُمكنه التحرك كيفما شاء، ولا حواجز لا تترك لعينيه فرصة التحديق في كل ما يُمكنه رؤيته، بل إنّه يستطيع النظر حيثما أراد.
يشعر الشخص الذي يقصد الصحراء الجزائرية بأنّه قد سافر إلى الفضاء، ويتنقل في أرجائها الواسعة بأريحيةٍ كبيرةٍ لمساحاتٍ واسعة، يمشي في كل الجهات ليكتشف ما يحتويه المكان دون أن يصطدم بأي شيءٍ يُعرقل سيره، أو يُعارض طريقه ويجبره على التوقف في نقطةٍ معينةٍ رُغمًا عنه.
تتّسم الصحراء بهوائها النقي المنعش، بعيدًا عن هواء المدن وعن التلوث الهوائي الذي ينتشر في كل مكانٍ من دخانٍ وغيره من الملوثات، فيتمكن الشخص من الاستمتاع بهذه النعمة، والاسترخاء فوق الرمال الدافئة التي تُساعد بنعومتها ودفء حرارتها على الاسترخاء، كما أنّ هذه الصحراء الساحرة تحتوي على أماكنٍ أثريةٍ تجذب السياح الذين يُفضلون الهدوء والراحة والشعور بالحرية في المناطق الواسعة.
يقصدونها لهذه الأسباب وليتمكنوا من رؤية المعالم الأثرية الموجودة في الصحراء والتي تعود إلى عصورٍ قديمةٍ ومختلفةٍ، ولرؤية الكثبان الرملية والواحات الطبيعية، ومن أماكن الصحراء الجزائرية السياحية الأكثر شهرةً وجمالًا سلسلة جبالٍ تُدعى سلسلة جبال طاسيلي ناجر وهي عبارةٌ عن سلسلة من الجبال الصخرية الشاهقة التي تُغطي مساحةً كبيرةً من الصحراء.
تُوجد فيها مجموعة من الكهوف القديمة التي تعود بالزمن كثيرًا إلى فترة ما قبل التاريخ وبذلك تكتسب الكثير من الأهمية، أمّا وادي مزاب الذي يُغطي مساحةً واسعةً من شمال الصحراء الجزائرية، والجدير بالزيارة فهو مكانٌ يتمتع بجغرافيةٍ مدهشة ويتضمن هضبةً صخريةً من الحجر الجيري تُعتبر واحدةً من مواقع التراث العالمي، وتضم هذه الهضبة مدنًا صحراويةً غريبةً يعود البعض منها إلى قديم العصور.
كما يُوجد في الصحراء بلدة جميلة تُدعى بلدة تيميمون، تتميز هذه البلدة ببوابةٍ ذات لونٍ قرمزيٍ يلفت الأنظار، وبمبانيها التي شُيدت من الطين الأحمر ومن التراب، إذ تحتوي على عدة قصورٍ طينيةٍ جميلةٍ تحمل اللون الأحمر، وتحتوي على بحيرة مالحة وهضبة، ويزيد فصل الشتاء من جمال ورونق ألوان مباني هذه البلدة.
من أجمل البلدات الموجودة في الصحراء الجزائرية والتي تُوصف بجوهرة صحراء الجزائر السياحية بلدة تاغيت، فتتميز بجمال واحاتها المحفوفة بالنخيل، وبسحر الكثبان الرملية الشاهقة، وتحتوي على تنوعٍ طبيعيٍ لا نظير له، تتضمن هذه البلدة قصر تاغيت الذي بُني منذ قديم الزمان، هناك أيضًا جبال هقّار التي تقع في الصحراء الجزائرية الوسطى، والتي تشغل مساحةً كبيرةً.
مما يميز هذا الجبال أنّها قد تكونت من صخورٍ متحولةٍ جميلةٍ جمالًا يفوق الوصف، يبلغ عمرها حوالي ملياري سنة فتُعتبر مكانًا أثريًا عظيمًا، إذ مرت عليه مختلف العصور، ويُوجد في هذه المنطقة عدة قمم للتسلق، وتُعدّ مدينة بني عباس واحدةً من أهم مدن صحراء الجزائر السياحية وأجملها.
تحتوي على العديد من المناطق التي تجذب السياح مثل؛ قصر الواحة التاريخي وعدة متاحفٍ متنوعةٍ تتكلم عن جمال المنحوتات الصخرية، ويُوجد فيها الكثير من الجبال، وتُعرف هذه المدينة باسم الواحة البيضاء وجوهرة الساورة وتتميز بجمال ألوانها.
تُمثّل الصحراء الجزائرية بما تحتويه من آثارٍ قديمةٍ تعود نشأتها إلى آلاف الأعوام السابقة، وإلى أقدم العصور كنزًا كبيرًا لا يُقدر بثمنٍ يجذب الأشخاص من داخل الجزائر ومن خارجها لتأمُله عن كثب، والتمتع بالتعرف على حضارةٍ قائمةٍ في هذا المكان المميز بالكثير من الصفات الرائعة.
الجبال الشاهقة والهضاب ذات القمم العالية التي تكونت بقدرةٍ إلهيةٍ تسحر الأنظار من أهم مميزات الصحراء التي تُثير الدهشة وتدخل السرور إلى القلب، والتأمل للقصور والمدن التي تنتشر فيها ببنائها وطريقة تشكلها وألوانها ذات الرونق الجميل يجعل الكثير من الأشخاص يقصدونها ليعودوا بالزمن إلى الوراء ويتمتعوا بكل هذا البهاء.
الخاتمة: نجوم سمائها بارقة في المساء
آخر ما يُشار إليه، ما يُميّز هذه الصحراء الجميلة النجوم اللامعة التي تتناثر في مختلف أنحاء السماء في كل ليلةٍ بشكلٍ يسلب العقول لشدة جمالها وعظمتها ويُثير الدهشة إذا ما نظر المرء إليه.
إنَّ تأمل هذه اللوحة التي أبدعها الخالق بطريقةٍ تلفت الأنظار يكفي لينسى الشخص كل شيءٍ آخر، ويتخلص من تعبه ومشاكله عبر التحديق لهذه الأضواء الصغيرة التي تبرق في السماء وتُزينها كما يُزيَّن الثوب بقطع الألماس، ويقعُ أسيرًا للجمال في أحضان الصحراء بين الرمال الناعمة.