تربية الأسماك
تربية الأسماك في المزارع
تربية الأسماك هي تربية الكائنات الحية التي تعيش في الماء تجارياً من أجل زيادة الإنتاجية، وهي معروفا باسم المزارع السمكية، ويُذكر أنّ مراحل إنشاء مزارع السمك هي ذاتها بالنسبة للمزارع الصغيرة والكبيرة على حد سواء، وفيما يأتي توضيح لطريقة تربية الأسماك في المزارع:
اختيار المكان المناسب
إنّ الخطوة الأولى لبناء مزرعة سمكية تتمثل بتحديد المساحة المخصصة للمزرعة، فحجم الأرض مهم واختيار أرض واسعة سيساعد على نمو وتوسيع العمل في المستقبل، كما يجب أن تكون الأرض ذات تربة جيدة، فنوعية التربة تؤثر في نوعية وكمية السمك الذي تنتجه المزرعة، حيث ينصح بأن تكون نسبة الطين في التربة أكثر من 20%.
ومن المهم اختيار أرض مستوية نسبياً، وغير معرضة للفيضانات، كما يجب التأكد من اختيار مكان فيه إمدادات مستمرة من المياه العذبة النظيفة، فاختيار مكان لا تتوفر فيه المياه الكافية سيؤثر في صحة الأسماك، وبالتالي يقلل من إنتاجية المزرعة.
تصميم وبناء بركة للأسماك
هناك عوامل مهمة يجب مراعاتها في تصميم البركة المناسبة لتربية الأسماك، وهي كالآتي:
- مراقبة التدفق الداخلي والخارجي في البرك باستمرار، فلا بد من أن يكون التدفق بالمعدلات الصحيحة، فإذا زاد معدل التدفق فقد يتم التخلص من الطحالب التي يتغذى عليها السمك، وإذا بقي الماء لفترات طويلة داخل الأحواض فسيتم استهلاك كميات الأوكسجين فيه مما قد يضر بصحة الأسماك.
- عند بناء البركة ووضع شبكات الحماية، يجب وضعها بشكل استراتيجي لمنع الحيوانات المفترسة من الوصول إلى البركة، وتغطية المداخل والمخارج جيداً لحمايتها من الحشرات والحيوانات أيضاً.
- الحرص على وجود صرف جيد للبرك، حيث إنّ معدل الانحدار المثالي لأحواض السمك هو 0.02 متر لكل 10 أمتار، مما سيساعد على تنظيم معدل التدفق الداخلي و الخارجي.
- الاهتمام بشكل وحجم البرك، فإنتاجية الأسماك تميل لأن تكون أعلى في المياه الضحلة، ومع ذلك لا يجب أن تكون ضحلة للغاية، فيجب أن يصل عمق الطرف الضحل إلى 50 سم.
- ترك مسافات بين البرك، حيث إنّ عدم وجود مسافات بين البرك يجعل عملية إطعام السمك صعبة للغاية، كما يصبح من الصعب القيام بالحصاد، أو إجراء أي تعديلات قد تتطلبها البركة، لذلك يجب ترك فراغات بين الأحواض.
اختيار أنواع الأسماك المناسبة
وهي الخطوة الأكثر تحدياً للأشخاص الذين يرغبون في البدء بمشروع لتربية الأسماك، لأنّ هناك أنواعاً مختلفةً من الأسماك المتاحة للتربية مثل البلطي، والسلمون، والتونة، وثعبان البحر، والسلور، ومن أكثر أنواع السمك شهرة للتربية في المزارع السمكية ما يأتي:
- سمك البلطي
وهي سمكة المياه العذبة، تنمو وتتكاثر أسرع في المياه الدافئة، وتحتاج لدرجات حرارة تتراوح بين 25 إلى 35 درجة، ويُذكر أنّه من السهل إطعامها فهي تتغذى على العوالق النباتية، والطحالب أحادية الخلية، والعوالق الحيوانية، وتعتبر البرك الترابية هي الأفضل لها.
