تركيبة الضوء الأبيض
الضوء الأبيض
عند التمعّن بما حولنا من أجسام وكائنات يمكن بكل بساطة ملاحظة امتلاك كل منها لوناً مميزاً عن الآخر، وقد قامت عدد من نظريات الفيزياء بدعم فكرة أنّ مختلف الأجسام والكائنات الموجودة على سطح الأرض وفي الفضاء الخارجي عديمة اللون، وأن اللون المنبعث من الأجسام المختلفة والذي تراه العين ما هو إلا انكسار الضوء الأبيض وانعكاسه بشكل محدد عن تلك الأجسام، ولفهم ذلك يتوجب الإطلاع على طبيعة تركيبة الضوء الأبيض.
تاريخ تفسير تركيبة الضوء الأبيض
كان لنيوتن دور كبير في تفسير ماهية تركيب الضوء، وذلك بكونه أول من حاول وضع تفسيرات منطقية توضّح تركيبة الضوء وخواصه المختلفة، حيث لجأ نيوتن في تفسير ذلك إلى النظريات الميكانيكية البحتة وعلى ذلك استنتج بأنّ الضوء يتركّب من جسيمات دقيقة تسير ضمن خطوط مستقيمة إلا إذا اعترضها جسم ما، ومن النواحي التجريبية ساهمت خاصيتا انكسار الضوء وانعكاسه في دعم هذه الفرضية واعتمادها خلال فترة من الزمن، إلا أنّ اكتشاف عدد من خصائص الضوء الجديدة كخاصية حياد الضوء ساهمت بشكل كبير في نقض هذه الفرضية لعدم قدرتها على وضع تفسيرات منطقية لهذه الخصائص كما هو الحال مع خاصيتي انكسار الضوء وانعكاسه.
تفسير تركيبة الضوء الأبيض
جاء العالم هوغنس بفرضية جديدة تفسر طبيعة تركيبة الضوء الأبيض، حيث افترض بأنّ الضوء الأبيض عبارة عن مجموعة من الموجات المنتشرة في الفراغ والمتتابعة بحيث تشكل كلّ نقطة في الموجة الواحدة مصدراً لظهور الموجة التي تليها وهكذا، وتتالت بعد ذلك الظواهر التي أكدت على صحّة هذا التفسير ومنها ظاهرة التدخّل لدى شقي يونغ، حيث أكدت نتائج التجارب التي أقيمت على أسس هذه الظاهرة التركيبة الموجية للضوء الأبيض، وعليه فإنّ الضوء الأبيض يتركّب من طيف من الألوان المختلفة والتي تشكّل ألوان الضوء، بحيث يتمتع كل لون من هذه الألوان بموجة خاصة به ممّا يساعد على رؤيتها بوضوح في حالات انكسار الضوء كما هو الحال في ألوان قوس قزح وألوان طيف الزجاج.
تركيبة الضوء الأبيض
يتركّب الضوء الأبيض من ثلاث ألوان رئيسية وهي لون الأحمر واللون الأزرق بالإضافة إلى اللون الأخضر، بحيث يمتلك كل منها طول موجة يساوي ثلث طول موجة الضوء الأبيض، وعند خلط كلّ لونين من الألوان الثلاث السابقة مع بعضهما البعض يتم إنتاج ألوان أخرى جديدة، والتي يمكن خلطها مع بعضها أيضاً للحصول على مجموعة أخرى من الألوان المختلفة الدرجات، ومن هنا يمكن الاستنتاج بأن الضوء الأبيض يتركب من عدد لا نهائي من الموجات الضوئية ذات الألوان المختلفة.