تعبير عن النجوم
المقدمة: لمعان النجوم يذهل الأرواح
عندما يقف الإنسان متأملًا ذاك النظام الكوني فإنّه لا يستطيع إلا أن يُسلّم بقدرة الخالق الذي أبدعه ووهبه الجمال، خاصةً تلك النجوم التي تُزيّن السماء، وكأنّها معجزة لا يُمكن للعقل أنْ يستوعبها إلّا بالتسليم، حيث تحكي النجوم قصصًا وآياتٍ شهدت عليها منذ ملايين السنين، فعلم الفلك والنجوم يسلب الرّوح، وكأنّه قد جُعل لزيادة إيمان الإنسان بأنّ لهذا الكون ربًّا واحدًا أبدع فيه، فتعالى الله ربُّ العالمين!
العرض: حقائق عن النجوم تسلب العقول
النجوم تلك الكواكب الصغيرة السيّارة التي أقف معها كل مساء أتأملها من سطح بيتي، فأرى مع كل نجم حكايةً جديدةً، ربّما أكتبها بيني وبين خيالي، فأسافر حول تلك المسافات الكبيرة لأعرف كُنه كلّ واحدة منها.
لقد سافرت بين الكتب لأقرأ تلك الحقائقَ اللامعة عن النجوم الباهرة، لأجد أنّ النجوم ليست فقط تلك النقاط الصغيرة اللامعة التي نراها في السماء، بل إنّ الشمس واحدة من النجوم الملتهبة ذات الروعة والجمال التي تضيء وحدها كلّ كوكبنا.
ما أصابني بالذهول أكثر هو أنّ الشمس ليست وحدها نجمًا وليست هي أكبر نجم على الإطلاق، بل هناك العديد من النجوم الملتهبة التي تُعد أكبر من الشمس بمئات المرّات، أقف الآن مع عقلي لأسأل السؤال الذي قد يتبادر إلى ذهنك.
ترى أيّ من تلك النجوم التي تكبر الشمس مئات المرات؟ وهل تُضيء النجوم كواكب أخرى ما زال العلم لم يكتشفها حتى الآن؟ ما هي مساحة الكون الذي يحوي كل تلك المجرّات ويحمل داخله كل تلك المعجزات؟ ثم أجد عقلي يضيق عن استيعاب كل تلك الأمور.
لكن كيف تشكلت تلك النجوم الهائلة الضخمة؟ هل يُمكن أنْ تكون قد نشأت من العدم!، ولكنّي حين أنظر إلى دورة الكون وأنّ لكل شيء سببًا ومُسببًا أجزم أنّها لم تخلق من العدم!.
لمّا أطلت البحث في هذا المجال وجدتُ أنّ النجوم تنشأ من خلال تجمع سحابات عظيمة لتصير فيما بعد نجمًا مضيئًا يزيد من إعجاز هذا الكون وجماله، وما لفتني حقًا أثناء بحثي في علم الفلك والمعلومات حول النجوم أنّ النجوم الصغيرة عادةً ما تكون أطول عمرًا من النجوم الكبيرة.
حاولتُ في إحدى المرات أنْ أقوم بعدّ النجوم لأقف عليها، ولكنّني مع الأسف لم أستطع، فرأيت أنّ العلماء ربما فعلوا ذلك فعاودتُ بحثي من جديد لأجد أنّ العلم حتى عجز عن ذلك ليأتي برقم قريب من الحقيقة؛ وهو أنّ النجوم يصل عددها إلى أكثر من مئتي مليار نجم ؛ أي أنّها تساوي عدد حبات الرمل في كل شطآن العالم.
إنّ هذه المعلومات تسلبُ عقلي، فما مدى ذلك الكون الذي يُمكنه استيعاب كل تلك النجوم؟ ، وكم هو واسع! فلا يصطدم نجمٌ بالآخر؛ حيث إنّه لو حدث ذلك لاختلّ النظام الكونيّ بأكمله.
لفت نظري أنّ هناك بعض النجمات لا تطلُّ على الأرض وحدها، بل لا بدّ من وجود نجمة قريبة منها، فلمّا طرقت باب العلم وأردت السؤال عن ذلك، وجدتُ ما يُسمى بالنجمات الثنائية؛ تلك التي لا تقف إلا بقرب نجمتها الأخرى، حتى النجوم تأتلف فيما بينها فلا تستطيع الواحدة أن تبتعد عن رفيقتها؛ لتشكلان معًا ضوءًا باهرًا يسلب الوجدان، وتتعدّد ألوان النجوم لكنها كلها مائلة إلى البياض.
الخاتمة: النجوم لآلئ بعيدة المنال
أخيرًا، أذكر مرّةً أنّني حاولت لمس النجوم في يدي وكنتُ ما أزال في الخامسة من عمري، كنت أجد يدي أكبر من النجمة، كيف لي ألاّ أستطيع الإمساك بها! لكن مع تكرار محاولتي وجدتُ ذلك أمرًا بعيد المنال، فالنجم في عالمٍ بعيد جدًّا عن عالمي فأنا لا يصلني سوى نورها الذي يضيء روحي، لكنّني أحاول الآن تشكيل علاقة حميمة معها؛ لأصعد إليها في يوم من الأيام حين أحقق حلمي لأكون عالِمًا في الفلك، أو رائدًا في الفضاء، ذلك الحلم الذي أغفو عليه كل يوم.