- سمك السلور
وهو نوع من الأسماك سريعة النمو التي تتطلب القليل من الجهد، ومن الممكن تربيتها في حوض من أي حجم ولكنّ الأحواض الكبيرة هي الأفضل، ويُذكر أنّها تتغذى على الأطعمة المتاحة بسهولة مثل الأرز، وفول الصويا، كما تستغرق الأسماك 21 شهراً كي تصل إلى وزن (454 جراماً).
توفير الظروف البيئية المناسبة
للتأكد من توفير الظروف الملائمة للأسماك، لا بد من مراقبة بعض المؤشرات وضبطها بشكل دوري ومستمر، وهي كالآتي:
- المحافظة على درجة الحرارة في البركة بين 28 إلى 30 درجة.
- المحافظة على درجة الحموضة في مياه البركة بين 6.5 إلى 8.5.
- إجراء اختبار منتظم للمياه للتحقق من التلوث.
- إجراء فحص منتظم لصحة الأسماك.
توفير غذاء الأسماك
تحتاج الأسماك إلى تغذية جيدة حتى تنمو بشكل صحي وبوقت أسرع، ويجب أن تكون أعداد الأسماك متناسبة مع المكان، ومع كمية الغذاء لضمان عدم تنافسها على الطعام، ومن الممكن تحفيز نمو الطحالب عن طريق إضافة فضلات الدجاج، أو الأسمدة، حيث ستنمو بسرعة وتوفر مصادر تغذية إضافية.
أفضل أوقات التغذية بالنسبة للأسماك هي ساعات الصباح الباكر، وبعد الظهر، مع الانتباه لعدم ترك بقايا الطعام لوقت طويل في البركة كي لا يصبح ساماً، وعند شراء المكملات الغذائية يجب التأكد من أنها تناسب نوع الأسماك الذي يقوم الشخص بتربيته؛ لأنّ أنواع هذه المكملات تختلف حسب نوع السمك المعطى له.
الرعاية الصحية للأسماك
من المهم المحافظة على برك الأسماك نظيفة لمنع دخول الطفيليات والأمراض، وعند وجود أسماك مريضة لا بد من طلب المساعدة من أخصائي الاستزراع المائي لإعطاء الدواء والقيام بالإجراءات المناسبة.
تربية الأسماك في المنزل
يمكن تربية السمك في المنزل من خلال الانتباه لما يأتي:
تغذية الأسماك
يؤدي الإفراط في تغذية الأسماك بالطعام المُخصص لها إلى الإضرار بها؛ إذ تستغل الأسماك جميع الفُرص لتناول الطعام سواء كانت جائعة أم لا، لذلك يُنصح بإطعام الأسماك مرة واحدة يومياً في معظم الأنواع التي تحتاج من 16 إلى 24 ساعة ليتم هضم جميع الطعام، ومرتين في اليوم أحياناً لبعض أنواع الأسماك الأخرى، مع الحرص على تقديم وجبات خفيفة جداً.
اختيار حوض الأسماك المناسب
فيما يأتي بعض النصائح المُتعلقة بحوض السمك وتركيبه:
- شراء حوض سمك ذي حجم يستوعب عدد الأسماك لضمان عدم الاكتظاظ الذي يُمكن أن يُسبب العديد من الأضرار الصحيّة التي قد تؤدي إلى موت الأسماك.
- وضع حوض السمك في مكان لا تصله أشعة الشمس بشكل مباشر، بعيد عن ضوضاء أجهزة التلفاز وأماكن كثرة الحركة لسلامة الأسماك، كما يُنصح بوضعه في بيئة خالية من التلوث كالدخان الذي يُؤثر على جودة الهواء، كما يُنصح بأن يكون الحوض قريباً من مقبس الكهرباء لأنّ الحوض يحتاج إلى مقبس للفلتر والسخان.
- تثبيت درجة حرارة الماء ما بين 22.22 إلى 28.89 درجة مئوية باستعمال السخان.
