تشخيص الفشل الكلوي
كيفية تشخيص الفشل الكلوي
يُعرف الفشل الكلوي (Kidney failure) بأنه اضطرابٌ صحيّ ينجم عن عدم قدرة إحدى الكليتين أو كليهما على العمل، علمًا أنّ الفشل الكلوي قد يكون مزمنًا أو حادًّا، ولتشخيص الإصابة بالفشل الكلوي بغض النظر عن نوعه لا بدّ أن يجري الطبيب فحصًا جسديًا للمصاب مع الأخذ بعين الاعتبار جميع المعلومات المرتبطة بتاريخه الصحي، إذ قد تساهم هذه المعلومات في تشخيص المرض.
ومن ثمّ سيقوم الطبيب بطلب إجراء أحد أو بعض الفحوصات الطبية التالية أو كلها لتشخيص الإصابة بالفشل الكلوي:
فحوصات الدم لتشخيص الفشل الكلوي
قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات للدم؛ بهدف معرفة قدرة الكليتين على تصفية بعض المواد، إذ يمكن أن يدلّ الارتفاع الكبير والسريع في مستويات بعض المواد على وجود فشل كلوي حاد،وتضمّ هذه الفحوصات ما يأتي:
- الكرياتينين (Creatinine)
يتراوح المعدّل الطبيعي لفحص أو تحليل الكرياتينين بالنسبة للرجال البالغين بين 0.74 - 1.35 ملغ/ ديسليتر، وبالنسبة للنساء البالغات بين 0.59 - 1.04 ملغ/ ديسليتر.
- نيتروجين اليوريا في الدم (Blood urea nitrogen)
يعرف نيتروجين اليوريا في الدم اختصارًا بـ BUN ، ويقدر معدّله الطبيعي بين 6- 24 ملغ/ ديسليتر.
- معدل الترشيح الكبيبي المقدّر (Estimated Glomerular Filtration Rate)
اختصارًا eGFR ويُشار إلى أنّ المعدّل الطبيعيّ للترشيح الكبيبي المقدر لدى البالغين يبلغ أكثر من 90، علمًا أنّه يتناقص مع التقدّم في العمر.
فحوصات البول لتشخيص الفشل الكلوي
تتضمن فحوصات البول التي تُجرى لتشخيص الفشل الكلوي نوعين من الفحوصات، وفيما يأتي بيانهما:
- تحليل البول:
إذ يتم فيه أخذ عينة من بول المصاب لاختبارها والكشف عن وجود السكر والبروتين غير الطبيعي في البول، بالإضافة إلى خلايا الدم الحمراء والبيضاء، والبكتيريا في البول.
- قياس حجم البول:
والذي يُعدّ من أبسط الفحوصات التي تُجرى للمساعدة على تشخيص الفشل الكلوي، إذ قد يدلّ انخفاض حجم البول الذي ينتجه الشخص خلال فترة معينة على وجود انسدادٍ في المسالك البولية والذي قد ينجم عنه اضطراب في قدرة الكلى على العمل.
فحوصات تصويرية لتشخيص الفشل الكلوي
يُشار إلى وجود عدة فحوصات تصويرية يمكن إجراؤها لتشخيص الإصابة بالفشل الكلوي ، ونوضح فيما يأتي هذه الفحوصات بشيءٍ من التفصيل:
تصوير الكلى بالأمواج فوق الصوتية
يمثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية (Ultrasound) فحص تصويري يتم فيه استخدام موجات صوتية عالية التردّد لرؤية الأعضاء الداخلية من الجسم، إذ يتم تحويل تلك الموجات إلى صور تتم معاينتها من خلال شاشة موصولة بالجهاز، ويمكن لتصوير الكلى بالأمواج فوق الصوتية أن يكشف عن الحالة الصحية للكليتين والمثانة، مما يساعد على تشخيص الفشل الكلوي.
تصوير الكلى بالأشعة المقطعية
يعتمد تصوير الكلى بالأشعة المقطعية أو التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography Scan) واختصارًا CT Scan على استخدام جهاز يبثّ الأشعة السينية التي تلتف بشكل حلقيّ حول الجزء المراد تصويره، ويتم إرسال هذه المعلومات إلى جهاز الحاسوب لتفسير البيانات وعرضها على شكل مقطع ثنائي الأبعاد، ويوفّر هذا الاختبار معلومات تفصيلية عن الكلى، والحالبان، والمثانة، ممّا يساعد في تشخيص الفشل الكلوي.
تصوير الكلى بالرنين المغناطيسي
يُعدّ التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance Imaging) واختصارًا MRI من الفحوصات التصويرية المستخدمة لتشخيص الفشل الكلوي؛ إذ يُطلب فيها من الشخص الاستلقاء على طاولة الجهاز والتنفّس بهدوء والبقاء ساكنًا قدر الإمكان، ومن ثمّ يتم توجيه أمواج الراديو إلى الجزء المراد تصويره لإعطاء صور تفصيلية للكلى (صورة ثلاثية الأبعاد)؛ للكشف عن وجود أي مشكلة في الكلى.
تصوير الكلى بالنظير المشع
يعتمد تصوير الكلى بالنظير المشع على استخدام مواد مشعّة نووية لفحصها وتقييم وظائفها الحيوية، ويتم ذلك من خلال حقن وريد الشخص المعنيّ بمادّة مشعّة تُسمى النظائر المشعّة (والتي تطلق بدورها أشعة جاما) وبعد ذلك يتم تتبّع النظائر المشعة في منطقة الكلى؛ لمعرفة كيفية معالجة الكلى لها، ومن ثمّ تظهر صور على جهاز الحاسوب تكشف عن وجود أي تشوهات هيكلية ووظيفية في الكلى، مما يساعد في تشخيص الفشل الكلوي.
الخزعة الكلوية لتشخيص الفشل الكلوي
يعتمد هذا الإجراء التشخيصي على أخذ عينة صغيرة من أنسجة الكلى (خزعة كلوية)، ويتم ذلك في أغلب الحالات من خلال إدخال إبرة مخصّصة لذلك عبر الجلد وصولًا إلى الكلية، حيث يتم توجيه الإبرة بالاستعانة بالموجات فوق الصوتية بهدف مساعدة الطبيب على معرفة مكان أخذ العينة بدقّة، ثم يتم فحصها تحت المجهر للكشف عن مؤشرات حدوث التلف أو المرض.
ويتم أخذ الخزعة في العادة تحت تأثير التخدير الموضعي لكي لا يشعر المُصاب بأي ألم، ويُشار إلى أنّ الخزعة الكلوية تساهم في الكشف عن اضطرابات الكلى التي لا يمكن الكشف عنها بطرق أخرى، كما أنّها تكشف عن سرعة تطور المرض، بالإضافة إلى دورها في تقييم مدى نجاح العلاج.
هل يوجد فرق بين تشخيص الفشل الكلوي المزمن والحاد؟
لا يوجد فرق بين أنواع الفحوصات التي تُجرى للكشف عن الفشل الكلوي الحاد والمزمن، إلاّ أنّ الفرق يتمثل في نتائج هذه الفحوصات، فعادةً ما يتطوّر الفشل الكلوي المزمن تدريجيًا (أي على مدى شهور إلى سنوات).
وتاليًا الفرق في نتائج فحوصات الفشل الكلوي الحادّ والمزمن:
- الفشل الكلوي الحاد:
- زيادة مستوى الكرياتينين في الدم بمقدار 0.3 ملغ/ ديسيلتر خلال 48 ساعة.
- زيادة مستوى الكرياتينين في الدم بمقدار 1.5 مرّة مقارنةً بالمستوى المرجعي، وهو أمر يُفترض أنّه حدث في الأيام السبعة السابقة للتحليل.
- انخفاض حجم البول إلى أقل من 0.5 مل/ كيلوغرام/ ساعة خلال 6 ساعات.
- الفشل الكلوي المزمن:
- تضرر الكلى لمدة 3 أشهر على الأقل، والذي يتم الكشف عنه إمّا بوجود بروتين غير طبيعي في البول، أو من خلال نتائج الخزعة الكلوية، أو من خلال النتائج غير الطبيعية للاختبارات التصويرية للكلى.
- انخفاض معدّل الترشيح الكبيبي إلى أقل من 60 مل/ دقيقة / 1.73 م 2 لمدّة 3 أشهر على الأقل.
ملخص المقال
توجد العديد من الطرق التي يتم فيها تشخيص حالات الفشل الكلوي الحادّ أو المزمن، والتي تتضمّن أخذ عينة دم أو بول وتحليلها، أو إجراء اختبارات تصويرية معيّنة للكلى، وقد يستدعي الأمر في بعض الحالات أخذ خزعة كلوية، وتساهم هذه الاختبارات التشخيصية في الكشف عن وجود اضطراباتٍ في الكلى، ممّا يساعد على تشخيص الفشل الكلوي، ويجدر التنويه إلى عدم وجود فرق بين نوع الفحوصات ولكن الفرق يكمن في نتائج هذه الفحوصات عند تشخيص الفشل الكلوي المزمن أو الحاد.