- تركيب فلتر في حوض السمك لتنقية المياه من الملوثات المختلفة والحفاظ على نظافتها.
- وضع مقدار 0.45 كغم من الرمال أو الصخور أو الحصى لكل 4.4 لتر من الماء في حوض السمك، وذلك بعد تنظيفه بالماء للتخلص من الغُبار.
- توزيع زينة مثل سفينة القراصنة في حوض السمك بعد تنظيفها لتكون أماكن لاختباء السمك، مع الحرص على الموازنة في وضع القطع الطويلة في آخر الحوض، والابتعاد عن الزينة التي قد تُلحق الضرر بالأسماك مثل الزخارف الحادّة أو القابلة للكسر.
- وضع النباتات في حوض السمك.
- ملء حوض السمك بالماء بعد تعقيمه بالكلور.
العناية الصحيّة بالأسماك
إنّ الأسماك مثل الكائنات الحيّة والحيوانات الأخرى التي تمرض أو تُصاب بالكسل أو الخمول، لذلك عند مُلاحظة هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب البيطري على الفور لإجراء العلاج الملائم لها، كما يجب فصل الأسماك المريضة عن الأسماك الأخرى من حوض السمك فور ملاحظة ذلك.
اختيار الأسماك المناسبة
يجب الحرص على اقتناء أسماك صحية، وتتمتع بمواصفات جيدة، حيث يجب أن تكون الزعانف سليمة، وليست دموية أو خشنة، كما يجب أن تكون العيون مشرقة وليست غائرة، ويجب أن تسبح الأسماك بشكل طبيعي ومنتظم حول الحوض، فمن علامات المرض عند الأسماك ألا تسبح بشكل منتظم.
تكاثر الأسماك
تتكاثر الأسماك عن طريق إنجاب الصغار الحية أو عن طريق وضع البيض ، وتسمّى صغارها باليرقات، ويُذكر أنّ عملية تخصيب البيض وفقسه تحصل داخل الأنثى، وعلى العموم فمن السهل تكاثر جميع الأنواع التي تربّى داخل أحواض السمك المنزلية، ومن المفضّل فصل اليرقات عن الأسماك الكبيرة خشية أن تأكلها.
رعاية الأسماك حديثة الولادة
عادةً ما يتم فصل اليرقات عن الأسماك الكبيرة ووضعها في حاضنة خاصة، وقد تكون عملية فصل اليرقات من البرك الخارجية أمراً صعباً، وغير ناجح أو ناجح بشكل جزئي، وعند فصلها يجب وضعها في حوض بنفس ميزات الحوض الكبير التي اعتادت عليه، كما يجب مراعات قوة المضخات كي لا تتسبب في امتصاص اليرقات الصغيرة.
وهناك خيار آخر وهو وضع حاضنة للأسماك الصغيرة، وهي عبارة عن شبكة تُعلّق أعلى الحوض، بحيث تبقي الصغار في مأمن وأيضاً تكون قريبة من الطعام الطافي على سطح الحوض، ومن الممكن إطعام اليرقات الصغيرة الرقائق المطحونة ناعماً، أو الأطعمة الصغيرة الحية أو المجمدة.
مزايا وعيوب تربية الأسماك في مزارع
عُرفت تربية الأسماك منذ فترات تاريخية قديمة جداً، واستمرت في الانتشار والتطور على مر العصور، وأصبحت وسيلة فعالة من وسائل إنتاج الغذاء، لكنّ شأنها كشأن كل الأعمال البشرية، إذ لا بد من وجود مزايا و عيوب لها، ومن مزايا وعيوب تربية الأسماك في المزارع ما يأتي:
مزايا المزارع السمكية | عيوب المزارع السمكية |
مصدر جيد للدخل. | المساهمة في التلوث البيئي. |
سهولة إنشاؤها في كل الأماكن. | كثرة استخدام المبيدات والمواد الكيميائية الضارة للإنسان في هذه المزارع. |
توفير امدادات متزايدة من المأكولات البحرية. | تدمير جزء من النظام البيئي المائي. |